المشهد السوري، بكل مأساويته، يكشف العيوب والتشوهات التي يقوم عليها النظام الدولي بتغليبه المصالح الخاصة على الأسس التي توجه تحركات دوله الكبرى في القضايا الإقليمية، فما نشهده على أرض الواقع يجسد تناقضا صريحا مع الشعارات التي تستغلها تلك الدول (الديمقراطية والحرية والعدالة وحقوق الإنسان) في بعض الأحيان لتمرير ما يحقق مصالحها.
وقبل (الغمز) بالمثالية نقول لا أحد يعتقد أن القيم الأخلاقية والبراءة في التصرفات والنزاهة في المواقف هي التي تحكم السياسة الدولية أو تدفع إلى الدخول في المناطق الملتهبة، ولا أحد يتوقع أن تهب الدول الكبرى لترمي بأبنائها وجيوشها في ساحات الحرب من أجل «سواد عيون» العدالة وحقوق الإنسان والديمقراطية، كل هذا معروف لا يظنه حتى الحالمون لكن الموقف الدولي اليوم وحالة تردد الدول الكبرى وتباين مواقفها من معاقبة نظام فاسد حكم لعقود بالحديد والنار وإسكات الأصوات المعارضة وتضليل الناس بإعلام حزبي شريك في الجرم لا يرى إلا ما تراه أجهزة القمع، يزيد من شكوك المجتمعات في صلاحيات النظام الدولي الحالي وكفاءته وقدرته على التعامل مع احتياجات أعضائه في حفظ أمنهم واستقرارهم وحماية شعوبهم من تسلط أنظمة فاسدة فقدت مشروعية وجودها.
ماذا ينتظر «النظام العالمي» حتى يجد ما يبرر تدخله لإنقاذ السوريين؟
بشار قتل الآلاف وأعاق مئات الآلاف وشرد الملايين ودك المدن وأحرق الأرض واستخدم الأسلحة الكيماوية المحرمة وقسم الشعب إلى طوائف وملل وأصبح نظامه خطرا يهدد استقرار المنطقة بالاصطفاف الطائفي والنعرات العرقية وخلق بيئة صالحة لاحتضان الأفكار المتشددة الشاذة.
إذا لم يكن الوضع السوري اليوم، بتداعياته الأمنية والإنسانية، مدعاة لتحرك الدول الكبرى من أجل حماية المدنيين فمتى تتحرك؟ لقد بدت مؤتمرات ولقاءات وأحاديث قادة الدول الكبرى في الأيام الماضية، أشبه بملهاة سخيفة تحرك لتهيئة المسرح ولفت أنظار الجمهور بالإعلان عن ضربة قاصمة تعاقب نظاما خرج عن القواعد باستخدام سلاح محرم (وكأن المقتول يفرق بين أدوات القتل) ولما استعد الجمهور لمتابعة المشهد بدأت فصول التراخي وتطويل الحلقات كما يحدث في المسلسلات التلفزيونية المملة. هل سبق أن كانت الضربات العسكرية بالتفاهم وإعطاء المضروب وقتا يرتب فيه أوضاعه؟.
malfal@okaz.com.sa
وقبل (الغمز) بالمثالية نقول لا أحد يعتقد أن القيم الأخلاقية والبراءة في التصرفات والنزاهة في المواقف هي التي تحكم السياسة الدولية أو تدفع إلى الدخول في المناطق الملتهبة، ولا أحد يتوقع أن تهب الدول الكبرى لترمي بأبنائها وجيوشها في ساحات الحرب من أجل «سواد عيون» العدالة وحقوق الإنسان والديمقراطية، كل هذا معروف لا يظنه حتى الحالمون لكن الموقف الدولي اليوم وحالة تردد الدول الكبرى وتباين مواقفها من معاقبة نظام فاسد حكم لعقود بالحديد والنار وإسكات الأصوات المعارضة وتضليل الناس بإعلام حزبي شريك في الجرم لا يرى إلا ما تراه أجهزة القمع، يزيد من شكوك المجتمعات في صلاحيات النظام الدولي الحالي وكفاءته وقدرته على التعامل مع احتياجات أعضائه في حفظ أمنهم واستقرارهم وحماية شعوبهم من تسلط أنظمة فاسدة فقدت مشروعية وجودها.
ماذا ينتظر «النظام العالمي» حتى يجد ما يبرر تدخله لإنقاذ السوريين؟
بشار قتل الآلاف وأعاق مئات الآلاف وشرد الملايين ودك المدن وأحرق الأرض واستخدم الأسلحة الكيماوية المحرمة وقسم الشعب إلى طوائف وملل وأصبح نظامه خطرا يهدد استقرار المنطقة بالاصطفاف الطائفي والنعرات العرقية وخلق بيئة صالحة لاحتضان الأفكار المتشددة الشاذة.
إذا لم يكن الوضع السوري اليوم، بتداعياته الأمنية والإنسانية، مدعاة لتحرك الدول الكبرى من أجل حماية المدنيين فمتى تتحرك؟ لقد بدت مؤتمرات ولقاءات وأحاديث قادة الدول الكبرى في الأيام الماضية، أشبه بملهاة سخيفة تحرك لتهيئة المسرح ولفت أنظار الجمهور بالإعلان عن ضربة قاصمة تعاقب نظاما خرج عن القواعد باستخدام سلاح محرم (وكأن المقتول يفرق بين أدوات القتل) ولما استعد الجمهور لمتابعة المشهد بدأت فصول التراخي وتطويل الحلقات كما يحدث في المسلسلات التلفزيونية المملة. هل سبق أن كانت الضربات العسكرية بالتفاهم وإعطاء المضروب وقتا يرتب فيه أوضاعه؟.
malfal@okaz.com.sa