أكد مدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري رياض قهوجي أن مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية ستكون على المحك في حال تراجعت عن الضربة العسكرية ضد النظام السوري ورموزه مؤكدا أنها ستزيد من عواقبها وتؤدي بالتالي إلى رفع معنويات النظام.
ورأى قهوجي في حوار مع «عكاظ» أن الحذر الروسي من إمكانية استهداف المنشآت الكيماوية إنما هو بمثابة فخ سينصبه النظام السوري للولايات المتحدة بحيث سيعمد لاستهداف الكيماوي واتهام أمريكا به. مؤكدا أن إيران لن تقوم بأي رد لحماية النظام فهي دعمته بالوكالة منذ البداية لأنها تتفادى مواجهة الغرب. وفيما يلي نص الحوار:
• مازال جدل يدور حول توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، هل تعتقد أن هذا الجدال قد أفرغ الضربة من هدفها؟ وهل بإمكان واشنطن أن تتراجع، وما هي برأيكم الخسائر التي ستحلق بصورتها من جراء ذلك؟.
من الطبيعي أن مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية والدول الحليفة لها باتت على المحك من جراء هذا التأجيل والذي تلاه جدال واسع، فعدم الإقدام على هذه الضربة وتنفيذها سيشكل نكسة لهذا التحالف إلى جانب نكسة في معنويات الثوار كما سيؤدي في المقابل إلى رفع معنويات النظام وحلفائه مما سيمسح للنظام تصعيد نوعية عملياته العسكرية وتحركاته، وبالتالي فإن الإعلان عن الضربة والحشد لها وإقامة فترة تحضير زاد من حجم عواقبها في حال لم تحصل.
• هناك من يقول إن الضربة ستكون محدودة فيما تتحدث إدارة الرئيس أوباما عن ضربة محدودة ولكن حاسمة كيف ترى من موقعكم شكل هذه الضربة؟.
الموضوع لا يتوقف على مدة الضربة، إنما ماذا ستستهدف هذه الضربة؟ كذلك فإن الأمر ليس بعدد الأهداف إنما السؤال ما هي هذه الأهداف؟ هل هي أهداف حيوية وأساسية كمركز القيادة والسيطرة ومراكز قيادة القوات الخاصة والفرقة الرابعة والمطارات العسكرية، فإن طالت الضربة هذه المراكز والمنشآت فسيكون لها تأثير كبير جدا على القدرة الميدانية في سوريا، ولكن إن حصلت الضربة لبضعة أيام وأهدافها رمزية فلن تكون لها أي أثر ولن تؤثر على مجريات الوضع الميداني في الأيام المقبلة.
• بالحديث عن بنك الأهداف، هناك تحذير روسي من تلوث كيماوي، هل تعتقد أن هذه المخاوف محقة وسيكون هناك مخاطر من استهداف منشآت كيماوية؟.
لا أعتقد أن الأمريكيين وحلفاءهم سيتصرفون بغباء ويستهدفون منشآت كيماوية قد ينتج عنها كارثة نتيجة تسرب هذه الغازات السامة، كذلك ليسوا بالغباء الذي يجعلهم يستهدفون منشأة نووية، والتي سينتج عنها إشعاعات، وبالتالي الخوف لن يكون من الأمريكيين بقدر الخوف الذي يشكله النظام السوري فهو قادر على القيام بمثل هذه الأفعال ويرد على الضربة بأسلحة كيماوية وينفي أنه من قام بها. ربما التهديد السوري هو عبارة عن فخ سينصبه لأمريكا عبر استهدافه لمنشآته الكيماوية واتهام أمريكا بالعملية.
• هل تعتقد أن الحذر الروسي هو عبارة عن فخ ينصب للولايات المتحدة لاتهامها فيما بعد أنها ضربت الكيماوي؟.
نعم، كل الاحتمالات واردة، فالنظام بإمكانه أن يستعمل الكيماوي أثناء الضربة ويقول إن الأمريكيين هم من قاموا باستهداف المنشآت الكيماوية.
• هل تعتقد أن النظام السوري قادر على تحمل ضربة عسكرية حتى وإن كانت محدودة؟.
في قراءة للوقائع الميدانية، يمكننا القول إن هذا النظام عبارة عن نمر من ورق وليس بإمكانه تحمل ساعة الصفر لانطلاقة الضربة، فمع ساعة الصفر بحيث تصبح الضربة يقينا وأمرا واقعا، فإن المراقبين يتوقعون انشاقاقات كبيرة في قياداته وما تبقى من جنوده، فضرب مراكز القيادة والسيطرة والمطارات وحالة الشلل التي ستصيب قطاعها الجوي سيؤثر كثيرا على مسار المعارك على الأرض وسيؤدي إلى تراجع كبير في أداء النظام على أرض المعركة.
• إذن هل تعتقد أن الثوار والمعارضة قادرون على استغلال هذه الضربة ميدانيا؟.
الأمر يتوقف على التنسيق بين المعارضة وبين قواتها على الأرض وعملت ضمن خطة موحدة لاستغلال ما سينتج عن هذه الضربة ميدانيا وسياسيا، والحقيقة أن بإمكان المعارضة والجيش الحر استكمال ما سيبدأه الغرب بشكل كبير وفعال. إنما إذا عملت كتائب وألوية المعارضة بشكل منفرد مستقل عن بعضها البعض فلن تؤدي إلى استثمار ناجح لتبعات هذه الضربة.
• كيف تستشرف الرد الإيراني واستبعاد رد حزب الله على القرار الأمريكي؟.
إيران لن تقدم على فعل أي شيء، فإيران تسعى جاهدة في حواراتها مع الغرب حول ملفها النووي لتفادي أي ضربة، إيران تحارب بالوكالة، وجندت من يحارب في سوريا بالوكالة، من هنا يجب التشديد على البعد المذهبي في هذا الصراع، فإيران تستغل من جانبها حلفاءها وتلعب على الوتر المذهبي باتجاه من يقوم بعمليات بالوكالة عنها إن في العراق أو في لبنان أو في سوريا أو في بلد من بلدان العالم العربي، فإيران من خلال توكيل من ينوب عنها في خوض المعارك إنما هي تتفادى المواجهة المباشرة، إيران لن تدخل في أية مواجهة مباشرة وإن فعلت فسيكون فقط للدفاع وحماية أراضيها وليس أي شيء آخر.
أما حزب الله فهو اليوم في معضلة كبيرة، فقد يجد نفسه بين حليفيه الرئيسيين سوريا وإيران في تناقض، فمن جهة الموقف السوري الذي يدعوه ويطالبه بالاستمرار في معاركه إلى النهاية، ومن جهة مقابلة الجانب الإيراني الذي يبدو أنه لن يدخل في هذه المواجهة لحماية النظام السوري، وباتت على حزب الله المسؤولية في تقرير مصيره، فهل يدخل في مغامرة هي أشبه بالانتحار في حال فتح جبهات من لبنان للدفاع عن النظام السوري؟ وهنا أرى من خلال قراءتي الشخصية أن حزب الله سيسعى لاستمراره وبقائه في الأرض السورية وبالتالي سيساعد النظام في سوريا وسيحاول أن تكون المعركة محصورة داخل سوريا كما أعلن أمين عام الحزب حسن نصر الله ذات مرة أن من يريد الحرب فيلاقيه في سوريا، وبالتالي ساحة المواجهة قد حددت من قبل حزب الله وهي الأرض السورية ويبدو أنه سيتجنب نقلها إلى لبنان ولن يقدم على استفزاز إسرائيل من الحدود اللبنانية، وهو يدرك أن هناك حلفاء آخرين للنظام السوري في لبنان سيعملون على نقلها إلى لبنان، وهنا إن لم يتدخل حزب الله في هذا المسعى فستقتصر على محاولات فاشلة.
• هناك سباق ما بين التسوية السياسية والضربة.. كيف ترى ملامح هذا السباق؟.
التسوية هي أن يتخلى بشار الأسد عن السلطة ويتنحى ويفتح المجال بتأليف حكومة من المعارضة السورية وبعض رموز النظام التي لم تتلوث أيديها بدماء الشعب السوري، هذا من ناحية التسوية السياسية وأي خطة باتجاه التسوية أقل من التنحي وانتقال السلطة إلى المعارضة فلن يكون هناك من تسوية وستتجه الأمور عاجلا أم آجلا إلى المواجهة العسكرية والضربة الخارجية.
ورأى قهوجي في حوار مع «عكاظ» أن الحذر الروسي من إمكانية استهداف المنشآت الكيماوية إنما هو بمثابة فخ سينصبه النظام السوري للولايات المتحدة بحيث سيعمد لاستهداف الكيماوي واتهام أمريكا به. مؤكدا أن إيران لن تقوم بأي رد لحماية النظام فهي دعمته بالوكالة منذ البداية لأنها تتفادى مواجهة الغرب. وفيما يلي نص الحوار:
• مازال جدل يدور حول توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، هل تعتقد أن هذا الجدال قد أفرغ الضربة من هدفها؟ وهل بإمكان واشنطن أن تتراجع، وما هي برأيكم الخسائر التي ستحلق بصورتها من جراء ذلك؟.
من الطبيعي أن مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية والدول الحليفة لها باتت على المحك من جراء هذا التأجيل والذي تلاه جدال واسع، فعدم الإقدام على هذه الضربة وتنفيذها سيشكل نكسة لهذا التحالف إلى جانب نكسة في معنويات الثوار كما سيؤدي في المقابل إلى رفع معنويات النظام وحلفائه مما سيمسح للنظام تصعيد نوعية عملياته العسكرية وتحركاته، وبالتالي فإن الإعلان عن الضربة والحشد لها وإقامة فترة تحضير زاد من حجم عواقبها في حال لم تحصل.
• هناك من يقول إن الضربة ستكون محدودة فيما تتحدث إدارة الرئيس أوباما عن ضربة محدودة ولكن حاسمة كيف ترى من موقعكم شكل هذه الضربة؟.
الموضوع لا يتوقف على مدة الضربة، إنما ماذا ستستهدف هذه الضربة؟ كذلك فإن الأمر ليس بعدد الأهداف إنما السؤال ما هي هذه الأهداف؟ هل هي أهداف حيوية وأساسية كمركز القيادة والسيطرة ومراكز قيادة القوات الخاصة والفرقة الرابعة والمطارات العسكرية، فإن طالت الضربة هذه المراكز والمنشآت فسيكون لها تأثير كبير جدا على القدرة الميدانية في سوريا، ولكن إن حصلت الضربة لبضعة أيام وأهدافها رمزية فلن تكون لها أي أثر ولن تؤثر على مجريات الوضع الميداني في الأيام المقبلة.
• بالحديث عن بنك الأهداف، هناك تحذير روسي من تلوث كيماوي، هل تعتقد أن هذه المخاوف محقة وسيكون هناك مخاطر من استهداف منشآت كيماوية؟.
لا أعتقد أن الأمريكيين وحلفاءهم سيتصرفون بغباء ويستهدفون منشآت كيماوية قد ينتج عنها كارثة نتيجة تسرب هذه الغازات السامة، كذلك ليسوا بالغباء الذي يجعلهم يستهدفون منشأة نووية، والتي سينتج عنها إشعاعات، وبالتالي الخوف لن يكون من الأمريكيين بقدر الخوف الذي يشكله النظام السوري فهو قادر على القيام بمثل هذه الأفعال ويرد على الضربة بأسلحة كيماوية وينفي أنه من قام بها. ربما التهديد السوري هو عبارة عن فخ سينصبه لأمريكا عبر استهدافه لمنشآته الكيماوية واتهام أمريكا بالعملية.
• هل تعتقد أن الحذر الروسي هو عبارة عن فخ ينصب للولايات المتحدة لاتهامها فيما بعد أنها ضربت الكيماوي؟.
نعم، كل الاحتمالات واردة، فالنظام بإمكانه أن يستعمل الكيماوي أثناء الضربة ويقول إن الأمريكيين هم من قاموا باستهداف المنشآت الكيماوية.
• هل تعتقد أن النظام السوري قادر على تحمل ضربة عسكرية حتى وإن كانت محدودة؟.
في قراءة للوقائع الميدانية، يمكننا القول إن هذا النظام عبارة عن نمر من ورق وليس بإمكانه تحمل ساعة الصفر لانطلاقة الضربة، فمع ساعة الصفر بحيث تصبح الضربة يقينا وأمرا واقعا، فإن المراقبين يتوقعون انشاقاقات كبيرة في قياداته وما تبقى من جنوده، فضرب مراكز القيادة والسيطرة والمطارات وحالة الشلل التي ستصيب قطاعها الجوي سيؤثر كثيرا على مسار المعارك على الأرض وسيؤدي إلى تراجع كبير في أداء النظام على أرض المعركة.
• إذن هل تعتقد أن الثوار والمعارضة قادرون على استغلال هذه الضربة ميدانيا؟.
الأمر يتوقف على التنسيق بين المعارضة وبين قواتها على الأرض وعملت ضمن خطة موحدة لاستغلال ما سينتج عن هذه الضربة ميدانيا وسياسيا، والحقيقة أن بإمكان المعارضة والجيش الحر استكمال ما سيبدأه الغرب بشكل كبير وفعال. إنما إذا عملت كتائب وألوية المعارضة بشكل منفرد مستقل عن بعضها البعض فلن تؤدي إلى استثمار ناجح لتبعات هذه الضربة.
• كيف تستشرف الرد الإيراني واستبعاد رد حزب الله على القرار الأمريكي؟.
إيران لن تقدم على فعل أي شيء، فإيران تسعى جاهدة في حواراتها مع الغرب حول ملفها النووي لتفادي أي ضربة، إيران تحارب بالوكالة، وجندت من يحارب في سوريا بالوكالة، من هنا يجب التشديد على البعد المذهبي في هذا الصراع، فإيران تستغل من جانبها حلفاءها وتلعب على الوتر المذهبي باتجاه من يقوم بعمليات بالوكالة عنها إن في العراق أو في لبنان أو في سوريا أو في بلد من بلدان العالم العربي، فإيران من خلال توكيل من ينوب عنها في خوض المعارك إنما هي تتفادى المواجهة المباشرة، إيران لن تدخل في أية مواجهة مباشرة وإن فعلت فسيكون فقط للدفاع وحماية أراضيها وليس أي شيء آخر.
أما حزب الله فهو اليوم في معضلة كبيرة، فقد يجد نفسه بين حليفيه الرئيسيين سوريا وإيران في تناقض، فمن جهة الموقف السوري الذي يدعوه ويطالبه بالاستمرار في معاركه إلى النهاية، ومن جهة مقابلة الجانب الإيراني الذي يبدو أنه لن يدخل في هذه المواجهة لحماية النظام السوري، وباتت على حزب الله المسؤولية في تقرير مصيره، فهل يدخل في مغامرة هي أشبه بالانتحار في حال فتح جبهات من لبنان للدفاع عن النظام السوري؟ وهنا أرى من خلال قراءتي الشخصية أن حزب الله سيسعى لاستمراره وبقائه في الأرض السورية وبالتالي سيساعد النظام في سوريا وسيحاول أن تكون المعركة محصورة داخل سوريا كما أعلن أمين عام الحزب حسن نصر الله ذات مرة أن من يريد الحرب فيلاقيه في سوريا، وبالتالي ساحة المواجهة قد حددت من قبل حزب الله وهي الأرض السورية ويبدو أنه سيتجنب نقلها إلى لبنان ولن يقدم على استفزاز إسرائيل من الحدود اللبنانية، وهو يدرك أن هناك حلفاء آخرين للنظام السوري في لبنان سيعملون على نقلها إلى لبنان، وهنا إن لم يتدخل حزب الله في هذا المسعى فستقتصر على محاولات فاشلة.
• هناك سباق ما بين التسوية السياسية والضربة.. كيف ترى ملامح هذا السباق؟.
التسوية هي أن يتخلى بشار الأسد عن السلطة ويتنحى ويفتح المجال بتأليف حكومة من المعارضة السورية وبعض رموز النظام التي لم تتلوث أيديها بدماء الشعب السوري، هذا من ناحية التسوية السياسية وأي خطة باتجاه التسوية أقل من التنحي وانتقال السلطة إلى المعارضة فلن يكون هناك من تسوية وستتجه الأمور عاجلا أم آجلا إلى المواجهة العسكرية والضربة الخارجية.