يقال: في فلان نعرة أي كبر وخيلاء وعصبية. تكملة لتعريف النعرة أقول: هي الطبيب الذي دخل في أنوف المريضة وعائلتها مثل الذبابة الزرقاء أي «النعرة». في اليوم التالي أخبرتني والدة المريضة أن الطبيب أصر على إجراء منظار للقولون وسمعت الطبيب وهو يجري لابنتها المنظار، سمعته يصرخ بفرح ونعرة بأنه كان على حق في تشخيص مرض «كرونز» للأمعاء. حينئذ سألت الأم الدكتور لماذا هو فرح لتشخيص مرض خطير في مريضته، فأجاب لأنه كان صائبا في التشخيص. فغضبت الأم أشد الغضب من طبيب يفرح بنعرة لصوابه في التشخيص لمرض خطير في مريضته وخرجت من غرفة المناظير واتصلت بزوجها تطلب تغيير الطبيب المشرف على ابنتها لنعرته وغروره. وقد أجرى الطبيب النعر المنظار وأخذ عينات من القولون لدراستها مجهريا للأنسجة لإثبات التشخيص ونصح باستمرار أدويته الخطيرة. تلبية لطلب والد المريضة جاء اتصال هاتفي إلى الطبيب النعر من الإدارة العليا للمستشفى يستفسر عن المريضة وأمر برفع يد الطبيب عن معالجة المريضة وتبديله برئيس قسم المناظير في المستشفى المتخصص. حينها جاء هذا الطبيب متهجما يسأل والدة المريضة: من هو والد المريضة الذي يجعل السلطة العليا في المستشفى تستفسر عن ابنته. فردت الأم بأن والد مريضته مواطن مثله مثل جميع المواطنين، فالمسؤولون يهتمون بعامة الناس، فوالد المريضة هو من عامة الناس، وقالت للطبيب ليس لك عندنا أي شيء بعد اليوم. وفعلا أشرف رئيس قسم المناظير على المريضة ولكن بكل أسف استمر في نفس التشخيص والعلاجات المضرة حتى خرجت المريضة من المستشفى بتشخيص مرض «كرونز» للأمعاء تتعاطى الأدوية المضرة والخطرة وفقا لتقرير رسمي صادر من المستشفى بالختم والتواقيع الرسمية. استمرت المريضة على أدويتها وفور خروجها من المستشفى قرر والدا المريضة السفر بها إلى مستشفى جون هوبكنز الأمريكية ومعهم التقرير الطبي الصادر من المستشفى. وقبل سفر المريضة ووالديها قلت لهما إنكما ستعودان من سفركما لتخبراني أن ابنتكما غير مصابة بمرض «كرونز» للأمعاء وأنها كانت تعاني من مرض «إنفلونزة» الأمعاء. وسافروا جميعا وذهبوا إلى مستشفى جون هوبكنز، وبعد إجراء جميع الفحوصات اللازمة للمريضة من ضمنها منظار للأمعاء الغليظة والدقيقة وأخذ عينات من جدار الأمعاء للفحص النسيجي وأشعة الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية وتحاليل دم من ضمنها تحليل خاص بمرض كرونز لم يتوفر في مستشفى جون هوبكنز أرسل لولاية كاليفورنيا للفحص. وعند انتهاء كل شيء وظهور جميع النتائج وإصدار تقرير رسمي من مستشفى جون هوبكنز مختوم وموقع من الجهات الرسمية عاد الجميع إلى أرض الوطن وجاء والدا المريضة وقالا: ابنتنا لا تعاني من مرض «كرونز» بل كانت تعاني من مرض «إنفلونزة» القولون وقد توقفت جميع أدويتها الخطيرة وهي اليوم في صحة كاملة ولله الحمد. وإلى هذه اللحظة لم أسمع كلمة من الطبيب ذي النعرة الذي في يوم من الأيام كان تلميذي. هذه هي نتيجة وأعمال الطبيب إذا نعر بنعرته تسبب هذا الطبيب لمريضته وأهلها وأقاربها بكل أذى ومضرة جسديا ونفسيا وماديا، فهو مضر وخطير على باقي المرضى ولا يحق له مزاولة المهنة، والقرار هو لمن يهمه الأمر في حق الطبيب إذا نعر. وقول الشاعر: وذي نعرات يقطع الأرض ساريا ، على غير ساق وهو بالأرض مترف.
للتواصل: (فاكس / 6079343)
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة
للتواصل: (فاكس / 6079343)
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة