-A +A
ناصر مهنا اليحيوي
مسكينة هي المدارس الأهلية حيث تعاني معاناة لا يعرفها إلا من امتلكها أو عمل بها، والمعاناة تتمثل في الإجراءات النظامية (المعقدة) التي تكبل عملها وتحبط المالكين لها والعاملين فيها، ففي المدارس الحكومية المرجعية فقط وزارة التربية والتعليم، أما المدارس الأهلية المرجعية فيها تعود لكل من وزارة التربية والتعليم، وزارة الخارجية، وزارة العمل، وزارة الداخلية، وزارة البلدية والشؤون القروية، والتأمينات، ولكل وزارة شروطها ولوائحها، لو نفذت من إجراءات وزارة (ما) واجهتك تعقيدات الوزارة الأخرى، والتي تحتل فيها (وزارة العمل) رأس الحربة من حيث (التعقيدات) و(الإجراءات) التي تكبل هذه المدارس.. وخاصة مع ما يسمى (بالتصحيح) أو (النطاقات)، والمدارس الأهلية ليس لديها مشكلة في تنفيذ المطلوب، ولكن المشكلة هي عدم العمل بتجانس بين بقية الأجهزة، فالتنسيق بينها يكاد يكون (معدوما)، وبلغة أسهل (كل يرمي على الآخر)، فإذا انتهيت من (مكتب العمل) تذهب (للجوازات) فتعيدك لمكتب العمل.. والحال كذلك (مع التأمينات).
وكل ينسب ذلك (للنظام) ولا تدري عن أي نظام يتحدثون، هل هو (النظام الحاسوبي) الذي أصبحنا أسرى له بالرغم مما له من (مثالب)، أو (اللوائح) التي تتجدد بين يوم وآخر ولا تستطيع أن تلاحق التغيرات التي تتلاحق بين الفينة والأخرى؛ أيضا من ضمن الثغرات أن الموظف لا يقوم بإخلاء طرفه من المنشأة التي يعمل فيها ليذهب ويلتحق بعمل آخر دون أن يحصل على إخلاء طرف من عمله السابق لعدم وجود الضوابط التي تلزمه باحترام عقد العمل المبرم.
إن الأمر فعلا محبط ويزيد الإحباط حينما يتعلق بالمسيرة التعليمية والتربوية التي تحتاج من يذلل الصعاب أمامها لا من يخلق لها العقبات، وكذلك أود أن أتحدث عن (ضيق نفس) بعض العاملين في (مكاتب العمل) (والجوازات) عند تذليل المصاعب التي تواجه بعض المراجعين، وإن كنا نجد لهم العذر في ظل هذا الزحام الشديد للتصحيح ومواكبة الأنظمة والتعليمات الجديدة والتي أعتقد جازما أننا نحتاج لوقت أطول حتى تحل جميع مشاكل الناس والمؤسسات والتي تعاني كثيرا في ظل انعدام (الانسيابية) وتسهيل الإجراءات بدون مماطلة أو تعقيدات، أو أن تظل تدور حول الدائرة دون أن تصل إلى الهدف.
إن الأمر يحتاج فعلا إلى تدخل قوي من صناع القرار لحل هذه المشكلة والتسهيل على الناس وإعطاء أصحاب الصلاحية (صلاحية إخضاع الحاسب الآلي لتدخلهم عند الضرورة لا أن يجلسوا حبيسي هذه البرامج التي قد تخطئ أكثر مما يخطئ البشر).
فالإدارة التي تفتقد إلى تبسيط الإجراءات وتسهيلها بعيدا (عن البيروقراطية) لا يمكن لها أن تنجز أبدا.

nalmahana@gmail.com