-A +A
ناصر مهنا اليحيوي
من يشاهد طريق الأندلس في محافظة جدة والانسيابية في السير على امتداد ما يزيد على عشرة كيلومترات بدون أي توقف ويتذكر وقوفنا وبالساعات لما يزيد على ثلاثين عاما أمام إشارات المرور، وعلى نفس الطريق ابتداء من إشارة الرويس وحتى الكورنيش، من يتذكر كل ذلك ويشاهد ذلك الطريق الذي كان يستغرق ساعات وخاصة في الإجازات والأعياد ويرى ما حصل الآن حيث لا يستغرق المشوار سوى دقائق فإنه يدل على أن المشكلة ليست في شوارعنا وإنما أصل المشكلة في الفكر المروري.
وإلا ماذا نفسر ما يحصل الآن، نفس الطريق ونفس الطول ونفس العرض ونفس المسافة.. وبفكرة رائعة من رجل مرور مبدع (لا نعرف من هو) تم تقليص وقت الطريق إلى ما يصل 90% من الوقت الذي كنا نستغرقه.

وسنؤكد مرارا وتكرارا أن المشكلة ليست في الشوارع.. ومهما عملنا من شوارع وجسور وأنفاق وغاب الفكر المروري المبدع أو الخطط المرورية المبتكرة والمتطورة التي تعمل على إيجاد الحلول بكل إتقان وحرفية.. فإن الوضع سيبقى على ما هو...
والدليل على ذلك أنك حينما تزور بعض المدن العالمية في دول العالم الأول تجد أن شوارعهم ليست أوسع من شوارعنا وليست بأفضل منها وقد تكون (ضيقة جدا).. ولكن لوجود الخطط المرورية المتميزة لا تجد اختناقات مرورية كما هو الحال عليه عندنا.
دعونا نشكر كل من كان خلف نجاح هذه الفكرة النموذجية في (طريق الأندلس) ونشكر مدير المرور الذي تبناها راجين أن نصل إلى أفكار جديدة لبعض شوارع (مدينة جدة) وبقية المدن و(فك الاختناقات) التي تصيب زائرها والمقيم فيها بالإحباط...
وعلينا أن نطور الفكر المروري لدينا حتى ولو استعنا بالخبرات العالمية.. فما وصل إليه العالم اليوم من تطور واختراعات ما هو إلا نتيجة فكر وتلاقح أفكار.