كنتُ كتبت في زمن مضى عما يتعرض له السائح السعودي في الخارج من ابتزاز وإهانة ونصب واحتيال، وكنتُ أنتظر إجابة على تساؤلاتي تلك خاصة من سفاراتنا التي يعنيها الأمر.. غير أن تلك السفارات لم تعر الأمر أي اهتمام، مع أن مواطنها بات صيداً سهلاً يتربص به موظفو المطارات، وسائقو التاكسي، ورجال الأمن.. ناهيك عن ابتزاز أصحاب الفنادق والمطاعم والشقق له، مما حدا ببعض الكتاب العرب إلى الاحتجاج على ما يتعرض له السائح السعودي من مضايقات.
ولعل مشكلتنا كسعوديين، وهي مشكلة أزلية ساهمت فيها تربيتنا الأولية، الصراحة والثقة المفرطة في من نقابله وممن يعرض خدماته لنا إلى حد البوح له بكل أسرارنا.. ومن هنا تبدأ المشكلة، وفي النهاية، إما أن تدفع وإلا فالتهمة جاهزة.. والسعودي بطبعه حساس في كل تهمة تتعلق بالشرف والسمعة.. فتراه يدفع كل ما يملك من أجل حل المشكلة المفتعلة أو التي يسهل حلها.
والذي يطّلع على صفحات الحوادث في صحف تلك البلدان سيرى حجم المشاكل التي يقع فيها السائح السعودي.. بسبب إحسانه الظن في من يعرض عليه تلك الخدمات.
أنا هنا لا أدعي أن السائح السعودي -بالذات الشباب- منزه من الأخطاء والعيوب، فهم في النهاية بشر، ولكنهم ليسوا وحدهم من يقع في حبائل الممارسات الخاطئة.. الفرق أن السائح السعودي يسهل اصطياده ولا يجد من يحميه.. لأنه لا يحمي نفسه أصلاً.. ثم إن القضايا «الأخلاقية» التي يتهم بها بعض الشباب السعودي ما كان لها أن تحدث لو أن تلك البلدان قد أحكمت سيطرتها على مافيا أقدم مهنة في التاريخ، بدلاً من تركهم يذرعون الشوارع ويقتحمون الشقق للإيقاع ببعض السياح.
لقد كثرت الشكاوى وارتفعت الأصوات من حجم «المضايقات» التي يتعرض لها السائح السعودي ليس أقلها الابتزاز والسجن والتوقيف أو الدفع بالعملات الصعبة.
ولعل أحداث لبنان الأخيرة أظهرت جانباً من حالة الابتزاز للسعوديين ومن قبل جهات معينة استغلت هذا الظرف الإنساني المؤلم وحاجتهم للفرار والنجاة بأنفسهم من أتون الحرب.
إن أولى مهام السفارات في الخارج لأي بلد.. حماية مواطنيها والدفاع عنهم، ومساعدتهم في حل مشاكلهم.. أما الأعمال الأخرى فبمقدور أي موظف أن يقوم بها.
هناك أخطاء وتجاوزات وخروج عن القانون يقع فيها بعض السياح السعوديين لجهلهم أو نتيجة التغرير بهم.. ولكنه يسري على كل الجنسيات الأخرى الذين تحل مشاكلهم بيسر، ويتم ترحيلهم دون «جرجرة» في المحاكم أو إدارات الأمن دون ابتزاز ورشاوى ودفع بالعملات الصعبة.. كما يحدث للسائح السعودي.
أسأل: ماذا لو أن ما يتعرض له السائح السعودي في بلدان عربية قد حصل لسائح أمريكي أو حتى من الموزمبيق؟!
أرجو أن تفهموني جيداً.. أنا لا أطالب بأن يعامل السائح السعودي معاملة خاصة، وهو يستحقها لقاء ما يدفعه لخزينة تلك البلدان.. فسائح سعودي واحد يدفع عشرة أضعاف ما يدفعه سائح من بلدان أخرى.. ومع ذلك أنا لا أطالب سوى بالمساواة، نعم مساواتهم بالسياح العرب والأجانب.. بدلاً من هذا الابتزاز الذي يمارس عليهم بدليل أن أحد السياح السعوديين فوجئ عند انتهاء إقامته في أحد الفنادق الشهيرة أنه مطالب بأن يدفع ضعف ما يدفعه جاره في الغرفة المقابلة.. وقس على هذا المطاعم والشقق والسيارات.
يقول لي أحد السياح الشباب الذين قابلتهم في صيف هذا العام في إحدى البلدان العربية: السائح السعودي «مأكول مذموم».. ففي الوقت الذي يتفننون في «تشليح» محافظنا، بحيث نعود إلى بلادنا ونحن نقترض ثمن التاكسي من المطار.. لا يتورعون عن اتهامنا بكل ما يعِنّ لهم من تهم!
أعجبتني عبارة «مأكول مذموم».. وتذكرت «الشعير» الذي ارتفع سعره هذه الأيام.. وأهل الجنوب يقولون عن الشعير: إنه «مأكول مذموم».
تلفاكس 076221413
ولعل مشكلتنا كسعوديين، وهي مشكلة أزلية ساهمت فيها تربيتنا الأولية، الصراحة والثقة المفرطة في من نقابله وممن يعرض خدماته لنا إلى حد البوح له بكل أسرارنا.. ومن هنا تبدأ المشكلة، وفي النهاية، إما أن تدفع وإلا فالتهمة جاهزة.. والسعودي بطبعه حساس في كل تهمة تتعلق بالشرف والسمعة.. فتراه يدفع كل ما يملك من أجل حل المشكلة المفتعلة أو التي يسهل حلها.
والذي يطّلع على صفحات الحوادث في صحف تلك البلدان سيرى حجم المشاكل التي يقع فيها السائح السعودي.. بسبب إحسانه الظن في من يعرض عليه تلك الخدمات.
أنا هنا لا أدعي أن السائح السعودي -بالذات الشباب- منزه من الأخطاء والعيوب، فهم في النهاية بشر، ولكنهم ليسوا وحدهم من يقع في حبائل الممارسات الخاطئة.. الفرق أن السائح السعودي يسهل اصطياده ولا يجد من يحميه.. لأنه لا يحمي نفسه أصلاً.. ثم إن القضايا «الأخلاقية» التي يتهم بها بعض الشباب السعودي ما كان لها أن تحدث لو أن تلك البلدان قد أحكمت سيطرتها على مافيا أقدم مهنة في التاريخ، بدلاً من تركهم يذرعون الشوارع ويقتحمون الشقق للإيقاع ببعض السياح.
لقد كثرت الشكاوى وارتفعت الأصوات من حجم «المضايقات» التي يتعرض لها السائح السعودي ليس أقلها الابتزاز والسجن والتوقيف أو الدفع بالعملات الصعبة.
ولعل أحداث لبنان الأخيرة أظهرت جانباً من حالة الابتزاز للسعوديين ومن قبل جهات معينة استغلت هذا الظرف الإنساني المؤلم وحاجتهم للفرار والنجاة بأنفسهم من أتون الحرب.
إن أولى مهام السفارات في الخارج لأي بلد.. حماية مواطنيها والدفاع عنهم، ومساعدتهم في حل مشاكلهم.. أما الأعمال الأخرى فبمقدور أي موظف أن يقوم بها.
هناك أخطاء وتجاوزات وخروج عن القانون يقع فيها بعض السياح السعوديين لجهلهم أو نتيجة التغرير بهم.. ولكنه يسري على كل الجنسيات الأخرى الذين تحل مشاكلهم بيسر، ويتم ترحيلهم دون «جرجرة» في المحاكم أو إدارات الأمن دون ابتزاز ورشاوى ودفع بالعملات الصعبة.. كما يحدث للسائح السعودي.
أسأل: ماذا لو أن ما يتعرض له السائح السعودي في بلدان عربية قد حصل لسائح أمريكي أو حتى من الموزمبيق؟!
أرجو أن تفهموني جيداً.. أنا لا أطالب بأن يعامل السائح السعودي معاملة خاصة، وهو يستحقها لقاء ما يدفعه لخزينة تلك البلدان.. فسائح سعودي واحد يدفع عشرة أضعاف ما يدفعه سائح من بلدان أخرى.. ومع ذلك أنا لا أطالب سوى بالمساواة، نعم مساواتهم بالسياح العرب والأجانب.. بدلاً من هذا الابتزاز الذي يمارس عليهم بدليل أن أحد السياح السعوديين فوجئ عند انتهاء إقامته في أحد الفنادق الشهيرة أنه مطالب بأن يدفع ضعف ما يدفعه جاره في الغرفة المقابلة.. وقس على هذا المطاعم والشقق والسيارات.
يقول لي أحد السياح الشباب الذين قابلتهم في صيف هذا العام في إحدى البلدان العربية: السائح السعودي «مأكول مذموم».. ففي الوقت الذي يتفننون في «تشليح» محافظنا، بحيث نعود إلى بلادنا ونحن نقترض ثمن التاكسي من المطار.. لا يتورعون عن اتهامنا بكل ما يعِنّ لهم من تهم!
أعجبتني عبارة «مأكول مذموم».. وتذكرت «الشعير» الذي ارتفع سعره هذه الأيام.. وأهل الجنوب يقولون عن الشعير: إنه «مأكول مذموم».
تلفاكس 076221413