-A +A
سامي خميّس
مقال د.عبد المحسن هلال، النصف الملآن من الكأس، جعلني أنظر إلى النصف الفارغ من الكأس وهذا ليس طبعي لأني متهم بأنني شخص متفائل وهذه تهمة لا أنكرها بل أقـر وأعترف بها.
يقول د. هـلال فيما قال: (على لسان صديقه ، بت أخشى عليك الإصابة بالاكتئاب من كثر ما تنتقد جهات خدمية مقصرة، ثم أردف بنبرة تعجب، ألا تشعرون بالتعب أنتم الكتاب وأنتم تصرخون ولا من مجيب، ألا تشعرون بالملل من تكرار الانتقاد تلو الانتقاد؟ جميعنا يرى ويعرف نواحي التقصير فلم تقلبون علينا المواجع بتذكيرنا بها صبح مساء، أليس هناك قضايا أخرى تكتبون عنها.
إلى أن قال : الكاتب، أي كاتب، والإعلام، أي إعلام، ليس مطالبا بالحديث عن المنجزات؛ لأنها نجاح يلمسه الناس ويقدرونه ويحترمون منفذيه، والكاتب ــ مرة أخرى ــ أي كاتب، هو عين المواطن ولسانه وواسطته إلى المسؤول المقصر، وإعلام لا يحمل هم مواطنيه لا يسمى إعلاما) إلى آخر ما قال.
وهنا وليسمح لي د. هلال الرد على صديقه المتسائـل والمعاتب لكي أقول له : إن بعض المسؤولين يجبروننا على ذلك لأننا نحن جل الكتاب عين ولي الأمر وولي عهده الذين لا يقبلون بأن ينغص على المواطن وهم الذين يحرصون على أن تسير الأمور في مسارها لخدمة المواطن.
أعود وأسأل صديق د. هلال ، بماذا تفسر تجاهل بعض المسؤولين لما يكتب عن سلبياتهم وتقصيرهم، وبدلا من أن يرد عبر وسائل الإعلام المتاحة وما أكثرها وبعد (الزن) نسمـع في المجالس أنه اكتفى بالتصريح لقريبته لكي تخبر من اختارت ليخبر صديقه بكذا وكذا!، مثل هذه التصريحات العائلية تجعلنا ننظر إلى الجزء الجاف من الكأس بل تجعلنا نواصل بدون كلل أو ملل لأننا نحمل أمانة نعتـز بها وشرف خدمة وطن وقائد أعطانا حريـة التعبير والانتقاد خصوصا أننا سنقف الموقف العظيم أمام الخالق عز وجل يوم تسود وجوه وتبيض وجوه لأننا حملنا أمانة الكلمة..
في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: « إن الرجل ليتكلم بالكلمة مِن رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم » أو كما قال.

sami@khumaiyes.com