المواطن هو نسيج الوطن الذي تحبك به روعة وحدته وسلامة عقيدته، وهو أساسه الذي تبنى به لحمته وتعرف به قوته، وهو جماله الذي تخضر به أرضه وتزدان به حياته، هذا النسيج وهذا الأساس وهذا الجمال هو مادة الوطن دينا وإنسانا، قيادة وشعبا، حاضرة وبادية، أطيافا وألوانا، يعيش الازدهار، بفضل الله، ثم بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتحيا المملكة يومها وعامها، نهارها وليلها، في استقرار ليس له مثيل، وهذه نعمة كبرى على كل مواطن أن يذكرها شكرا لربه، وشعورا في قلبه كلما هبت نسائم يومنا الوطني، وأن يجعلها تتحرك في فؤاد الأجيال من الأبناء والبنات، وأن تكون هناك حوارات ونقاشات للتذكير بهذه النعمة من باب التحدث بها، كما أمر الله ــ سبحانه وتعالى ــ بقوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث).
ومن التحدث بالنعمة ما يكون عمليا بأن يكون كل فرد في المجتمع السعودي رسالة وطنية في حب الوطن، وعدم الإذعان لأي صوت مشبوه متحامل على وطننا الغالي، وأن نجعل تحذيرا في النفوس يتعلمه الصغير قبل الكبير أن وطننا الذي نعيش فيه هو هواؤنا الذي يمدنا بأكسجين الحياة، وماؤنا الذي يروي عطشنا، وحبنا الذي تعيش عليه شغاف قلوبنا، فإذا ارتقينا في تعاملنا مع وطننا إلى هذه الدرجة من العلاقة.
فإنه لا مخاطر من أي صوت وافد من الخارج يمكن أن يؤثر فيه ولا فينا، إن المواطن الذي تكون سيرته مع وطنه في المستوى الآنف الذكر لا بد وأن وطنه مكن له من الحقوق، وأعطاه من المزايا الشيء الكثير، فالمواطن بدون عناية وحماية وبدون إعطائه الحرية والتفاهم معه في شفافية لن يكون مواطنا صالحا، فواجب كل مسؤول ــ أميرا كان أو وزير ــ أن يوفي الوطن حقه بالقيام بما افترض عليه من عمل بكل أمانة وإخلاص نحو المواطنين، وتلك وصية خادم الحرمين الشريفين، إن حق الاعتبار الإنساني والعدالة الاجتماعية هما جناحا كل مواطن يحلق بهما في حب الوطن، خصوصا حقوق التعليم والصحة والسكن والرعاية الاجتماعية، ومع أن شيئا كثيرا من ذلك وفره الوطن ورعته الحكومة.
ليس هناك من رمز مثل الوطن وقيادته يمكن أن يعزز الانتماء ويصقل الهوية الوطنية، وللمواطنين أكبر دور فعال في ذلك بإسقاط كل شائبة تعمل على هز شباك الوحدة واللحمة، خصوصا من يريد أن يسجل أهدافا باسم الفتنة والطائفية وتفكيك البنية العقائدية، ويريد أن يجعل من قضايا تسع الجميع اختلافا فكريا وسياسيا، ولا ينفع أن يكون كل أحد من أفراد المجتمع مفتيا أو سياسيا أو اقتصاديا، فكل لون من ألوان التخصصات له أهله الذي أمر الله أن نستفتيهم فيه، كما قال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
ومن هنا يجب أن يكون للوطن رجاله من الشرعيين والسياسيين والاقتصاديين، وعدم إعطاء الأذن لكل من ينعق بأي فكرة يريد أن ينال من الوطن ويثبط القلوب نحوه ويبعد الناس عن الثقة في قيادته. إن تماسك الجبهة الداخلية وتلاحم النسيج وتعاضد الأساس وترابط القلوب، كل ذلك كفيل أن يتم من خلال مواطنين صالحين يطلبون ما يحقق لهم رغد الحياة من وطنهم، في مقابل صناعة يوم يعبرون فيه عن عمق حبهم لوطنهم هو يومهم الوطني، حتى من هم في بعثة ودراسة خارج الوطن عليهم أن يتذكروا حبهم لوطنهم وهم في غربتهم، كما تذكر أحمد شوقي يوم وطنه في غربته عندما قال قصيدته التي منها هذا البيت:
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
Prof.skarim@gmail.com
ومن التحدث بالنعمة ما يكون عمليا بأن يكون كل فرد في المجتمع السعودي رسالة وطنية في حب الوطن، وعدم الإذعان لأي صوت مشبوه متحامل على وطننا الغالي، وأن نجعل تحذيرا في النفوس يتعلمه الصغير قبل الكبير أن وطننا الذي نعيش فيه هو هواؤنا الذي يمدنا بأكسجين الحياة، وماؤنا الذي يروي عطشنا، وحبنا الذي تعيش عليه شغاف قلوبنا، فإذا ارتقينا في تعاملنا مع وطننا إلى هذه الدرجة من العلاقة.
فإنه لا مخاطر من أي صوت وافد من الخارج يمكن أن يؤثر فيه ولا فينا، إن المواطن الذي تكون سيرته مع وطنه في المستوى الآنف الذكر لا بد وأن وطنه مكن له من الحقوق، وأعطاه من المزايا الشيء الكثير، فالمواطن بدون عناية وحماية وبدون إعطائه الحرية والتفاهم معه في شفافية لن يكون مواطنا صالحا، فواجب كل مسؤول ــ أميرا كان أو وزير ــ أن يوفي الوطن حقه بالقيام بما افترض عليه من عمل بكل أمانة وإخلاص نحو المواطنين، وتلك وصية خادم الحرمين الشريفين، إن حق الاعتبار الإنساني والعدالة الاجتماعية هما جناحا كل مواطن يحلق بهما في حب الوطن، خصوصا حقوق التعليم والصحة والسكن والرعاية الاجتماعية، ومع أن شيئا كثيرا من ذلك وفره الوطن ورعته الحكومة.
ليس هناك من رمز مثل الوطن وقيادته يمكن أن يعزز الانتماء ويصقل الهوية الوطنية، وللمواطنين أكبر دور فعال في ذلك بإسقاط كل شائبة تعمل على هز شباك الوحدة واللحمة، خصوصا من يريد أن يسجل أهدافا باسم الفتنة والطائفية وتفكيك البنية العقائدية، ويريد أن يجعل من قضايا تسع الجميع اختلافا فكريا وسياسيا، ولا ينفع أن يكون كل أحد من أفراد المجتمع مفتيا أو سياسيا أو اقتصاديا، فكل لون من ألوان التخصصات له أهله الذي أمر الله أن نستفتيهم فيه، كما قال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
ومن هنا يجب أن يكون للوطن رجاله من الشرعيين والسياسيين والاقتصاديين، وعدم إعطاء الأذن لكل من ينعق بأي فكرة يريد أن ينال من الوطن ويثبط القلوب نحوه ويبعد الناس عن الثقة في قيادته. إن تماسك الجبهة الداخلية وتلاحم النسيج وتعاضد الأساس وترابط القلوب، كل ذلك كفيل أن يتم من خلال مواطنين صالحين يطلبون ما يحقق لهم رغد الحياة من وطنهم، في مقابل صناعة يوم يعبرون فيه عن عمق حبهم لوطنهم هو يومهم الوطني، حتى من هم في بعثة ودراسة خارج الوطن عليهم أن يتذكروا حبهم لوطنهم وهم في غربتهم، كما تذكر أحمد شوقي يوم وطنه في غربته عندما قال قصيدته التي منها هذا البيت:
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
Prof.skarim@gmail.com