-A +A
صالح إبراهيم الطريقي
بشكل ما ولأسباب ربما جماهيرية من جانبها العربي، وأسباب سياسية من جهة غربية، هناك من يحاول إخفاء ما يحدث بليبيا أو للدقة «دولة ليبيا السابقة»، فأصبحت أخبار «ليبيا» هامشية ولا أحد يضع أخبارها في الصفحات الأولى.
من جهة الإعلام العربي لا يريد التصادم مع المزاج الجماهيري للشعوب العربية، وأن أحلامها بأن تقود نفسها بنفسها، عصية على التحقيق، لأنها -أي الشعوب- في النهاية تحتاج لمن يقودها دائما.
من جهة أخرى الإعلام الغربي يبعد أزمة ليبيا عن صفحاته الأولى، حتى لا يكتشف الناخب أن «الناتو» لم ينقذ الشعب الليبي من حكم ديكتاتور «فاشي ومجرم حرب» بل وفتت الدولة تماما، وتحولت إلى ما يشبه شركة تصدر البترول بعد أن تم تأمين آبار البترول، فيما باقي البلاد تمزقت ولم يعد هناك أمن لأحد، ويمكن قتل إنسان لأسباب لا يعرفها القتيل ولا حتى القاتل.
وأصبح في كل مدن وقرى ليبيا سوق لبيع الأسلحة يقصده أهل المدينة والقرية ليحققوا الأمن لأنفسهم بعد تفتت الدولة، والجميع يشتري إما لحماية نفسه أو ليقتل من يغضبه، حتى موقع «الفيس بوك» استخدم للدعاية وبيع الأسلحة لمن يريد بطريقة «دي ليفري» التوصيل للمنزل.
هذا على المستوى العلني أو المعلن عنه، ثمة من يؤكد أن هناك سوقا للأسلحة «الكيماوية» تباع بالخفاء، وتم تهريبها للخارج، دون تحديد مسار ذهابها.
خلاصة القول: إن ليبيا كدولة يبدو وكأنها ستختفي تماما؛ لتعود إلى ما قبل الدولة، ولكن ليس بسبب رحيل «القذافي» أو كما كان يقال سابقا عن العراق بأن رحيل «صدام» هو الذي أدى لتفكك العراق، فما فعله «القذافي» طوال أربعة عقود، هو الذي أوصل ليبيا لهذه النتيجة، فالمسار أو الطريق الذي انتهجه «القذافي» نهايته تفكك الدولة.
أقول هذا حتى لا يفهم المقال بشكل خاطئ، فالديكتاتورية وإن عاشت 75 عاما «كالاتحاد السوفيتي» نتائجها دائما تفكك الدولة ودخولها في حرب أهلية.
لهذا من الظلم أن يعاد الترحم على أيام «القذافي» كما فعل بعض العرب مع «صدام» سابقا، ومن الحكمة أن يستفاد من تجربتهما، بأن الديكتاتورية نتائجها مدمرة دائما.
S_alturigee@yahoo.com