-A +A
وكالات (نيويورك)

دعا الرئيس الأمريكي في كلمته أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والستين إلى صدور قرار «حازم» عن مجلس الأمن الدولي حول إزالة الأسلحة الكيميائية السورية، واعتبر أن النظام السوري سيواجه «عواقب» في حال لم يلتزم بتعهداته.

وقال أوباما «لا بد من قرار حازم يصدر عن مجلس الأمن للتأكد من أن نظام الأسد يلتزم بتعهداته»، معتبرا أن المجتمع الدولي لم يكن على المستوى المطلوب حيال المأساة في سوريا.

ودافع أوباما عن التلويح بعمل عسكري ضد النظام السوري، معتبرا أن هذا الأمر أدى إلى إطلاق الجهود الدبلوماسية. وقال «من دون تهديد عسكري جدي، ما كان مجلس الأمن أظهر أي توجه للتحرك».

وحول الملف الإيراني، وافق الرئيس الأمريكي على السعي لحل الأزمة النووية الإيرانية عبر الطرق الدبلوماسية، آخذا في الاعتبار التغيير في لهجة نظيره الإيراني حسن روحاني، ومطالبا في الوقت نفسه بـ«أفعال شفافة يمكن التحقق منها».



اختبار الدبلوماسية لإيران

وقال أوباما إن روحاني الذي انتخب رئيسا لإيران قبل فترة قصيرة تلقى «تفويضا لسلوك طريق أكثر اعتدالا» من سلوك سلفه محمود أحمدي نجاد الذي عرف بموافقه المتشددة جدا.

وحذر أوباما مرة جديدة من أن بلاده مصممة على منع طهران من الحصول على السلاح النووي.

وتابع الرئيس الأمريكي «قد يبدو من الصعب جدا تجاوز العقبات إلا أنني مقتنع بأنه لا بد من تجربة الطريق الدبلوماسية».



مرسي فشل في الحكم

وفي الشأن المصري، أشار أوباما إلى أن الرئيس مرسي انتخب بطريقة ديموقراطية، لكنه أثبت خلال عام من الحكم فشله في القدرة على حكم كل أطياف الشعب المصري. وحذر من أن استمرار الدعم الأمريكي لمصر يتوقف على تقدمها نحو العودة إلى الديموقراطية بعد عزل الرئيس محمد مرسي، مؤكدا أن الولايات المتحدة «تجنبت عن عمد عدم الوقوف مع أي جانب» بعد عزل مرسي في الثالث من يوليو الماضي، وعاد ليحذر من أن «دعمنا سيتوقف على تقدم مصر على طريق الديموقراطية».



هولاند: ننتظر أفعالا من إيران

بدروه، طالب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إيران بـ«أفعال ملموسة» بشأن ملفها النووي، معربا عن الأمل بقيام حوار «مباشر وصريح» مع طهران.

وقال هولاند في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن «فرنسا تنتظر من إيران أفعالا ملموسة تؤكد على تخلي هذا البلد عن برنامجه العسكري حتى ولو كان يحق له امتلاك برنامج مدني».

من جهة أخرى، دعا هولاند مجلس الأمن إلى تبني قرار يتضمن «إجراءات ملزمة» بحق النظام السوري.

وقال إن القرار الذي لا يزال قيد المناقشة «يجب أن يلحظ تدابير ملزمة، أي تحت الفصل السابع (من ميثاق الأمم المتحدة) تمهد لاحتمال عمل مسلح ضد النظام في حال لم يفِ بتعهداته».

أما الملك الأردني فيقول إنه لا يمكن تجاهل الحرائق بالمنطقة ويصف الأزمة السورية بأنها «كارثة دولية».

قال الملك الأردني عبدالله الثاني، أمس الثلاثاء، إنه لا يمكن تجاهل الحرائق في المنطقة، التي تمتد إلى العالم أجمع، معتبرا أن الأزمة السورية «كارثة دولية» على المستوى الإنساني والأمني.

وذكر الديوان الملكي الهاشمي في بيان، أن الملك قال في خطاب ألقاه في الدورة العادية الـ86 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إنه «لا يمكن بناء أي بيت للسلام والازدهار في مدينة تحترق، واليوم، لا يمكننا تجاهل الحرائق في المنطقة، التي تمتد إلى العالم أجمع. ولذلك، ومن أجل حماية المستقبل، على العالم أن يتجاوب معنا في إخماد هذه الحرائق».

واعتبر أن الأزمة السورية «كارثة دولية على المستوى الإنساني والأمني»، وحذر من تصاعد العنف في سوريا، لافتا إلى أنه «يهدد بتقويض ما تبقّى من مستقبل اقتصادي وسياسي لهذا البلد».

القضية الفلسطينية

وفي سياق متصل، دعا الملك الأردني «المجتمع الدولي أن يعمل معا من أجل إيجاد حل سريع للقضية (الفلسطينية) الجوهرية في المنطقة».

وقال إن «الصراع الفلسطيني الإسرائيلي استنزف الموارد التي نحتاجها لبناء مستقبل أفضل»، واصفا هذا النزاع بأنه «يغذي نيران التطرف في جميع أنحاء العالم»، مشددا على ضرورة «إخماد هذا الحريق».

وأوضح الملك عبدالله الثاني أن المحادثات (الفلسطينية الإسرائيلية) التي بدأت في نهاية تموز/يوليو الماضي أظهرت أنه «من الممكن إحراز تقدم، من خلال وجود أطراف مستعدة للعمل، وقيادة أمريكية جادة، ودعم إقليمي ودولي قوي».

روحاني: لا نهدد العالم

من جهة ثانية، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني من على منبر الأمم المتحدة إن بلاده لا تشكل أبدا تهديدا للعالم أو لمنطقتها. وقال في خطاب أمام الجمعية العامة للمنظمة الدولية بعد ساعات من خطاب مماثل لنظيره الأمريكي باراك أوباما، إن إيران عازمة على التحرك «في شكل مسؤول».. وذلك بعد أن دعا هولاند طهران إلى الأفعال وليس الأقوال حول برنامجها النووي.