عندما تنتشر الكثير من الخزعبلات ويعاني القطاع الصحي، فإن بعض المواطنين سيقفون عاجزين عند البحث عن علاج، بل ربما سيسلكون اتجاهات أخرى لا علاج بها سوى أنها تمنح النفس طمأنينة حتى لو أدت إلى تدهور صحي أكبر، وعندما يتعلق الحديث عن هذا المجال، فإن ذلك أمر يوجع القلب ويوقد في النفس حسرة لا مثيل لها، هذه الحسرة داهمتني عند مشاهدتي لمقطع من برنامج يقدمه الزميل عبدالرحمن الحسين حول شاب سعودي يبلغ من العمر 29عاما يضطر أبوه لربطه بالسلاسل حتى يسيطر عليه خوفا من أن يؤذي نفسه أو غيره، مشهد قد لا تشاهده سوى في بلد إفريقي ضعيف إمكانيات يعاني من قلة الموارد والجهل، هذا المشهد يقودنا رغما عنا للحديث عن مستوى بعض قطاعات وزارة الصحة، خصوصا فيما يتعلق بالمستشفيات النفسية التي تستقبل كما هائلا من المرضى والتي مع مستواها الضعيف وضعف كوادرها زادها الكم الهائل من المراجعين ضعفا فوق ضعفها، هذا الضعف جعل بعض الأهالي وأولياء أمور المرضى يعالجون مرضاهم بعيدا عن مستشفيات وزارة الصحة، لدرجة تقييدهم بالسلاسل ورميهم في ركن من أركان البيت، المشهد الذي تم تداوله وشاهده الجميع - بمن فيهم رجالات وزارة الصحة كما أظن - لا يجب أن يمر مرور الكرام ولا يجب التعاطي معه كحالة فردية، فهناك حالات عدة تشبه حالة هذا الشاب المسكين، ولي أمر هذا الشاب قال كلاما مهما عن ضعف التشخيص والعلاج النفسي ويجب على وزير الصحة تشكيل لجنة تحقيق حول انعدام التشخيص للحالات النفسية في بعض مستشفياتنا، ونتمنى أن تشكل هذه اللجنة لكشف الحق وإحقاق العدل!.