خلال الفترة الماضية كتبت مقالين متفاوتين في الأهمية، الأول استغرقت كتابته 20 دقيقة تحدثت فيه عن مذيعات إحدى القنوات الفضائية، ولكن حجم ردة الفعل المبالغ فيه كنت أتوقعه، 381 ردا ومشاركة للمقال في تويتر فقط، عدد التعليقات الغاضبة والمؤيدة على صفحة المقال كان الأكثر منذ افتتاح الموقع الإلكتروني.
في المقابل، كان المقال الآخر عن ريادة الأعمال في السعودية، كتابة المقال استغرقت حرفيا خمسة أيام كاملة، كنت احتاج قراءة وتلخيص تجربة دولة في هذا المجال وهي السويد، ثم زيارة جامعة رائدة في هذا التخصص، ثم لقاء مجموعة من رواد الأعمال شخصيا أو الاتصال بهم ومناقشتهم ثم تدوين بعض النقاط على لسانهم، ثم البحث وحصر المؤسسات الحكومية والخاصة التي تدعم رواد الأعمال، وأخيرا طرح رأيي في الموضوع، هذه هو المقال الاستقصائي، وهذه هي الصحافة المحترمة ــ يا سادة ــ ولكن ما هي النتيجة ؟ 7 أشخاص شاركوا المقال و 4 ناقشوا الفكرة وعدد التعليقات صفر، أي كاتب يغريه الصخب حتى ولو كان ضده.
****
سفاسف الأمور تأخذ الحيز الأكبر من تفكيرنا ونقاشنا مهما حاولنا إنكار ذلك، سأضرب مثالين لشرح الفكرة، بداية هذا العام كتب شخص مغمور مقالا في صفحة القراء بصحيفة سعودية، كانت فكرة المقال المطالبة بحصر دخول تويتر برقم الهوية الوطنية، فكرة بسيطة وتحرضك بذكاء للمشاركة في النقاش، في يوم نشر المقال تصدر الخبر الصحف الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي مع رابط للمقال، حجم القراءات وتعليقات القراء أربك الصحيفة، فالكاتب لا ينتسب للصحيفة، ولكن تكريما لفكرته التي جذبت الانتباه أصبح ومنذ ذلك الوقت كاتبا رسميا في الجريدة.
المثال الآخر هو طرح البعض فكرة «أن قيادة المرأة للسيارة تؤثر على المبايض وحوض المرأة» مرة أخرى فكرة واضحة وبسيطة وتدفعك لا إراديا للنقاش، وهذا ما أراده الكاتب بالضبط، أن يتحدث عنه شخص، الخبر لم يتصدر وسائل الأخبار المحلية والعربية، بل إلى العالمية في دويتشه فيله الألمانية وراديو سوا الأمريكي وسويس إنفو السويسرية وترجم إلى عدة لغات، وأنا أكتب عنه الآن وعن فكرته التافهة؛ لأنني مؤمن أن الصحافة التافهة أقوى وأفضل من الصحافة الرصينة.
****
البعض الآن يفكر ويربط بين ما كتب بالأعلى وبين أسطورة ادعاء الشهرة وطلبها، الشهرة شيء جميل وفاخر، من هو الذي لا يحب أن يذكر اسمه في المجالس والمقاهي والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي؟ في أي مجتمع المشاهير هم 10% من المجتمع، فلا يمكن تخيل كل أفراده من المشاهير لذلك المنافسة صعبة، الذين يحاربون الشهرة هم الذين فشلوا في دخول نادي الـ10%، أو من لا يملكون موهبة أو قيمة تكون سبب لشهرتهم.
فكرة التفاهة وصلت لها منذ سنوات وكتبت عنها كتابي «كنت مثقفا»، القارئ العادي يطلب من الكاتب تجنب السطحية والكتابة بعمق وفي همومه؛ لأن المدرسة علمته أن هذه وظيفة الصحيفة، أن الأفكار العميقة والصعبة أفضل، وأن الحديث عن المرأة والجنس والجمال ــ على سبيل المثال ــ هو من مخارم المروءة، وهذا كله غير صحيح ــ بحسب رأيي الشخصي على الأقل، والدليل على هذا أنني في كل مرة أكتب عن أفكار تافهة فقط سأجذب انتباهك.
في المقابل، كان المقال الآخر عن ريادة الأعمال في السعودية، كتابة المقال استغرقت حرفيا خمسة أيام كاملة، كنت احتاج قراءة وتلخيص تجربة دولة في هذا المجال وهي السويد، ثم زيارة جامعة رائدة في هذا التخصص، ثم لقاء مجموعة من رواد الأعمال شخصيا أو الاتصال بهم ومناقشتهم ثم تدوين بعض النقاط على لسانهم، ثم البحث وحصر المؤسسات الحكومية والخاصة التي تدعم رواد الأعمال، وأخيرا طرح رأيي في الموضوع، هذه هو المقال الاستقصائي، وهذه هي الصحافة المحترمة ــ يا سادة ــ ولكن ما هي النتيجة ؟ 7 أشخاص شاركوا المقال و 4 ناقشوا الفكرة وعدد التعليقات صفر، أي كاتب يغريه الصخب حتى ولو كان ضده.
****
سفاسف الأمور تأخذ الحيز الأكبر من تفكيرنا ونقاشنا مهما حاولنا إنكار ذلك، سأضرب مثالين لشرح الفكرة، بداية هذا العام كتب شخص مغمور مقالا في صفحة القراء بصحيفة سعودية، كانت فكرة المقال المطالبة بحصر دخول تويتر برقم الهوية الوطنية، فكرة بسيطة وتحرضك بذكاء للمشاركة في النقاش، في يوم نشر المقال تصدر الخبر الصحف الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي مع رابط للمقال، حجم القراءات وتعليقات القراء أربك الصحيفة، فالكاتب لا ينتسب للصحيفة، ولكن تكريما لفكرته التي جذبت الانتباه أصبح ومنذ ذلك الوقت كاتبا رسميا في الجريدة.
المثال الآخر هو طرح البعض فكرة «أن قيادة المرأة للسيارة تؤثر على المبايض وحوض المرأة» مرة أخرى فكرة واضحة وبسيطة وتدفعك لا إراديا للنقاش، وهذا ما أراده الكاتب بالضبط، أن يتحدث عنه شخص، الخبر لم يتصدر وسائل الأخبار المحلية والعربية، بل إلى العالمية في دويتشه فيله الألمانية وراديو سوا الأمريكي وسويس إنفو السويسرية وترجم إلى عدة لغات، وأنا أكتب عنه الآن وعن فكرته التافهة؛ لأنني مؤمن أن الصحافة التافهة أقوى وأفضل من الصحافة الرصينة.
****
البعض الآن يفكر ويربط بين ما كتب بالأعلى وبين أسطورة ادعاء الشهرة وطلبها، الشهرة شيء جميل وفاخر، من هو الذي لا يحب أن يذكر اسمه في المجالس والمقاهي والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي؟ في أي مجتمع المشاهير هم 10% من المجتمع، فلا يمكن تخيل كل أفراده من المشاهير لذلك المنافسة صعبة، الذين يحاربون الشهرة هم الذين فشلوا في دخول نادي الـ10%، أو من لا يملكون موهبة أو قيمة تكون سبب لشهرتهم.
فكرة التفاهة وصلت لها منذ سنوات وكتبت عنها كتابي «كنت مثقفا»، القارئ العادي يطلب من الكاتب تجنب السطحية والكتابة بعمق وفي همومه؛ لأن المدرسة علمته أن هذه وظيفة الصحيفة، أن الأفكار العميقة والصعبة أفضل، وأن الحديث عن المرأة والجنس والجمال ــ على سبيل المثال ــ هو من مخارم المروءة، وهذا كله غير صحيح ــ بحسب رأيي الشخصي على الأقل، والدليل على هذا أنني في كل مرة أكتب عن أفكار تافهة فقط سأجذب انتباهك.