-A +A
رؤى صبري
نشرت صحيفة «عكاظ» يوم السبت الماضي أن المستشفى التخصصي حصل مؤخرا على الاعتماد الدولي ماجنت (Magnet) كاعتراف من هيئة مركز الاعتماد الأمريكي للتمريض «ANCC»، بتميز قسم التمريـض في المستشفى، حيث يكون بذلك أول مستشفى تخصصي في المملكة والخليج يحوز عليه.
ويوم 10 سبتمبر الماضي كتب الزميل إبراهيم علي نسيب مقالا في جريدة المدينة تحت عنوان «بنات التخصصي غيييييير» أشاد من خلاله بالممرضة السعودية وتفانيها في خدمة الوطن، متطرقا إلى النجاحات التي حقـقـتـها على أرض الميدان.

في الحقيقـة إنني لم أحظ بفرصة زيـارة المستشفى إلا منذ عدة أيام (فاتني الشو) حيث تسنت لي الفرصة بأن أرى عن قرب كل الصور التي التقطت أثناء تسيلم المستندات للجنة، وعن الاحتفال الكبير الذي تلاه، إذ بدا الجميـع من خلال تلك الصور سعيداء بهذا الإنجاز النادر ولم تخل أيدي الحضور من أعلام المملكة، وهو ما بدا واضحا من خلال كل الصور تقريبا.
وفي لحظة تأمـل فيما ذكرت أعلاه نجد أن الصورة على أرض الواقع مؤلمة في بعض جوانبها، حيث إن مهنة التمريـض في المملكة لم تحصل على حقها من الاهتمام، أتذكر أنني في وقت سابق نشرت عدة مقالات عن الممرضة السعودية، ومعاناتها في عملها، وحين أرى نجاحا باهرا كهذا أتساءل كيف يعود أثـره على المرضى؟.
وبناء على ذلك سيكون جيدا عندما نعترف بأن «الشو» أو العرض جزء من ثقافتنا العربية، لأننا نحب الأشياء التي قد تبدو ثمينة ونتفاخر بكل ما له سمعة وصيـت، دون الاهتمام بالمعالجات الحقيقية للمشكلة، فمثلا نجد أن نسبة الممرضات السعوديات إلى الممرضات الأجنبيات يمثلـن رقما بسيطا، لعدة أسباب أهمها العوامل الاجتماعية وعلى رأسها ساعات العمل ومناوبات الليل، هذا فضلا عن طبيعة العمل الشاقة حيث كثيرا ما ترعى الممرضة مرضى عاجزيـن عن الحركة مما يجعل كل متطلبات المريض من أكل وشرب وخلافه تقـع على عاتق الممرضة.
ومـع إيماني الشديد بالكوادر الوطنية إلا أن الحقيقة لا تضع نقابا، إذ إن الكثير من الممرضات السعوديات يهـربن إلى أعمال إداريـة بعيدة عن الرعايـة السريـريـة للمريض والذي من المفترض أن تكون وظيفة الممرضة الأساسية، وهذا ما تعارفت عليه الشعوب والحضارات المختلفة منذ فجر التاريخ وحتى اليوم، ولم نسمـع عن ممرضة إداريـة إذا لم تخني الذاكرة !!!!!!!.
الاعتمادات التي تحصل عليها المستشفيات تبقى ناقصة إذا لم يكن المرضى يستطيعون أن يعتمدوا عليها في التخلص من آلامهم.
أقول ذلك لأن الرعاية الصحية تشبه التجارة إلى حد كبير فهناك محلات وأماكن لم تنشر إعلانا منذ سنوات ومـع ذلك مبيعاتها عالية لأن العملاء ينشرون سمعة جيدة ولهم مستمعون جيدون يصغون جيدا لتوصيتهم.
فالمحور الذي يدور حوله الاعتماد هو الجودة، وهناك مستشفيات حصلت على اعتمادات عالمية ومـع ذلك حصلت فيها أخطاء طبية جسيمة ناتجة عن نظام متهالك بلا جودة.
وفي الختام تحضرني عدة أسئلة عما إذا كانت الممرضة السعودية قد رعـت المريـض بنفسها؟ وهل لعبـت دورها من الأساس؟ أم قفـزت خلـف اعتمادات دولية ومناصـب إداريـة؟ لأن في نهاية اليوم ما يهـم هو أن يحصل المريـض على رعاية ممتازة بـ (شو) أو بدون.