كنت أجلس قبل أيام إلى جوار البروفيسور عبدالرحمن بن زيد الزنيدي أستاذ الثقافة الإسلامية ورئيس البحث العلمي بكلية الشريعة في حفل زواج أحد الأقارب، وكان الحديث في أمور شتى، وجاء ذكر معالي الدكتور حمود البدر وما قام به في شبابه نحو مسقط رأسه (الزلفي)، ومنها تأسيسه لمكتبة الزلفي الأهلية مع زميله ــ وقتها ــ بالمعهد العلمي بالرياض عبدالله العثمان قبل أكثر من ستين سنة، وبالتحديد عام 1373هـ، وأكد على ذلك بأنه كان من روادها في عام 1384هـ، ولكون الدكتور الزنيدي يصغرني سنا ولا أعتقد أنه يقصد المكتبة الأهلية، فقد ذكرت له أن ما يقصده مكتبة أخرى أنشأتها مع الأخ عبدالعزيز العبدالله الغنيم ــ رحمه الله ــ الذي كان يعمل في الرئاسة العامة للقضاء بالرياض، وقد زودناها بالكتب واشتركنا لها ببعض الجرائد التي لا تصل بالبريد إلا بعد أيام. إضافة لمجلة العربي التي أوكلنا مهمة إحضارها شهريا إلى الأخ جوير الجوير، إذ كان صاحب شاحنة يتنقل بين الكويت والرياض والزلفي. واستؤجر لها دكان في وسط البلدة الجنوبية (العقدة) بجوار الطاحونة. فأكد ذلك الشيخ الزنيدي، إذ كان وقتها يدرس في المدرسة الابتدائية وكان يواظب على ارتيادها، وأذكر أن المسؤول عن فتحها بعد عصر كل يوم الأستاذ محمد الصالح البدر ــ رحمه الله.
نعود إلى المكتبة الأهلية الأولى، وهي فيما يظهر للمطالعة ولبيع الصحف والكتب والأدوات المدرسية من دفاتر وأقلام وغيرها، وكان للشابين النابهين حمود بن عبدالعزيز البدر وعبدالله المحمد العثمان السبق في ذلك، فبمجرد التحاقهما مع غيرهما من شباب الزلفي بالمعهد العلمي بالرياض عام 1372هـ، إلا وبدآ في نقل ما استجد أمامهما من مظاهر الحياة الحديثة إلى بلدتهما ومنها المكتبة. والتي استمرت كما اعتقد لمدة خمس سنوات. بعد انتقال البدر للدراسة الجامعية بالجمهورية العربية المتحدة بجامعة القاهرة. قسم الصحافة بكلية الآداب عام 1378هـ/ 1958م الإقليم الجنوبي.
وقد عثرت على خطابات موجهة لمؤسسي المكتبة (البدر والعثمان) من رئيس تحرير جريدة (أخبار الظهران) الأستاذ عبدالكريم الجهيمان، والأستاذ عبدالله شباط رئيس تحرير مجلة، ثم جريدة الخليج العربي، ومن الأستاذ سعد البواردي رئيس تحرير مجلة الإشعاع بالخبر، وسأكتفي بالاستشهاد بثلاث رسائل:
الأولى من معالي المدير العام للإذاعة والصحافة والنشر عبدالله بالخير بتاريخ 2/3/1376هـ، يقول فيها: المكرم السيد حمود العبدالعزيز البدر وعبدالله العثمان.. بعد التحية.. ترغب مجلة الإذاعة في إرسال كمية من أعدادها إليكم لتقوموا بتوزيعها في مدينتكم.. لذا نرجو الكتابة إلينا إذا وافقتم على ذلك عن الكمية التي ترغبون في إرسالها ابتداء من العدد القادم ولكم تحياتنا.
والثانية من الأستاذ سعد البواردي، وهو في الحقيقة ثلاث رسائل يرفق معها عدد 15 نسخة من أعداد مجلة الإشعاع لأشهر ربيع الآخر ورجب وشعبان من عام 1376هـ يقول في إحداها:
الأستاذ الكريم حمود البدر وعبدالله العثمان ــ مكتبة الزلفي الأهلية.. نرفق مع هذا عدد 15 نسخة من مجلة لشهر.. آملين أن تنال رضاكم.. ونرجو إشعارنا عن الكميات التي نبعثها لكم هل هي كافية أم تفيض عن حاجتكم لكي يتسنى لنا تأمين ذلك في المستقبل على ضوء إفادتكم.. مع تحياتي.
والثالثة من القيم على المكتبة الأستاذ سليمان المنيع المدرس في المدرسة، وهو المسؤول عن المكتبة وقت غياب أصحابها للدراسة في الرياض وخطابه بتاريخ 6/4/1376هـ يقول فيه: «حضرة الأخوان الكرام حمود البدر وعبدالله العثمان المحترمين.. بعد التحية والإجلال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام دمتم بخير وسرور صحتنا تسركم من كافة الوجوه ياصلكم من طيه كشف عن المنصرف والداخل عليكم.. وأرسلوا لنا دفاتر أبو أربعين ورقة وحنا صرفناهن على ثماني قروش وأبو 24 ورقة صرفناه عن ربع ريال وكلهن خلصن. أيضا أرسلوا لنا مجلة صباح الخير طالبها واحد من مدرسين الثانوي، روائع الأدب عندنا ما صرفنا منه شيء إذا الذي عندكم منصرف وتبونا نرسلهن لكم أفيدونا. هذا ما لزم مع ما يلزم إبلاغ السلام أنفسكم ودمتم بخير والسلام».
Abo-yarob.kashami@hotmail.com
نعود إلى المكتبة الأهلية الأولى، وهي فيما يظهر للمطالعة ولبيع الصحف والكتب والأدوات المدرسية من دفاتر وأقلام وغيرها، وكان للشابين النابهين حمود بن عبدالعزيز البدر وعبدالله المحمد العثمان السبق في ذلك، فبمجرد التحاقهما مع غيرهما من شباب الزلفي بالمعهد العلمي بالرياض عام 1372هـ، إلا وبدآ في نقل ما استجد أمامهما من مظاهر الحياة الحديثة إلى بلدتهما ومنها المكتبة. والتي استمرت كما اعتقد لمدة خمس سنوات. بعد انتقال البدر للدراسة الجامعية بالجمهورية العربية المتحدة بجامعة القاهرة. قسم الصحافة بكلية الآداب عام 1378هـ/ 1958م الإقليم الجنوبي.
وقد عثرت على خطابات موجهة لمؤسسي المكتبة (البدر والعثمان) من رئيس تحرير جريدة (أخبار الظهران) الأستاذ عبدالكريم الجهيمان، والأستاذ عبدالله شباط رئيس تحرير مجلة، ثم جريدة الخليج العربي، ومن الأستاذ سعد البواردي رئيس تحرير مجلة الإشعاع بالخبر، وسأكتفي بالاستشهاد بثلاث رسائل:
الأولى من معالي المدير العام للإذاعة والصحافة والنشر عبدالله بالخير بتاريخ 2/3/1376هـ، يقول فيها: المكرم السيد حمود العبدالعزيز البدر وعبدالله العثمان.. بعد التحية.. ترغب مجلة الإذاعة في إرسال كمية من أعدادها إليكم لتقوموا بتوزيعها في مدينتكم.. لذا نرجو الكتابة إلينا إذا وافقتم على ذلك عن الكمية التي ترغبون في إرسالها ابتداء من العدد القادم ولكم تحياتنا.
والثانية من الأستاذ سعد البواردي، وهو في الحقيقة ثلاث رسائل يرفق معها عدد 15 نسخة من أعداد مجلة الإشعاع لأشهر ربيع الآخر ورجب وشعبان من عام 1376هـ يقول في إحداها:
الأستاذ الكريم حمود البدر وعبدالله العثمان ــ مكتبة الزلفي الأهلية.. نرفق مع هذا عدد 15 نسخة من مجلة لشهر.. آملين أن تنال رضاكم.. ونرجو إشعارنا عن الكميات التي نبعثها لكم هل هي كافية أم تفيض عن حاجتكم لكي يتسنى لنا تأمين ذلك في المستقبل على ضوء إفادتكم.. مع تحياتي.
والثالثة من القيم على المكتبة الأستاذ سليمان المنيع المدرس في المدرسة، وهو المسؤول عن المكتبة وقت غياب أصحابها للدراسة في الرياض وخطابه بتاريخ 6/4/1376هـ يقول فيه: «حضرة الأخوان الكرام حمود البدر وعبدالله العثمان المحترمين.. بعد التحية والإجلال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام دمتم بخير وسرور صحتنا تسركم من كافة الوجوه ياصلكم من طيه كشف عن المنصرف والداخل عليكم.. وأرسلوا لنا دفاتر أبو أربعين ورقة وحنا صرفناهن على ثماني قروش وأبو 24 ورقة صرفناه عن ربع ريال وكلهن خلصن. أيضا أرسلوا لنا مجلة صباح الخير طالبها واحد من مدرسين الثانوي، روائع الأدب عندنا ما صرفنا منه شيء إذا الذي عندكم منصرف وتبونا نرسلهن لكم أفيدونا. هذا ما لزم مع ما يلزم إبلاغ السلام أنفسكم ودمتم بخير والسلام».
Abo-yarob.kashami@hotmail.com