-A +A
عبدالله الذبياني (مكة المكرمة)

أكد لـ«عكاظ» اللواء سعد بن عبدالله الخليوي قائد قوات أمن الحج اكتمال كافة الاستعدادات الأمنية والمرورية والتنظيمية المشاركة في موسم حج هذا العام، وبين جاهزية رجال الأمن العام لتنفيذ الخطة العامة والمشتملة على الخطط التفصيلية لجميع الجهات المشاركة في أفرع الأمن العام، ومواجهة جميع أنواع المخاطر الافتراضية بمكة المكرمة والمشاعر من خلال خطط أمنية ومرورية وتنظيمية تم إعدادها لحج هذا العام، مشيرا إلى قدرة قوات الأمن على التدخل السريع والفاعل للحفاظ على سلامة الحجاج. واستعرض اللواء الخليوي أبرز مهام ومسؤوليات قيادة قوات أمن الحج في الحوار التالي:





• ما أبرز استعدادات قيادة قوات أمن الحج لموسم حج هذا العام؟

- رغم ضخامة إجراءات العمل الأمني خلال موسم الحج وجسامة المسؤولية منذ بداية الموسم إلى آخره، إلا أن تنظيم حركة الحجيج داخل المشاعر وفي المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، يمثل الجانب الأشد حساسية في تلك الموضوعات، وهناك العديد من الإجراءات الأمنية والمرورية والتنظيمية التي اتخذتها أجهزة الأمن المنوط بها تنظيم الحركة في الحج، ولا شك أن المسؤولية الكبرى هي مسؤولية الأمن، حيث يتعين أن تتعايش هذه الأعداد الغفيرة من البشر وأن تتحرك في وقت واحد وفي إطار محدد، وهو ما استدعى وجود خطة أمنية دقيقة يحدد فيها دور كل جهاز ومسؤوليته، ونؤكد أن أي إخلال بأمن الحج سيقابل برد حازم بلا أي تساهل ولن نسمح بالخروج عن النص، وهناك خطة استباقية في جميع مناطق المملكة للعمل من خلال مديري الشرطة، وتشكيل قوة للتعامل مع المكاتب الوهمية للحج وكل من يحاول التحرك للتوجه إلى مكة المكرمة من أجل أداء الفريضة بدون تصريح، وسيتم منع ذلك مع انتشار رجال الأمن في جميع المناطق والطرق وحتى الترابية منها وجميع المنافذ المؤدية إلى المشاعر المقدسة، ونشير هنا إلى أننا نعمل بكل جدية ومثابرة لتنفيذ الأمر السامي بالحد من وصول الحجاج المخالفين لأنظمة الحج، ولا شك أن القرارات التنظيمية تصب في مصلحة الحجاج ودعم قدرة كافة الأجهزة الحكومية ومنها الأمن العام لأداء مهامها في رعاية الحجاج والحفاظ على أمنهم وسلامتهم والتصدي بكل حزم لكل ما يمكن أن يعكر صفو الحجيج.



نستفيد من التجارب

• كيف تقيمون التجارب السابقة في التعامل مع حركة الحجيج وإلى أي مدى استفدتم منها؟

- جميع الخطط التي تم تنفيذها في موسم الحج الماضي روجعت وتم العمل على تطوير الإيجابيات ومعالجة السلبيات إن وجدت، خاصة في الجانب الأمني والمروري وإدارة وتنظيم الحشود وبقية الخطط في الإسناد الإداري والدعم الفني الذي يلازم العمل الأمني في كل موسم حج، كما أن هناك خطة استباقية في جميع المناطق للعمل من خلال مديري الشرط لتشكيل قوة للتعامل مع المكاتب الوهمية والتعامل مع جميع من يحاول التحرك من جميع المناطق للتوجه إلى مكة من أجل أداء فريضة الحج بدون تصريح، وتم ضبط الكثير من تلك المكاتب، أما فيما يخص تنظيم وإدارة حركة المشاة فقد أظهرت التجربة التي تم تطبيقها خلال الأعوام الماضية والمتمثلة في إدارة مشتركة لمنطقة الجمرات نجاحا مميزا، وإننا دوما نأخذ النتائج السابقة في الحسبان ونستفيد من دروسها ونحاول تعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات وننطلق من خلال صياغة الخطط للأعوام التي تليها لتحقيق الفائدة المرجوة.



عقوبات رادعة

• هل استخدام التقنية كالتبصيم في جميع المنافذ والطرق المؤدية إلى مكة المكرمة هذا العام سيحد من قدوم الحجاج غير المصرح لهم؟

- هناك انتشار واسع لقوات أمن الطرق في جميع المحاور الرئيسة من مناطق المملكة إلى مكة المكرمة، للتعامل مع أي مخالف من خلال نقاط التحكم والفرز، وهناك إستراتيجية مختلفة للمراكز الثمانية الرئيسة المؤدية إلى مداخل العاصمة المقدسة، حيث يتم منع كل مخالف يفكر في القدوم إلى مكة المكرمة وسيتم القبض عليه وتبصيمه وتسليمه للجهات المختصة، وسيتعرض لعقوبة الترحيل والمنع من العودة إلى المملكة لمدة 10 سنوات، كما سيتم ضبط الناقل للحجاج المخالفين ويتعرض للإيقاف لمدة عام وحجز المركبة بالإضافة للعقوبة المالية إنفاذا للأمر السامي.

• في ظل نقص الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام.. هل أعددتم الخطط الأمنية والتنظيمية لكي تتواءم مع الوضع الحالي؟

- تم وضع الخطط المرورية بحيث تتناغم مع الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام وذلك نتيجة لنقص الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف والساحة الشرقية في هذه السنة نتيجة شغلها بنسبة 50 في المائة بالمعدات والرافعات، وقد كانت هناك خطة وقائية للتعامل مع نقص الطاقة الاستيعابية في شهر رمضان، وكانت النتائج إيجابية، وتختلف الخطة الوقائية لموسم الحج عن شهر رمضان وتم تطويرها للتعامل مع الكثافة والأعداد المتوقع وصولها إلى المسجد الحرام قبل يوم التروية في أيام العاشر والحادي عشر والثاني عشر، ووضع في الاعتبار الدعم للمنطقة المركزية وخاصة داخل المسجد الحرام والساحات المحيطة، بالإضافة إلى الاستفادة من توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد الحرام والتي ستضيف مرونة في الحركة، بحيث ستكون هناك خطوط طولية وعرضية لمسارات القادمين من وإلى المسجد الحرام، واستعد رجال الأمن العام لخدمة الحجاج بشكل كامل بعد أن تم اعتماد الخطة العامة والمشتملة على الخطط التفصيلية لجميع الجهات المشاركة في أفرع الأمن العام من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية.

• لأول مرة يتم تركيب كاميرات جديدة هذا العام لرصد الحركة لأكثر من 60 كيلومترا في مركز القيادة والسيطرة.. هل ستساهم مثل هذه الكاميرات في دقة متابعة تحركات الحجيج؟

- في كل عام إضافات جديدة وتوظيف للتقنية في جميع أعمال الأمن، بما يساعد على إنجاز الأعمال ودقتها، وتم استحداث برامج تقنية جديدة في موسم حج هذا العام، تهدف للارتقاء بأداء عمل مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج في المشاعر المقدسة وذلك ضمن منظومة التكامل الأمنية مع بقية الأجهزة الأخرى العاملة في خدمة الحجاج، وسيعمل مركز القيادة والسيطرة هذا العام على تجربة أداء كاميرات رقمية متطورة يتم استخدامها لأول مرة في حج هذا العام، من شأنها رصد مسافات طويلة تصل إلى 60 كيلومترا، فيما سيتم اختبار أدائها في الرصد الليلي وفي كافة الظروف المناخية.

• لا حج بلا تصريح.. هل استخدامكم «البصمة» سيسهم في اختفاء هذه الظاهرة؟

- سيتم تنفيذ ما صدر من توجيهات فيما يخص خطة «لا حج بلا تصريح»، وذلك من خلال التعاون مع القطاعات الأمنية الأخرى التابعة لوزارة الداخلية وتسليم من يخالف هذه التعليمات سواء كان مواطنا أو مقيما للجهات المختصة، وبالفعل تم البدء في استخدام التبصيم والوسائل التقنية الحديثة لأول مرة هذا العام والنتائج مشجعة، وندعو المواطنين والمقيمين للتقيد بالتعليمات المنظمة للحج ومساندة رجال الأمن في هذا الشأن، ونقدر تعاون المواطن خلال شهر رمضان وهذا ليس غريبا عليه في التعاون مع رجال الأمن لما فيه الخير والمصلحة العامة.

• وضعت القوات الأمنية خططا خاصة لمنع دخول المتسللين الذين يربكون خطط الحج.. ماذا عن متابعة هؤلاء؟

- تم تأهيل عدد من الضباط والأفراد المدربين والمؤهلين على أعلى المستويات التدريبية للعمل في عدد من القيادات والمراكز الأمنية الموزعة في منى لضبط الحالة الأمنية، وملاحظة تحركات الحجاج والحفاظ على أمنهم وسلامتهم، ولدينا مراكز الضبط الأمني وهي صمام الأمان للقادمين للحج سواء عبر الطرق العادية أو الترابية، كما أن تلك المراكز والقيادات منتشرة في كامل محيط مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والتغطية الأمنية موجودة في كل المواقع سواء المشاعر المقدسة أو المداخل المؤدية إليها، وهناك قوات للتدخل السريع في حال اكتشاف منفذ أو طريق لم تتم تغطيته من قبل تلك المراكز الأمنية، حيث سيتم القبض على الحجاج المخالفين باستخدام أجهزة التبصيم، وتسليمهم للجهات المختصة لتطبيق العقوبات عليهم، كما أن من مهام تلك المراكز مساعدة الحجاج النظاميين في الوصول إلى مكة المكرمة حال فقدانهم الطريق.

• ماذا عن التنسيق بين الجهات الأمنية ومؤسسات الطوافة من أجل الالتزام بأوقات التفويج المحددة وفق الخطط التي تم اعتمادها؟

- هناك تعاون وتنسيق بين مؤسسات الطوافة وعقدت عدة ورش معها من أجل إيصال أصوات المسؤولين للحد من المظاهر السلبية، كالافتراش وحمل الأمتعة التي تعرقل حركة السير، وهناك تعاون وتفاهم كبير من قبل مؤسسات الطوافة في العمل المنسق مع الجهات الأمنية لاسيما مركز القيادة والسيطرة لمعرفة الأوقات المناسبة في التصعيد والتنقل بين المشاعر للحجاج لأداء نسكهم، حيث تم تعميد عدد من ضباط الاتصال في مؤسسات الطوافة، تعمل على التنسيق المستمر مع مركز القيادة، وكل ذلك من أجل راحة الحجاج وتحقيق حج آمن للجميع، ونؤكد في الأخير على الدور المهم للمواطن كونه شريكا لرجل الأمن من خلال التزامه بتعليمات وزارة الداخلية وعدم نقل الحجاج المخالفين وغير المصرح لهم، لتجنب تطبيق المخالفات بحقه، والالتزام بالتعليمات الصادرة في هذا الشأن.