أوضح لـ«عكاظ» الملحق الثقافي السعودي بالعاصمة الإيطالية روما الدكتور فهد المغلوث أن قلة أعداد الطلاب المبتعثين إلى إيطاليا والذين لا يتجاوز عددهم الـ50 طالبا تعود إلى وزارة التعليم العالي ولا علاقة للملحقية بذلك، مضيفا أن هناك عوامل جانبية أخرى متعلقة بصعوبة اللغة الإيطالية والنظام المعقد في منح التأشيرات والإقامة في أوروبا.
وحول ارتفاع عدد المبتعثين في دول أوروبية أخرى مثل فرنسا وألمانيا رغم تشابه هذه المعوقات، أشار إلى أن الطالب هو من يختار الدولة التي يرغب أن يكمل دراسته بها، وغالبية الطلاب يحبذون الدراسة في الولايات المتحدة على سبيل المثال كإحدى أبرز الوجهات للطلاب المبتعثين، واستدرك قائلا: «لكننا لم نستسلم لهذا الوضع، وهناك مكاتبات ومراسلات مع عدة جهات معنية وزيارات مستمرة لدعم جذب الطلاب المبتعثين باتجاه الجامعات الإيطالية»، وأفاد أن الملحقية ناقشت مع وزارة الخارجية الإيطالية خلال فعاليات مرور 80 عاما على العلاقات السعودية الإيطالية مسألة كيفية زيادة عدد المبتعثين في إيطاليا، وشرحت الملحقية الأسباب الرئيسية التي تعود إلى نظام الإقامة في أوروبا بشكل عام وليس في إيطاليا على وجه الخصوص، حيث إن اشتراطات إقامة الطالب المبتعث يجب أن تجدد سنويا مع فرض مغادرته خارج أوروبا وعودته، وبالنسبة إلى المرافقين سواء من زوجة أو أبناء فيجب أن تجدد إقامتهم كل 90 يوما وتشترط خروجهم من أوروبا وعودتهم خلال هذه المدة، وهو أمر مزعج ومنفر للطالب المبتعث، وأكد الدكتور المغلوث أن الملحقية تكثف مساعيها في الفترة الحالية من أجل إزالة عقبة اشتراطات الإقامة، وعن الدعاية والتسويق لتخصصات معينة، أوضح المغلوث أن الجامعات الإيطالية تتميز في تخصصات الطب والهندسة والتصميم المعماري والداخلي، وهناك اهتمام بإرشاد الطلاب إلى هذه التخصصات، ولكن الخيار دائما للطالب.
وحول امتناع الطلاب المبتعثين عن الحديث للوفد الإعلامي المكلف بتغطية فعاليات الأسبوع الثقافي السعودي في روما إلا بموافقة مسبقة من الملحقية، على الرغم من الاتفاق والتنسيق المسبق معهم للاجتماع مع الوفد الإعلامي في بهو فندق «دي روس» المجاور لموقع الفعاليات، أكد الملحق الثقافي أنه لم يمنع الطلاب المبتعثين من الحديث للإعلام سواء حول مشاركتهم في فعاليات الأسبوع الثقافي السعودي أو ظروف الابتعاث وأي إشكاليات متعلقة به.
ومن جهة أخرى، قال الدكتور فؤاد مغربل المشرف العام على الشؤون الدراسية والثقافية بالملحقية الثقافية في روما «نحن هنا للتعريف بالثقافة السعودية على أرض الثقافة والفنون، وهذه التجربة مميزة بكل المقاييس، كما أن من المستحيل أن يكتمل أي عمل ضخم مثل هذا بلا أي أخطاء طفيفة أو بعض القصور لكن الانطباع العام تشاهده أمامك حيث هناك آلاف الزوار خلال أيام الفعاليات أتوا إلى هنا ولمسنا منهم تفاعلا كثيفا مع العروض الفنية والثقافية السعودية»، وأضاف «مشاركة الطلاب السعوديين وتعاونهم في إحياء هذه الفعاليات كانت مشرفة للغاية ومشاركة (6) من طلابنا الذين يجيدون الإيطالية بطلاقة والحوارات الثقافية التي أجروها مع الطلاب الإيطاليين كانت ناجحة ومفيدة وآتت نتيجة مجهودات بذلوها خلال أكثر من (6) أيام من الإعداد المكثف، لقد كانت تجربة مميزة ويجب أن نستفيد منها كنموذج ومرجع عن الإعداد لفعاليات مستقبلية أخرى».