أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية لـ«عكاظ»، أن عقوبات مخالفي أنظمة الحج المطبقة هذا العام ستكون تحت التقييم للتأكد من فاعليتها أو عدمها في تنظيم الحج، كاشفا عن سقوط سماسرة نحو 85 حملة حج وهمية في مختلف المناطق يجري حاليا التحقيق معهم لمحاكمتهم بعد الحج.
وأوضح سموه في تصريح خاص لـ«عكاظ» أن ثمة شراكة حقيقية بين الإعلام وقطاع الحج، وقال: «لابد من تعاون الجميع وتكاتف الكل لخدمة ضيوف الرحمن، كلنا شركاء، لذا أشكركم على عطائكم المميز هذا العام في نقل تعليمات الحج، كنتم ولا زلتم على قدر من المسؤولية ولهذا سنتذوق طعم النجاح معا، ربما لم نصل لما نريد لكن حققنا جزءا من الحلم الذي كان دربا مليئا بالأشواك فتجاوزناه بالإرادة والإدارة وسنكون في الصدارة».
وردا على «عكاظ» حول سر النجاح المرتسم في حج هذا العام وخلو شوارع مكة المكرمة وطرقاتها من الزحام، تبسم سموه وأجاب: «عوامل عديدة، فالتخطيط أولها والتنفيذ والمتابعة والإشراف جزء من منظومة النجاح والمسؤولية المشتركة بين كل قطاعات الحج، المواطن جزء من النجاح، والتوعية كذلك لقد شعرنا بالتزام كبير ونتمنى المزيد».
وفيما ما إذا كان سيتم المضي في تنفيذ رؤية سموه لصناعة الحج، قال الأمير خالد الفيصل: «لن تتوقف العزائم عن تحقيق الغاية، سنعمل على تمكين من لم يحج بأن يحج وفق النظام وبما يحفظ حقوقه وكرامته ولن نسمح للمخالف».
من ناحية أخرى أوضح سموه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد البارحة في مقر إمارة منطقة مكة المكرمة بمنى، أن جميع الجهات الحكومية ستنقل في العام المقبل خارج منى دون استثناء لأي جهة سوى التي لها علاقة مباشرة بخدمات الحجاج، مبينا أنه قد وصل إلى المملكة حتى يوم التروية نحو مليون و380 ألف حاج من الخارج، فيما بلغ عدد التصاريح الممنوحة لحجاج الداخل 117 ألف تصريح.
وبين سموه أنه تمت إعادة أكثر من 70 ألف مخالف حاولوا التسلل للمشاعر المقدسة، فيما تتحفظ الجهات الأمنية على أكثر 138 ألف مركبة سيتم تطبيق العقوبات عليها، إضافة لإعادة 26 ألف مركبة مخالفة عبر نقاط الفرز، كما تم ضبط 28 ألف مخالف لا يحملون تصريحا وتم أيضا حصر المكاتب الوهمية والتي بلغ عددها نحو 85 مكتب حج وهميا.
وقال أمير منطقة مكة المكرمة: «أتقدم بالشكر والثناء لله سبحانه وتعالى على هذا التسهيل الذي انتقل فيه ضيوف الرحمن من مكة إلى مشعر منى بكل سلام وطمأنينة، ما يشير إلى نجاح جميع الخطط التي وضعت لهذا اليوم».
وأضاف: «أهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين على نجاح الخطوات الأولى لأداء فريضة الحج، ومهمتنا أن نجعل الحج ميسرا وأن نبذل الجهود لراحة وسلامة الحجيج بكل ما وفرته الدولة من إمكانات لخدمة ضيوف الرحمن».
وأوضح سموه أن قطار المشاعر لهذا العام سيقل 370 ألف حاج، فيما سيتم نقل العدد الباقي بواسطة الحافلات التي تستخدم النقل الترددي، مبينا أنه على مستوى الخدمات الطبية فقد أجريت 132 عملية قسطرة قلب، إضافة لنحو 11 عملية قلب مفتوح، كما تم تجهيز 90 عيادة تنويم وعناية متنقلة لخدمة ضيوف الرحمن تم تزويد كل عيادة بطبيب وطاقم تمريض.
وأشار سموه إلى أن التقنية المستخدمة في نقاط الفرز المؤدية للمشاعر آتت ثمارها، مستشهدا بالأعداد التي تم ضبطها على مستوى المركبات والأفراد.
وشخص أمير منطقة مكة المكرمة عوامل نجاح موسم الحج قائلا «إن نجاح الموسم يعتمد بعد توفيق الله على الوعي لدى حجاج الداخل والخارج، إضافة لتوفر الأمن والرعاية الصحية وكل هذه العوامل بإذن الله هي خطوات نحو النجاح». وأضاف: «يجب على الجميع في كافة القطاعات الحكومية والأهلية العمل على تطوير العمل القائم والخدمات المقدمة، وأن يعمل الجميع على أن يكون الحج مريحا وميسرا لضيوف الرحمن وأن نستقبل الحاج بابتسام وتكريم وأن نقدم له خدمة 5 نجوم بل 10 نجوم ونودعه أيضا بلطف وتمنيات بأن يكون حجه مبرورا وسعيه مشكورا والاعتذار منه في حال القصور».
وتابع سموه القول «نعمل ليكون مشروع الحج ناجحا ومنظما إلى الدرجة التي تجعل كل سعودي يفخر بأنه جزء من هذا المشروع»، مبينا أن مشروعا يعنى بحجاج العاصمة المقدسة تجري دراسته حاليا، هدفه تنظيم الحج والخروج بتصور وطريقة قابلة للتنفيذ، مؤكدا على أن نقل عدد من الأجهزة الحكومية خارج منى ناجح بكل المقاييس، فيما ستنتقل بقية الأجهزة التي لا تقدم خدمات مباشرة خلال موسم العام المقبل.
ونوه أمير منطقة مكة المكرمة بأنه خادم للحج وأنه يتوجب على كل سعودي أن يكون مشاركا في الحج ولن ينجح الموسم ما لم يفعل المواطن كل ما يستطيع لأجل إنجاح هذا المشروع، مضيفا: «لا أقول إننا وصلنا إلى ما نريد بل نحن في الطريق إلى ما نأمله».
وذكر سمو رئيس لجنة الحج المركزية أنه بالنسبة لما يخص أسعار حملات الحج، فقد قامت وزارة الحج مع أكثر من 30 شركة أسعارها تتراوح بين 2500 – 5000 ريال، وسيكون هناك حلول – بإذن الله – تناسب الجميع وتحديدا الشباب والشابات الذين يؤدون الفريضة لأول مرة.
وشدد الأمير خالد الفيصل على أن الحج فرض مرة واحدة في العمر لمن استطاع إليه سبيلا، داعيا من أدوا الفريضة لفسح المجال أمام من لم يؤدها، لافتا إلى أن العقوبات المطبقة ضد المخالفين تفرض هذا العام للمرة الأولى وسيتم تقييم مدى صرامتها من عدمها.
وختم سموه بالتأكيد على أن مشروع خادم الحرمين الشريفين لإعمار مكة المكرمة قائم على تحويل المدينة إلى ذكية وأن جميع المشاريع المرتبطة بالتطوير يطبق عليها فكرة واشتراطات المدينة الذكية.
وكان الأمير خالد الفيصل وصل البارحة إلى مشعر منى محرما لمتابعة سير أعمال خدمة حجاج بيت الله الحرام. وكان في معية سموه صاحب السمو الأمير بندر بن فهد، وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله إلى مقر إمارة منطقة مكة المكرمة بمشعر منى وكيل إمارة منطقة مكة الدكتور عبدالعزيز الخضيري، ومدير الأمن العام الفريق سعيد القحطاني، ومدير شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء علي بن محمد السعدي، وعدد من المسؤولين من مدنيين وعسكريين.