-A +A
رؤى صبري
الاحترافية (Professalism) في العمل هي اللبنة الأولى في سبيل تكوين بيئة عمل منتجة بالإضافة إلى خلق روح التعاون بين الموظفين، والحقيقة أن الاحترافية لا بد أن تكون على رأس اهتمامات مديري الموارد البشرية لأن لها مميزات كثيرة من أهمها عدم جعل الآراء الشخصية تسيطر على سير العمل والأهم عدم جعل الخلافات تعيق التطور والتقدم.
وفي العادة جرى فهم الاحترافية على أساس أن صاحبها هو شخص يحمل مؤهلات عالية من التدريب، أو أنهم أصحاب الشهادات العالية، التي لا يعمل أصحابها في الأعمال المهنية، ونحن لا نقول إن هذا التعريف خاطئ كلية، بل نضيف أن ما يميز الاحترافية هو أن كثيرا من الناس يستطيعون أن يتمرسوها وليس بالضرورة أن يكونوا غير مهنيين.

والسؤال الأهم الذي يطرح نفسه هو كيف تكون محترفا؟ لأن من أهم ما يميزها هي الدقة في المواعيد، خصوصا عند إنجاز مشروع ما، كذلك التقيد بالأنظمة واللوائح، وأن يكون الموظف ذا خلق مع زملائه، ومع المراجعين، لخلق جو عام من التعاون وتطوير الذات والآخرين.
بالطبع هذه بعض من المعايير التي تشكل الاحترافية في العمل، وليست كلها لكننا نستطيع أن نرى من خلالها أنها ليست مسألة معقدة ولا تحتاج إلى ارتياد جامعات عالمية كما يظن أغلبية الناس.
أما السؤال الثاني والذي يتبادر إلى الأذهان هو لماذا يجب أن تكون محترفا؟ والحقيقة أن الاحترافية تولد لدى الموظف الشعور بالرضى، أو ما يعرف بـ(Job (satisfaction، كما أنها تساهم في خلق سمعة جيدة لدى أي منظمة ما، فضلا عن أنها تساهم في زيادة الإبداع والفكر الواسع.
والواقع أننا كثيرا ما نفتقد للاحترافية في العمل خاصة في الدوائر الحكومية التي لا يوجد فيها أدنى معايير الجودة في الخدمة أو الاهتمام بالمراجعين، هذا بالإضافة إلى التكشيرة الدائمة المرسومة على وجه الموظف كأنها جزء من عقد العمل!
ولكن الاحترافية مطلوبة لموظف الحكومة وغيره، لأن الناس تغيرت ولم يعودوا مثل ناس الأمس السذج الذين يقضون الليل بطوله يدعون أن (تتسهل المعاملة) وأن (يسخر الله لهم موظفا ابن حلال) لينجزها دون عناء، هؤلاء البسطاء لم يعد لهم وجود بيننا، لأن الجميع اليوم يعرفون حقوقهم وواجباتهم جيدا كعلمهم بواجبات الموظف تجاه الوظيفة العامة.
وفي الأخير يبقى من واجبنا الإشارة إلى أهمية التدريب الإلزامي عبر ورش العمل من قبل مختلف المنظمات، بل يجب أن تأخذ عملية اكتساب المهارات الاحترافية بعين الاعتبار أثناء التقييم السنوي للموظف، وهذه ليست رفاهية بل هي ضرورة حتى نرتقي بمستوى الخدمة، ونقلل من المشكلات، والشكاوى وإضاعة الوقت، في مختلف قطاعات العمل الرسمية والخاصة نتيجة لغياب الاحترافية بشكلها الصحيح.