من حين لآخر.. تطفح على سطح المجتمع قضايا النصب والاحتيال التي يسقط ضحيتها المواطنون، فيما الجناة في الغالب يعيشون وراء البحار. ومع تعدد القضايا.. تتعدد السيناريوهات والتي ما تلبث ان تتكرر سواء عبر اتصالات هاتفية قادمة من الخارج او من الداخل، فمرة يدعي فيها المتصلون قدرتهم على مضاعفة الاموال، وأخرى يبدون رغبتهم في الوصول الى شخص موثوق فيه لتصريف الدولارات بثمن بخس او بيع الذهب بسعر زهيد..اليوم يناقش امراء المناطق في اجتماعهم.. هذا الملف الساخن الامر الذي يجعلنا نطرح العديد من التساؤلات التي نبحث عن اجابتها.. فهل قصور الوعي الذي يشكل عصب استيراد النصب والاحتيال مسؤولية فرد أم مجتمع ام مؤسسات بعينها.. ولماذا يستهدفنا المحتالون.. ولماذا نسقط في حبالهم.. وما السبب الذي يجعل المواطن يضحي بما يملك لشراء الوهم؟
قصص وأوهام
أحيانا كثيرة ينجح المواطن في النجاة من ذلك الاتصال المجهول من الخارج اما لسبب اللغة المختلفة التي يصعب التوافق معها.. او بسبب صعوبة السفر الى بلاد ما وراء الانهار او الاوهام.. أو بسبب قلة ذات اليد.. لكن في احيان اخرى يقع اخرون بسهولة ضحية لمثل هذه الحيل، فيسلمون كما يملكون، وما سيملكون وما ملكت اسرهم طوعا لمن لا يعرفونهم.. فتنهار الاحلام مع تبديد «الدراهم».
ولا ينسى المجتمع قصة رجل الاعمال المعروف الذي وقع ضحية وهم الشراء عندما تلقى اتصالا من شخص ادعى انه رئيس مؤسسة دولية معروفة ويرغب في البيع له سبائك ذهبية بنصف السعر، وما ان وافق رجل الاعمال على الصفقة وتحدد الموعد امام قنصلية بلاد المؤسسة حتى سلم الاموال وتسلم حقيبة مليئة بالاوراق البيضاء وسبائك النحاس، عندها دخل رجل الاعمال في غيبوبة من الصدمة.
وهناك قصة رجل الاعمال الاخر الذي تواعد مع اخرين على تسليمهم «5» ملايين ريال ليربح 25 مليون دولار، وفي الشقة الموعودة راحت ثروته بفضل مفتولي العضلات الذين اوسعوه ضربا وفروا من الموقع الى غير رجعة.
وفي الملفات ايضا قصة سيدة الاعمال التي وقعت فريسة لرسالة عبر البريد الالكتروني تعرض عليها عمولة تصل الى 25% مقابل ادخال كمية من الدولارات في حسابها كعملية «تبييض اموال» فوافقت وارسلت للمذكور 150 ألف ريال وما زالت في انتظار الرد.
اما قصص الزئبق الاحمر فهي الاخرى وسيلة للنصب، حيث يدعي النصابون قدرتهم على تبييض الدولارات السوداء التي ليست سوى اوراق مصبوغة فيشتري المخدوعون الوهم ويبيعون الاموال الحقيقية. ولعل قصص النصب والاحتيال المتداولة تتعلق بقضايا التمويل والقروض من بنوك خارجية مقابل فتح حساب أولي وقضايا بيع دولارات بثمن بخس، وقضايا الاحتيال بواسطة البريد الالكتروني، وقضايا السحر والشعوذة والصفقات التجارية الوهمية.
ما الذي يحدث
مع سقوط رجال أعمال واطباء وطبيبات وشخصيات معروفة في المجتمع كضحايا لقضايا النصب والاحتيال بأبسط الوسائل.. يظهر التساؤل ما الذي يحدث؟.
يعتقد مدير الامن الوقائي بشرطة منطقة مكة المكرمة اللواء متعب عبدالله العتيبي ان السبب وراء استهداف السعوديين يتمثل في (الطيبة الزائدة) واحيانا اللا مبالاة، مشيرا الى ان مواطني دول الخليج غالبا ما يحتلون المرتبة الاولى في قائمة الاستهداف.
وقال تم اكتشاف العديد من العمليات الوهمية بالاتصال بالشركات للتأكد من سلامة المستندات، من هنا تبرز اهمية الوعي والاتصال بالغرف التجارية التي تمتلك قاعدة معلومات موثقة لكشف مصداقية العروض التجارية قبل الموافقة عليها، وعمل المواطن ان يحاول الاجابة عن السؤال.. كيف تثق فيمن يريد ان يبيع لك الدولار بنصف قيمته؟!.
ويشير مدير شرطة جدة العميد مسفر الزحامي الى ان اغلب قضايا النصب والاحتيال التي يتعرض لها المواطن تعود الى قلة الوعي الامني والاهمال من قبل البعض، مشددا على دور رسائل الاعلام في التوعية.
وقال ان الابلاغ عن المسروقات خصوصا الاثباتات الرسمية مثل بطاقات الاحوال والائتمان ضرورة قصوى لمنع اي تلاعب بها في قضايا للنصب أو الاحتيال.
ويقول مدير التحريات بالأمن العام العميد خضر الزهراني ان المواطن السعودي مستهدف لعدة امور ابرزها قصور الوعي لدى الغالبية بمثل هذه الجرائم وطرق ارتكابها وحسن الظن بالاخرين، الاغراء الذي يمثله اقتصاد الدولة القوي واثره على رفاهية المواطن، رغبة البعض في الثراء باقصر الطرق دون التأكد من صحة ما يقومون به.
واوضح ان العمل جار حاليا لاعداد احصائية متكاملة عن مثل هذه القضايا، مبديا استغرابه من وقوع الكثيرين ضحية لتلك الطرق.. واضاف انه من الواجب ان يسأل المواطن عن مصدر الثراء أو في الكيفية التي تتم بها مضاعفة الاموال مشيرا الى وجود تعاون بين الاجهزة الامنية في المملكة والانتربول الدولي لتمرير وتبادل المعلومات عن نشاط هذه العصابات للقبض عليها.
وابان العميد الزهراني ان اصحاب الهواتف المميزة هم الاكثر عرضة لكافة انواع النصب، واضاف ان الجهات المسؤولة عن مكافحة مثل هذه الجرائم مطالبة ببث البرامج التوعوية في رسائل الاعلام بمشاركة المختصين، لتوضيح اساليب النصب والاحتيال بالاضافة الى حث خطباء المساجد على تناول هذه الظاهرة ووضع لوحات ارشادية في المنافذ وتوزيع النشرات التوعوية في كافة المواقع بما فيها المدارس، فالوقاية خير من العلاج.
ويضيف المتحدث الامني برشطة منطقة تبوك المقدم صالح حامد الحربي ان النصب والاحتيال بات ظاهرة في مجتمعنا تحتاج لمزيد من الدراسات والابحاث لوضع الحلول للقضاء عليها، مشيرا الى ان الباحثين عن الثراء يقعون دائما في حبال النصب التي يعرضها النصابون الوافدون.
حسن النية لا تكفي
واذا كان رئيس الغرفة التجارية بجدة صالح علي التركي يحذر من اساليب النصب والاحتيال التي يبتدعها الافارقة بزعم انهم قياديون سابقون في بلادهم واطيح بهم في انقلاب او ما شابه ذلك، فانه يعتقد ان النصب التجاري ظاهرة تؤرق رجل الاعمال السعودي، خاصة في ظل تطور وسائل التقنية والاتصال.
وقال الثقافة الاقتصادية الضعيفة ساهمت في انسياق البعض وراء الوعود (المعسولة) رغبة في تحقيق الكسب السريع دون وعي للمخاطر الاقتصادية والاجتماعية والامنية التي تترتب على السلوك الفردي.
واضاف انه مع تطور العصر فان حسن النية لا يكفي، وغير مقبول الجهل بالقانون.. حتى لا يجد المواطن نفسه ضحية لعملية غسل اموال او تجارة مخدرات، وعلى الرغم من اهمية تعاميم وزارتي الداخلية والتجارة ومجلس الغرف التجارية الصناعية الا انها لا تكفي لتوضيح المخاطر الامنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية المترتبة على عمليات النصب والاحتيال.. فالمطلوب تفعيل العمل التوعوي حتى لا يكون هناك تسليم بالثقة المطلقة بل التفكير في المخاطر المختلفة.
تدابير وقائية
وتعتقد د. ليلة حسنين اخصائية علم الاجتماع الجنائي ان المجتمع يشهد حاليا ما يوصف بجريمة السلب بالرضا وهي سقوط الشخص الضعيف فاقد الادراك والوعي مما يحفز الجاني على الاستمرار في رسم جريمته.
وقالت ان هذه الظاهرة تعد منحنى خطر يتضرر منه النسيج الاجتماعي، وتقع المسؤولية على الفرد والمجتمع الذي يجب ان يحاربها.
واضافت ان اسلوب المجني عليه يدفع الجاني للاستمرار في جرائمه، ومن المفترض الا تجد الاتصالات الخارجية آذانا صاغية، الا ان الواجب على المجتمع اتخاذ تدابير وقائية لرفع معدل الوعي سواء اجتماعيا او دينيا أو عقليا لمنع حدوث هذه الجرائم.
قصص وأوهام
أحيانا كثيرة ينجح المواطن في النجاة من ذلك الاتصال المجهول من الخارج اما لسبب اللغة المختلفة التي يصعب التوافق معها.. او بسبب صعوبة السفر الى بلاد ما وراء الانهار او الاوهام.. أو بسبب قلة ذات اليد.. لكن في احيان اخرى يقع اخرون بسهولة ضحية لمثل هذه الحيل، فيسلمون كما يملكون، وما سيملكون وما ملكت اسرهم طوعا لمن لا يعرفونهم.. فتنهار الاحلام مع تبديد «الدراهم».
ولا ينسى المجتمع قصة رجل الاعمال المعروف الذي وقع ضحية وهم الشراء عندما تلقى اتصالا من شخص ادعى انه رئيس مؤسسة دولية معروفة ويرغب في البيع له سبائك ذهبية بنصف السعر، وما ان وافق رجل الاعمال على الصفقة وتحدد الموعد امام قنصلية بلاد المؤسسة حتى سلم الاموال وتسلم حقيبة مليئة بالاوراق البيضاء وسبائك النحاس، عندها دخل رجل الاعمال في غيبوبة من الصدمة.
وهناك قصة رجل الاعمال الاخر الذي تواعد مع اخرين على تسليمهم «5» ملايين ريال ليربح 25 مليون دولار، وفي الشقة الموعودة راحت ثروته بفضل مفتولي العضلات الذين اوسعوه ضربا وفروا من الموقع الى غير رجعة.
وفي الملفات ايضا قصة سيدة الاعمال التي وقعت فريسة لرسالة عبر البريد الالكتروني تعرض عليها عمولة تصل الى 25% مقابل ادخال كمية من الدولارات في حسابها كعملية «تبييض اموال» فوافقت وارسلت للمذكور 150 ألف ريال وما زالت في انتظار الرد.
اما قصص الزئبق الاحمر فهي الاخرى وسيلة للنصب، حيث يدعي النصابون قدرتهم على تبييض الدولارات السوداء التي ليست سوى اوراق مصبوغة فيشتري المخدوعون الوهم ويبيعون الاموال الحقيقية. ولعل قصص النصب والاحتيال المتداولة تتعلق بقضايا التمويل والقروض من بنوك خارجية مقابل فتح حساب أولي وقضايا بيع دولارات بثمن بخس، وقضايا الاحتيال بواسطة البريد الالكتروني، وقضايا السحر والشعوذة والصفقات التجارية الوهمية.
ما الذي يحدث
مع سقوط رجال أعمال واطباء وطبيبات وشخصيات معروفة في المجتمع كضحايا لقضايا النصب والاحتيال بأبسط الوسائل.. يظهر التساؤل ما الذي يحدث؟.
يعتقد مدير الامن الوقائي بشرطة منطقة مكة المكرمة اللواء متعب عبدالله العتيبي ان السبب وراء استهداف السعوديين يتمثل في (الطيبة الزائدة) واحيانا اللا مبالاة، مشيرا الى ان مواطني دول الخليج غالبا ما يحتلون المرتبة الاولى في قائمة الاستهداف.
وقال تم اكتشاف العديد من العمليات الوهمية بالاتصال بالشركات للتأكد من سلامة المستندات، من هنا تبرز اهمية الوعي والاتصال بالغرف التجارية التي تمتلك قاعدة معلومات موثقة لكشف مصداقية العروض التجارية قبل الموافقة عليها، وعمل المواطن ان يحاول الاجابة عن السؤال.. كيف تثق فيمن يريد ان يبيع لك الدولار بنصف قيمته؟!.
ويشير مدير شرطة جدة العميد مسفر الزحامي الى ان اغلب قضايا النصب والاحتيال التي يتعرض لها المواطن تعود الى قلة الوعي الامني والاهمال من قبل البعض، مشددا على دور رسائل الاعلام في التوعية.
وقال ان الابلاغ عن المسروقات خصوصا الاثباتات الرسمية مثل بطاقات الاحوال والائتمان ضرورة قصوى لمنع اي تلاعب بها في قضايا للنصب أو الاحتيال.
ويقول مدير التحريات بالأمن العام العميد خضر الزهراني ان المواطن السعودي مستهدف لعدة امور ابرزها قصور الوعي لدى الغالبية بمثل هذه الجرائم وطرق ارتكابها وحسن الظن بالاخرين، الاغراء الذي يمثله اقتصاد الدولة القوي واثره على رفاهية المواطن، رغبة البعض في الثراء باقصر الطرق دون التأكد من صحة ما يقومون به.
واوضح ان العمل جار حاليا لاعداد احصائية متكاملة عن مثل هذه القضايا، مبديا استغرابه من وقوع الكثيرين ضحية لتلك الطرق.. واضاف انه من الواجب ان يسأل المواطن عن مصدر الثراء أو في الكيفية التي تتم بها مضاعفة الاموال مشيرا الى وجود تعاون بين الاجهزة الامنية في المملكة والانتربول الدولي لتمرير وتبادل المعلومات عن نشاط هذه العصابات للقبض عليها.
وابان العميد الزهراني ان اصحاب الهواتف المميزة هم الاكثر عرضة لكافة انواع النصب، واضاف ان الجهات المسؤولة عن مكافحة مثل هذه الجرائم مطالبة ببث البرامج التوعوية في رسائل الاعلام بمشاركة المختصين، لتوضيح اساليب النصب والاحتيال بالاضافة الى حث خطباء المساجد على تناول هذه الظاهرة ووضع لوحات ارشادية في المنافذ وتوزيع النشرات التوعوية في كافة المواقع بما فيها المدارس، فالوقاية خير من العلاج.
ويضيف المتحدث الامني برشطة منطقة تبوك المقدم صالح حامد الحربي ان النصب والاحتيال بات ظاهرة في مجتمعنا تحتاج لمزيد من الدراسات والابحاث لوضع الحلول للقضاء عليها، مشيرا الى ان الباحثين عن الثراء يقعون دائما في حبال النصب التي يعرضها النصابون الوافدون.
حسن النية لا تكفي
واذا كان رئيس الغرفة التجارية بجدة صالح علي التركي يحذر من اساليب النصب والاحتيال التي يبتدعها الافارقة بزعم انهم قياديون سابقون في بلادهم واطيح بهم في انقلاب او ما شابه ذلك، فانه يعتقد ان النصب التجاري ظاهرة تؤرق رجل الاعمال السعودي، خاصة في ظل تطور وسائل التقنية والاتصال.
وقال الثقافة الاقتصادية الضعيفة ساهمت في انسياق البعض وراء الوعود (المعسولة) رغبة في تحقيق الكسب السريع دون وعي للمخاطر الاقتصادية والاجتماعية والامنية التي تترتب على السلوك الفردي.
واضاف انه مع تطور العصر فان حسن النية لا يكفي، وغير مقبول الجهل بالقانون.. حتى لا يجد المواطن نفسه ضحية لعملية غسل اموال او تجارة مخدرات، وعلى الرغم من اهمية تعاميم وزارتي الداخلية والتجارة ومجلس الغرف التجارية الصناعية الا انها لا تكفي لتوضيح المخاطر الامنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية المترتبة على عمليات النصب والاحتيال.. فالمطلوب تفعيل العمل التوعوي حتى لا يكون هناك تسليم بالثقة المطلقة بل التفكير في المخاطر المختلفة.
تدابير وقائية
وتعتقد د. ليلة حسنين اخصائية علم الاجتماع الجنائي ان المجتمع يشهد حاليا ما يوصف بجريمة السلب بالرضا وهي سقوط الشخص الضعيف فاقد الادراك والوعي مما يحفز الجاني على الاستمرار في رسم جريمته.
وقالت ان هذه الظاهرة تعد منحنى خطر يتضرر منه النسيج الاجتماعي، وتقع المسؤولية على الفرد والمجتمع الذي يجب ان يحاربها.
واضافت ان اسلوب المجني عليه يدفع الجاني للاستمرار في جرائمه، ومن المفترض الا تجد الاتصالات الخارجية آذانا صاغية، الا ان الواجب على المجتمع اتخاذ تدابير وقائية لرفع معدل الوعي سواء اجتماعيا او دينيا أو عقليا لمنع حدوث هذه الجرائم.