الحج ركن من أركان الإسلام، وشعيرة من الشعائر العظام، تهفو إليه الأفئدة وتحنو إليه القلوب، وتتوق في أشهره النفوس إلى زيارة تلك البقاع الطاهرة؛ تحقيقا لقول الله ــ عز وجل: (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا)، وقوله ــ سبحانه: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم).
يتدافع الحجاج كل عام، يحدوهم الشوق إلى تلك البقاع الطاهرة، وكلهم أمل في أن يرجعوا من ذنوبهم كاليوم الذي خرجوا فيه من بطون أمهاتهم؛ «فالحج يهدم ما كان قبله» كما في صحيح مسلم، و«من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه» كما في صحيح البخاري، و«الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب» كما في سنن الترمذي والنسائي وابن ماجة.
ومن لم يوفق للحج ولم يستطع السير إليه، فإنه يودع الحجيج ويتابع مناسكهم ولسان حاله:
يا حافظ يا حفيظ احفظهم في حلهم وترحالهم.
ومن أجمع خصال البر التي يحتاج إليها الحاج ما وصى به النبي ــ صلى الله عليه و سلم ــ أبا جري جابر بن سليم الهجيمي، حيث قال: «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تعطي صلة الحبل، ولو أن تعطي شسع النعل، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذيهم، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض، وإن سبك رجل بشيء يعلمه فيك وأنت تعلم فيه نحوه فلا تسبه فيكون أجره لك ووزره عليه، وما سر أذنك أن تسمعه فاعمل به، وما ساء أذنك أن تسمعه فاجتنبه». (أخرجه الحاكم).
وفي رواية «وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه ولا تسبن أحدا»، قال: فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا بعيرا و لا شاة. وفي الحديث قصة وهي مروية عند أحمد، وأبي داود، والنسائي، والطبراني، وابن حبان، والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم وصححه الألباني.
قال أهل العلم: (الحج المبرور) هو الذي لا يخالطه شيء من المأثم؛ وقيل: (المبرور) المقبول. قالوا: ومن علامات قبول الحج، أن يرجع العبد خيرا مما كان، ولا يعاود المعاصي. فعلى هذا يكون (المبرور) من البر، والبر اسم جامع لكل خير. ويجوز أن يكون (المبرور) بمعنى الصادق الخالص لله تعالى.
ونختم بما روي عن عمر ــ رضي الله عنه ــ أنه نظر إلى ركب عائدين من الحج، فقال: لو يعلم الركب ما ينقلبون به من الفضل بعد المغفرة لاتكلوا، ولكن ليستأنفوا العمل. وهذا يدل على أنه يجب على الحاج ألا يركن إلى عمله، وما وفقه الله إليه من الطاعات والقربات في حجه، بل عليه أن يستمر ويواظب على فعل الطاعات والقربات، إلى أن يلقى الله سبحانه، قال تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) (الحجر:99).
يتدافع الحجاج كل عام، يحدوهم الشوق إلى تلك البقاع الطاهرة، وكلهم أمل في أن يرجعوا من ذنوبهم كاليوم الذي خرجوا فيه من بطون أمهاتهم؛ «فالحج يهدم ما كان قبله» كما في صحيح مسلم، و«من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه» كما في صحيح البخاري، و«الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب» كما في سنن الترمذي والنسائي وابن ماجة.
ومن لم يوفق للحج ولم يستطع السير إليه، فإنه يودع الحجيج ويتابع مناسكهم ولسان حاله:
يا حافظ يا حفيظ احفظهم في حلهم وترحالهم.
ومن أجمع خصال البر التي يحتاج إليها الحاج ما وصى به النبي ــ صلى الله عليه و سلم ــ أبا جري جابر بن سليم الهجيمي، حيث قال: «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تعطي صلة الحبل، ولو أن تعطي شسع النعل، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذيهم، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض، وإن سبك رجل بشيء يعلمه فيك وأنت تعلم فيه نحوه فلا تسبه فيكون أجره لك ووزره عليه، وما سر أذنك أن تسمعه فاعمل به، وما ساء أذنك أن تسمعه فاجتنبه». (أخرجه الحاكم).
وفي رواية «وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه ولا تسبن أحدا»، قال: فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا بعيرا و لا شاة. وفي الحديث قصة وهي مروية عند أحمد، وأبي داود، والنسائي، والطبراني، وابن حبان، والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم وصححه الألباني.
قال أهل العلم: (الحج المبرور) هو الذي لا يخالطه شيء من المأثم؛ وقيل: (المبرور) المقبول. قالوا: ومن علامات قبول الحج، أن يرجع العبد خيرا مما كان، ولا يعاود المعاصي. فعلى هذا يكون (المبرور) من البر، والبر اسم جامع لكل خير. ويجوز أن يكون (المبرور) بمعنى الصادق الخالص لله تعالى.
ونختم بما روي عن عمر ــ رضي الله عنه ــ أنه نظر إلى ركب عائدين من الحج، فقال: لو يعلم الركب ما ينقلبون به من الفضل بعد المغفرة لاتكلوا، ولكن ليستأنفوا العمل. وهذا يدل على أنه يجب على الحاج ألا يركن إلى عمله، وما وفقه الله إليه من الطاعات والقربات في حجه، بل عليه أن يستمر ويواظب على فعل الطاعات والقربات، إلى أن يلقى الله سبحانه، قال تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) (الحجر:99).