-A +A
صالح إبراهيم الطريقي
ثمة دراسات وإن صدرت من جهة أكاديمية «مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني»، إلا أنه لا يمكن الاتكاء عليها. فهي وإلى حد كبير لا تقيس ما يراد قياسه، أو هي سهلة الهدم لوجود عوار كبير فيها.
قبل فترة كشف عن دراسة أجراها «مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني» استطلاعية اجتماعية، خلصت إلى تأثير العمالة المنزلية في تربية الأطفال في الأسرة السعودية، وأكدت أن هذا الأمر يعطي مؤشرات خطيرة في تأثير العمالة على النشء، وتأثير تلك العمالة في عادات وسلوكيات المجتمع في المستقبل.
وأن 76 في المئة ممن شارك في الاستطلاع الذي أجرته «وحدة استطلاعات الرأي العام في المركز» من أغلب مناطق المملكة، أكدوا ما ذهبت إليه الدراسة، وأن العمالة المنزلية في المجتمع السعودي لها ذاك التأثير على تربية الأطفال.
الحق يقال : لست أدري كيف وصلت الدراسة إلى أن العمالة تؤثر في تربية النشء؟
فالمنطق ــ أعني منطقي ــ يقول : ليحدث هذا، لابد أن تكن احتراما وتوقر هذا الشخص «العمالة»، ثم ومن خلال احترامك له ستقلده وتحاكيه لتشابهه.
والمتعارف عليه في كل المجتمعات أن «العمالة المنزلية» جاءت لتنفذ رغبات وأوامر الأب والأم، ولتقوم «بالغسيل والطبخ والتنظيف وترتيب المنزل وأسرة الجميع»، وإن كان هناك تأثير، فهو أن الأطفال أو النشء سيحاكون «الأب والأم» وليس «العمالة المنزلية»، وسيحاولون لعب دورهما وليس دور من ينفذ الأوامر، أضف إلى ذلك لا يمكن لنا مطالبة «العمالة المنزلية» بأن تلعب دورا في التربية، لأن هذه العمالة لو كانت تحمل شهادات عليا أو تربوية، بالتأكيد لن تعمل في هذا المجال.
المضحك في هذه الدراسة الاستطلاعية الهاتفية أنها خلصت أيضا إلى أن غالبية الأسر المشاركة أكدوا أن رواتب «العمالة المنزلية» تسلم دون تأخير، وهذا السؤال يفرض عليك أن تشرك العمالة في استطلاعك، لتقدم للدراسة مصداقية، أو تذهب ميدانيا لترى تواقيع «العمالة» على مسيرات أو الدفاتر التي يوقعونها.
خلاصة القول: إن الدراسات مهمة لأي مجتمع شريطة أن تكون دقيقة وموضوعية، وتقيس ما تريد أن تقيسه، لتحدد لنا أين الخلل في التربية، إلا إن كان يراد من هذه الدراسة أن يخلص قراؤها إلى القول : «الله يكفينا شر العمالة المنزلية».

S_alturigee@yahoo.com




للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة