نجاح موسم الحج له مذاق خاص على كل المستويات والجهات المشاركة، فما بالنا بالتفوق الذي تحقق ولله الحمد لهذا الموسم، وفي كل الأحوال اعتاد المسؤولون على دراسة فورية للنتائج ورصد الإيجابيات لتعظيمها، والسلبيات لتلافيها، وهذا هو سر رصيد الخبرات الفريدة للمملكة في إدارة حشود الحج، فالتخطيط مهم وأساس، لكن التجربة هي الدرس العملي في الحياة عامة، فلا نجاحات ولا دروس مجانية، والأهم الاستفادة منها لبناء درجات سلم الصعود إلى الأفضل.
السلبيات تحدث عادة لأسباب مختلفة، لكن (أم المشاكل) هي عدم احترام البعض لأنظمة وتعليمات الحج وغيرها، وكأنها داء لا بد من التعايش معه حتى في الحياة اليومية للمجتمع. فضبط تلك الأعداد الهائلة ممن حاولوا التسلل ودخول مكة المكرمة دون تصريح، وكذا الحملات الوهمية، ندرك أننا أمام حالة مزمنة تعكس ــ في نفس الوقت ــ الجهل أو التجاهل للقاعدة الشرعية للحج (لمن استطاع إليه سبيلا)، أليس للصلاة والصيام رخص شرعية منظمة، فلماذا التجاوز في شروط الحج وتنظيمه؟!، أليس في هذا غش وتحايل على ما حدده الشرع الحنيف. نقطة أخرى هي (لا ضرر ولا ضرار)، والعبادة لا تكون على حساب الآخرين، خصوصا إذا كانت زيادة الأعداد والافتراش وما يعرف بــ(الحجاج الفرادى) كلها عوامل تستنزف الجهد وتعرقل الخطط وتسبب أخطارا، في الوقت الذي لا تترك فيه الدولة سلامة الحجاج وراحتهم للمصادفة أو الاحتمالات، ولا تجعلها مسؤولية كل حاج وترفع يدها، وإنما تأخذ بأسباب الراحة والسلامة والطمأنينة للجميع تنظيميا وخدميا، وتوفر من أجلها أقصى الإمكانات بشريا وماديا. هنا يمكن رصد أهم الإضاءات في موسم حج هذا العام، وأهمها دقة وتكامل الخطط وجدية تنفيذها على ضوء المشاريع الحالية والأخرى التي يتم دراستها واعتمادها والتحضير لها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ــ كذلك الحزم الصارم في تنفيذ الخطط، خصوصا التنظيم ومعاقبة المخالفين وحملات الحج الوهمية. فتنظيم حجاج الداخل أتاح مناخا أفضل لحجاج الخارج الذين أتوا من فج عميق وتحملوا النفقات والمشاق لأداء الفريضة، وهذا يدعو إلى ترسيخ روح الإيثار من الداخل ــ مواطنين ومقيمين. أخيرا، نحيي الجهود الفائقة للجنة الحج المركزية، وعلى رأسها سمو الأمير خالد الفيصل أمير المنطقة، وسعيه الدؤوب ورؤيته لمزيد من الارتقاء بخطط الحج، وكذا التقدير للشفافية التي صاحبت الأداء، وهذا مؤشر لملامح نجاحات مستقبلية أعلى ــ بإذن الله.
السلبيات تحدث عادة لأسباب مختلفة، لكن (أم المشاكل) هي عدم احترام البعض لأنظمة وتعليمات الحج وغيرها، وكأنها داء لا بد من التعايش معه حتى في الحياة اليومية للمجتمع. فضبط تلك الأعداد الهائلة ممن حاولوا التسلل ودخول مكة المكرمة دون تصريح، وكذا الحملات الوهمية، ندرك أننا أمام حالة مزمنة تعكس ــ في نفس الوقت ــ الجهل أو التجاهل للقاعدة الشرعية للحج (لمن استطاع إليه سبيلا)، أليس للصلاة والصيام رخص شرعية منظمة، فلماذا التجاوز في شروط الحج وتنظيمه؟!، أليس في هذا غش وتحايل على ما حدده الشرع الحنيف. نقطة أخرى هي (لا ضرر ولا ضرار)، والعبادة لا تكون على حساب الآخرين، خصوصا إذا كانت زيادة الأعداد والافتراش وما يعرف بــ(الحجاج الفرادى) كلها عوامل تستنزف الجهد وتعرقل الخطط وتسبب أخطارا، في الوقت الذي لا تترك فيه الدولة سلامة الحجاج وراحتهم للمصادفة أو الاحتمالات، ولا تجعلها مسؤولية كل حاج وترفع يدها، وإنما تأخذ بأسباب الراحة والسلامة والطمأنينة للجميع تنظيميا وخدميا، وتوفر من أجلها أقصى الإمكانات بشريا وماديا. هنا يمكن رصد أهم الإضاءات في موسم حج هذا العام، وأهمها دقة وتكامل الخطط وجدية تنفيذها على ضوء المشاريع الحالية والأخرى التي يتم دراستها واعتمادها والتحضير لها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ــ كذلك الحزم الصارم في تنفيذ الخطط، خصوصا التنظيم ومعاقبة المخالفين وحملات الحج الوهمية. فتنظيم حجاج الداخل أتاح مناخا أفضل لحجاج الخارج الذين أتوا من فج عميق وتحملوا النفقات والمشاق لأداء الفريضة، وهذا يدعو إلى ترسيخ روح الإيثار من الداخل ــ مواطنين ومقيمين. أخيرا، نحيي الجهود الفائقة للجنة الحج المركزية، وعلى رأسها سمو الأمير خالد الفيصل أمير المنطقة، وسعيه الدؤوب ورؤيته لمزيد من الارتقاء بخطط الحج، وكذا التقدير للشفافية التي صاحبت الأداء، وهذا مؤشر لملامح نجاحات مستقبلية أعلى ــ بإذن الله.