-A +A
ناصر مهنا اليحيوي
ذكر لي أحد الأصدقاء الذين أثق فيهم (وهو انتقادي من الدرجة الأولى ولا يرى إلا السلبيات) والذي حج عدة مرات على مدار ثلاثين عاماً ذكر أنه لم ير حجاً نموذجياً في حياته كما رأه هذا العام وذكر أن التنظيم كان واضحاً في كل شيء..
ونحن نقول إن الفضل بعد توفيق الله عز وجل يعود للجدية في تطبيق القوانين واللوائح والتعليمات وكذلك الاستفادة من أخطاء الماضي ومحاسبة المقصرين.. والاستعداد المبكر وفق خطط علمية معدة سلفا ...

ومن المعروف أن القانون لا يُطبق إلا بتنفيذ العقوبات في حق كل من يخالفه.. ولأن الناس عرفت أن هناك جدية في تطبيقه فقد امتثلت للتوجيهات الخاصة بأن (الحج الصحيح يبدأ بالتصريح) وقد يقول قائل إن شروط الحصول على التصريح تعجيزية لدى بعض الأسر التي لا تملك الإمكانيات المادية للحصول عليه خاصة إذا كان عدد أفرادها كبيراً ونحن نقول إن الله اشترط الحج بالاستطاعة حيث قال تعالى (حج البيت من استطاع إليه سبيلا) ...
إما أن تحج وتؤذي عباد الله بالافتراش في الطرقات وتلويثها ومضايقة الحجاج والسيارات في مشهد غير حضاري على الإطلاق وفوضوي لا يعكس جمال الإسلام وروعته والأهداف السامية للحج فإن هذا يجب أن يكون مرفوضاً ويجب أن تتخذ حياله أشد الإجراءات...
ولقد أسعدنا خبر الكشف عن عدد من الإخوة المقيمين الذين لم يلتزموا بالتعليمات وأن هنالك نية في تطبيق عقوبة الترحيل تجاههم.. ومنعهم من دخول المملكة نتيجة عدم التزامهم بالتعليمات.. ونحن نؤيد مثل هذه القرارات ونشد على يدي المسؤولين فمن لا يحترم أنظمتنا وتعليماتنا فيجب ألا يكون له مكان بيننا..
أما السلبية الوحيدة التي لوحظت في حج هذا العام ورواها لي مطوفان يشرفان على أعمال الحج فهي (مستوى النظافة)، حيث كانت أكوام النفايات تملأ الشوارع والمخيمات التي فيها (الضواغط) وأن الروائح الناتجة عنها تزكم الأنوف.. وهذا ما تعودنا عليه (تقريبا) في حج كل عام، ولا ندري متى يصلح حالها كباقي المرافق والخدمات الأُخرى التي استفادت من أخطائها وحسنت أدائها وتضافرت جهودها حتى تحقق جزء كبير مما نحلم به من حج نموذجي.. (ماعدا).. النظافة بوركت الجهود وإلى المزيد من الإبداع والتألق.