عن أبي موسى الأشعري ــ رضي الله عنه ــ قال: قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم: «مثل الجليس الصالح والسوء: كحامل المسك، ونافخ الكير. فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة. ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة» متفق عليه.
جليسك الصالح هو الذي: يأمرك بالخير، وينهاك عن الشر، ويسمعك العلم النافع، والقول الصادق، والحكمة البالغة، ويبصرك آلاء الله، ويعرفك بعيوب نفسك، ويشغلك عما لا يعنيك، ففي هذا الحديث المعاني الكثيرة والكبيرة والعميقة في أصول التربية السليمة التي يوجهنا بها المصطفى ــ عليه أفضل الصلاة والسلام.
وهو ليس مشروطا على أعمار محددة ــ كما يعتقد الكثير منا. إنها من سن البلوغ وما فوق، بل هي تبدأ من مراحل الطفولة.
فمن هو الجليس؟
هو الصاحب الذي نتلقى منه الخير والشر والأفعال التي تلازمنا شئنا أم أبينا ما لم تتداركنا رحمة الله وبها نكون على النهج المحمدي السليم، أو عكس ذلك ــ لا قدر الله.
ومن هو هذا الصاحب؟ هو الذي يصحب أفكارك وسلوكك ومعتقداتك بما يزرعه في النفس على المدى الطويل،
وأخطر هذه الصحبة باتت في عصرنا هذا هو التلفاز وما تبثه القنوات الفضائية. فقد ثبت في دراسة علمية أن الطفل يتعلم من الجلوس أمام التلفاز ما يعادل 60% من تعليمه الاجتماعي بكل أنواعه، والمدرسي 40% فقط، وهذا في حالة المتابعة الأسرية، فما بالنا فيمن ليس لديهم متابع.
أحبابي، إن جلوس الطفل والذي لم يتجاوز 3 سنوات في صحبة التلفاز ساعة واحدة يوميا بلا رقيب فكري كفيل بأن تلاحظ تغيرا سلوكيا خلال أسبوع واحد فقط. بمعنى إن تركناه أمام أفلام العنف والأكشن لوجدناه بدأ يميل إلى العنف وبدأ يطبق ذلك مع من حوله، وإن تركناه أمام عالم الحيوان لوجدنا تعلقه بالحيوانات وألعابها وإصراره على زيارة مواقعها فعليا كي يوثق ما شاهده حسيا، وإن تركناه أمام أفلام الخيال وهو أخطرها، حيث لن يجدها في الواقع الحسي، ما يجعله يعيش في حالة من الاضطراب النفسي، والذي قد يكبر معه ما لم يجد الرعاية المناسبة في الوقت المناسب.. وقس على ذلك ما شئت، حيث إن هذا السن يعرف بسن التلقي للاوعي (العقل الباطن)، ومنها ينطلق التركيب الفكري والنفسي والسلوكي لهذا النشء، والذي هو أساس لبنة هذا المجتمع. والجليس السوء لا يخلو عن أحد أمرين ــ كما جاء بيانه في الحديث ــ إما: أن يحرق ثياب دينك، وإما أن ينشر صيتك بالسوء والقبح؛ كما في حديث أبي هريرة ــ رضي الله تعالى عنه ــ قوله ــ صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله)، وأيا كان هذا الخليل، فهو لن يفرق بين كبير وصغير إلا من تداركته رحمة الله.
أسأل الله أن يصرف عنا وعن أبنائنا أصحاب السوء وأخلاق السوء وقنوات السوء وشر كل ذي شر ما ظهر منها وما بطن.
اللهم آمين.
جليسك الصالح هو الذي: يأمرك بالخير، وينهاك عن الشر، ويسمعك العلم النافع، والقول الصادق، والحكمة البالغة، ويبصرك آلاء الله، ويعرفك بعيوب نفسك، ويشغلك عما لا يعنيك، ففي هذا الحديث المعاني الكثيرة والكبيرة والعميقة في أصول التربية السليمة التي يوجهنا بها المصطفى ــ عليه أفضل الصلاة والسلام.
وهو ليس مشروطا على أعمار محددة ــ كما يعتقد الكثير منا. إنها من سن البلوغ وما فوق، بل هي تبدأ من مراحل الطفولة.
فمن هو الجليس؟
هو الصاحب الذي نتلقى منه الخير والشر والأفعال التي تلازمنا شئنا أم أبينا ما لم تتداركنا رحمة الله وبها نكون على النهج المحمدي السليم، أو عكس ذلك ــ لا قدر الله.
ومن هو هذا الصاحب؟ هو الذي يصحب أفكارك وسلوكك ومعتقداتك بما يزرعه في النفس على المدى الطويل،
وأخطر هذه الصحبة باتت في عصرنا هذا هو التلفاز وما تبثه القنوات الفضائية. فقد ثبت في دراسة علمية أن الطفل يتعلم من الجلوس أمام التلفاز ما يعادل 60% من تعليمه الاجتماعي بكل أنواعه، والمدرسي 40% فقط، وهذا في حالة المتابعة الأسرية، فما بالنا فيمن ليس لديهم متابع.
أحبابي، إن جلوس الطفل والذي لم يتجاوز 3 سنوات في صحبة التلفاز ساعة واحدة يوميا بلا رقيب فكري كفيل بأن تلاحظ تغيرا سلوكيا خلال أسبوع واحد فقط. بمعنى إن تركناه أمام أفلام العنف والأكشن لوجدناه بدأ يميل إلى العنف وبدأ يطبق ذلك مع من حوله، وإن تركناه أمام عالم الحيوان لوجدنا تعلقه بالحيوانات وألعابها وإصراره على زيارة مواقعها فعليا كي يوثق ما شاهده حسيا، وإن تركناه أمام أفلام الخيال وهو أخطرها، حيث لن يجدها في الواقع الحسي، ما يجعله يعيش في حالة من الاضطراب النفسي، والذي قد يكبر معه ما لم يجد الرعاية المناسبة في الوقت المناسب.. وقس على ذلك ما شئت، حيث إن هذا السن يعرف بسن التلقي للاوعي (العقل الباطن)، ومنها ينطلق التركيب الفكري والنفسي والسلوكي لهذا النشء، والذي هو أساس لبنة هذا المجتمع. والجليس السوء لا يخلو عن أحد أمرين ــ كما جاء بيانه في الحديث ــ إما: أن يحرق ثياب دينك، وإما أن ينشر صيتك بالسوء والقبح؛ كما في حديث أبي هريرة ــ رضي الله تعالى عنه ــ قوله ــ صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله)، وأيا كان هذا الخليل، فهو لن يفرق بين كبير وصغير إلا من تداركته رحمة الله.
أسأل الله أن يصرف عنا وعن أبنائنا أصحاب السوء وأخلاق السوء وقنوات السوء وشر كل ذي شر ما ظهر منها وما بطن.
اللهم آمين.