قد تتعجبون إذا علمتم أن فقط عشرين بالمائة من الأدوية التي تستخدم في الأطفال تم اختبارها سريريا فيهم، ويوجد معلومات كافية عنها من ناحية الحركة الدوائية في الجسم وامتصاص الدواء واستقلابه والمفعول الدوائي والأعراض الجانبية، لأن الأطفال عادة لا يخضعون للاختبارات التجريبية للأدوية الجديدة لاعتبارات أخلاقية وتسويقية، حتى صدرت مؤخرا قوانين أمريكية تجبر شركات الأدوية على عمل هذه الاختبارات في هذه الشريحة العمرية المهمة، لاسيما أن هناك عشرات الأدوية الجديدة التي تدخل الأسواق العالمية بدون معلومات كافية عن الفاعلية والسلامة الدوائية خاصة في الأطفال.
حديثو الولادة والأطفال الخدج والرضع هم أكثر الفئات العمرية تأثرا بالأعراض الجانبية للأدوية والمشكلات المتعلقة بإعطاء الدواء لأسباب كثيرة ومنها عدم اكتمال الأعضاء الحيوية فيهم والتي هي مصانع وفلاتر حيوية للدواء مثل الكبد والكليتين والمعدة والقلب والرئتين وأيضا بسبب اختلاف مكونات الجسم من الماء والدهون عن الكبار، فبالتالي أي زيادة في جرعة الدواء أو إعطاء دواء غير صحيح قد يحمل خطورة بالغة، ولا أدل من ذلك إلا (مأساة الثلادوميد) في ستينيات القرن الماضي، وهو دواء كان يعتقد أنه آمن جدا لاستخدامه للسيدات الحوامل للتقليل من الغثيان المصاحب للحمل، ونتائج إعطائه كانت كارثية على الأجنة والمواليد، حيث ولد عشرات الآلاف من الأطفال في أوروبا وفي مواقع أخرى من العالم بدون أطراف تماما كاليدين والرجلين أو بأطراف قصيرة، وبعدها تنبه العالم لهذه المصيبة الكبرى وظهر علم دوائي جديد يختص بالتنبه للمخاطر الدوائية وسمي «التيقظ الدوائي».
الأطفال المنومون في المستشفيات أو حتى الأطفال الذين يتعاطون الأدوية في البيوت في خطر محدق آخر بسبب الأخطاء الدوائية، كيف لا وقد ذكرت أنه لسبب عدم توفر أشكال صيدلانية ومركبات دوائية مخصصة للأطفال يلجأ الأطباء إلى حساب جرعة الطفل بناء على وزنه واستنباطها من جرعة البالغ والمستحضر الصيدلاني الذي يستخدم في الكبار، وهذا يحمل خطورة للأسباب الحيوية التي ذكرتها آنفا، كما يحدث ارتباك في حساب الجرعة للأدوية التي تستخدم للأطفال عن طريق الفم عند وجود تراكيز مختلفة لدواء معين، وأخطاء خطيرة أخرى في حساب جرعات المحاليل الوريدية والأدوية التي تستلزم التحويل من قياس إلى آخر، أو عند إعطائها أيضا.
يجب بالتالي أن يعزز مفهوم السلامة الدوائية بشكل عام وخاصة في الأطفال، وأن يتم تكثيف المحاضرات وورش العمل للأطقم الطبية والصيدلانية والتمريضية في هذا المجال الحيوي والهام للحد من الأخطاء الدوائية، وأن يقوم بها صيادلة مؤهلون وهم كثر ولله الحمد، حيث تشرف عليهم إدارة متميزة للرعاية الصيدلية بوزارة الصحة.
وكنت قد قمت في الأسبوع المنصرم بتقديم محاضرة في دبي الجميلة في مستشفى البراحة عن الأخطاء والأعراض الجانبية للأدوية، وذلك في مؤتمر السلامة الدوائية بناء على دعوة كريمة من وزارة الصحة الإماراتية وبرعاية معالي وزير الصحة الإماراتي لمنسوبي الوزارة من أطباء وصيادلة وممرضين، وبهذه المناسبة أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لوزارة الصحة الإماراتية ولمنسوبيها لما لقيته من حفاوة وتكريم، وهي ليست غريبة على الشعب الإماراتي الأبي والحكومة الكريمة.
tobagi@hotmail.com
حديثو الولادة والأطفال الخدج والرضع هم أكثر الفئات العمرية تأثرا بالأعراض الجانبية للأدوية والمشكلات المتعلقة بإعطاء الدواء لأسباب كثيرة ومنها عدم اكتمال الأعضاء الحيوية فيهم والتي هي مصانع وفلاتر حيوية للدواء مثل الكبد والكليتين والمعدة والقلب والرئتين وأيضا بسبب اختلاف مكونات الجسم من الماء والدهون عن الكبار، فبالتالي أي زيادة في جرعة الدواء أو إعطاء دواء غير صحيح قد يحمل خطورة بالغة، ولا أدل من ذلك إلا (مأساة الثلادوميد) في ستينيات القرن الماضي، وهو دواء كان يعتقد أنه آمن جدا لاستخدامه للسيدات الحوامل للتقليل من الغثيان المصاحب للحمل، ونتائج إعطائه كانت كارثية على الأجنة والمواليد، حيث ولد عشرات الآلاف من الأطفال في أوروبا وفي مواقع أخرى من العالم بدون أطراف تماما كاليدين والرجلين أو بأطراف قصيرة، وبعدها تنبه العالم لهذه المصيبة الكبرى وظهر علم دوائي جديد يختص بالتنبه للمخاطر الدوائية وسمي «التيقظ الدوائي».
الأطفال المنومون في المستشفيات أو حتى الأطفال الذين يتعاطون الأدوية في البيوت في خطر محدق آخر بسبب الأخطاء الدوائية، كيف لا وقد ذكرت أنه لسبب عدم توفر أشكال صيدلانية ومركبات دوائية مخصصة للأطفال يلجأ الأطباء إلى حساب جرعة الطفل بناء على وزنه واستنباطها من جرعة البالغ والمستحضر الصيدلاني الذي يستخدم في الكبار، وهذا يحمل خطورة للأسباب الحيوية التي ذكرتها آنفا، كما يحدث ارتباك في حساب الجرعة للأدوية التي تستخدم للأطفال عن طريق الفم عند وجود تراكيز مختلفة لدواء معين، وأخطاء خطيرة أخرى في حساب جرعات المحاليل الوريدية والأدوية التي تستلزم التحويل من قياس إلى آخر، أو عند إعطائها أيضا.
يجب بالتالي أن يعزز مفهوم السلامة الدوائية بشكل عام وخاصة في الأطفال، وأن يتم تكثيف المحاضرات وورش العمل للأطقم الطبية والصيدلانية والتمريضية في هذا المجال الحيوي والهام للحد من الأخطاء الدوائية، وأن يقوم بها صيادلة مؤهلون وهم كثر ولله الحمد، حيث تشرف عليهم إدارة متميزة للرعاية الصيدلية بوزارة الصحة.
وكنت قد قمت في الأسبوع المنصرم بتقديم محاضرة في دبي الجميلة في مستشفى البراحة عن الأخطاء والأعراض الجانبية للأدوية، وذلك في مؤتمر السلامة الدوائية بناء على دعوة كريمة من وزارة الصحة الإماراتية وبرعاية معالي وزير الصحة الإماراتي لمنسوبي الوزارة من أطباء وصيادلة وممرضين، وبهذه المناسبة أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لوزارة الصحة الإماراتية ولمنسوبيها لما لقيته من حفاوة وتكريم، وهي ليست غريبة على الشعب الإماراتي الأبي والحكومة الكريمة.
tobagi@hotmail.com