-A +A
خالد البلاهدي (الدمام)
ترفض المجتمعات في المملكة ممارسات التحرش رفضا قاطعا، وتعتبرها وجها للانحلال الخلقي لدى من يتصدى لممارسة هذا النوع من السلوك المشين. وفي الوقت الذي أعلنت فيه الجهات الأمنية في المنطقة الشرقية مؤخرا القبض على سبعة شبان ممن تورطوا في قضية تحرش ضد عدد من الفتيات في مجمع الظهران وتناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، جاء توجيه صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز قوياً لكل ما تهمه مصلحة المواطنين وأمنهم واستقرارهم.

وبناء على مشهد الفيديو الذي تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما نشر من خلال وسائل الإعلام المتعددة لتصرفات غير لائقة بدرت من قبل مجموعة من الشبان تجاه عدد من الفتيات بأحد المجمعات التجارية بالمنطقة الشرقية، حيث صدر توجيه سموه في حينه بتشكيل فريق عمل تحت إشراف مدير شرطة المنطقة الشرقية للتعامل مع الواقعه وسرعة الرفع بالنتائج لسموه.
وفيما عكف فريق العمل بشرطة المنطقة الشرقية خلال الفترة الماضية لتحليل مقطع الفيديو المتداول من خلال الأجهزة المختصة وجمع التحريات والمعلومات اللازمة عن الواقعة، ورصد العناصر الأساسية المشاركة في ذلك المشهد المخل بالآداب العامة، والإطاحة بسبعة شبان متورطين في القضية، يؤكد الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي في حديثه لـ «عكاظ» بأن مثل هذه التصرفات غير اللائقة لا يمكن التغاضي عنها، وسيتم التعامل معها بحزم، كما تدعو شرطة المنطقة الشباب والفتيات بالالتزام بالآداب العامة واحترام تعاليم ديننا الحنيف وتقاليد هذه البلاد الطاهرة.
وأكدت الإعلامية والمتخصصة في علم الاجتماع عفاف المحيسن بأن قضية التحرش ليست بظاهرة كبيرة في وطننا، ولكن بعض الشباب بدأوا بالتساهل فيها، ويعود ذلك لجملة من الأسباب، بعضها ظاهر وبعضها خفي، موضحة أن من الأسباب الظاهرة الاندفاع نحو تقليد المشاهد الأجنبية التي تبث عبر الفضائيات والإنترنت، ما يثير لدى المراهق الفضول لخوض التجربة، ومتابعة الأصدقاء وانجرافهم وراء ما يحاك من كلام كمجال للتفاخر بالفوز بغنيمة ما من وجهة نظرهم.
وأشارت إلى الأسباب الخفية، والتي تكمن في ضعف الوازع الديني وتنمية الضمير الذي يحاسب الإنسان، والفراغ الذي ينخر في فكر الشباب لدافع قوي وقاتل للتوجهات غير المرغوبة، وغياب المفاهيم الصحيحة للحياة في الأمور المتعلقة بالثقافة، وجعلها من باب العيب يجعل الشاب ينطوي على نفسه ويحكر تفكيره فيما هو عيبا.
وعن تفعيل الرقابة الذاتيه قالت المحيسن «من الصعب تنمية الرقابة الذاتية في مرحلة الشباب، وإنما لا بد من غرسها منذ الصغر، إذا لا بد لنا من تنمية الرقابة لدى الشباب بغرس القيم عبر إشراكهم في الأندية التي تجعل من تفكيرهم تفكيرا موجها لهدف سام، كما يمكن إعطاؤه مسؤوليات وجعله في مكان تحمل المسؤولية والقيادة التي ترتقي بذاته وفكره وتشعره بقيمته في المجتمع، كما أنه بحاجة للاطلاع على المشاكل المعاصرة وما حل بها من عقاب حتى تكون له بمثابة تجربه يتفهم من خلالها نتيجة من يتوجه لأي من أسباب للتحرش»، مؤكدة على دور الأم في التقرب من الشاب، بحيث تكون له صديقة، وتتفهم احتياجاته حتى تتمكن قدر الإمكان من التعرف على توجهاته، بالتركيز على سلوكياته وأحاديثه، وكل ما يجول بخاطره قدر المستطاع.