-A +A
سالم الأحمدي
الأهلي والشعر توأم سيامي يصعب فصلهما مهما تعاقب الليل والنهار، فلايكاد يذكر الأهلي إلا ويذكر الشعر، ولايكاد يذكر الشعر إلا ويذكر الأهلي، فغالبية الشعراء لدينا أعلنوا عن عشقهم وولعهم وهيامهم بالأهلي، ومن لم يعلن منهم عن عشقه للون الحياة كشفت لنا إيحاءاته وإيماءاته عشقه الكبير لهذا الكيان، ويأتي على رأس أولئك الشعراء الذين هاموا بالأهلي شاعر الحرمان الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله باني أمجاد الأهلي ورمزه الكبير، كيف لا وهو من قال ذات يوم «جدة أهلي وبحر» وهو من صاغ كلمات قصيدة «ثورة الشك» الشهيرة والتي جاء في مطلعها «أكاد أشك في نفسي لأني.. أكاد أشك فيك وأنت مني» وكأني بشاعر الحرمان عندما صاغ كلمات هذه القصيدة الرائعة كان في حالة شعورية منقسمة، ما بين رفضه الشك في محبوبته، وما بين ما سيكون عليه حال الكيان الذي رعاه ودعمه وجعله في حقبته الزمنية سيد المشهد دون منازع، فما يدور في الأهلي حاليا من «ثورة شك» في كل ما هو أخضر أمر بحاجة إلى وقفة جادة من قبل جميع الأهلاويين، فمن غير المنطقي أن يأتي شخص من آخر الطابور ويهاجم أعضاء الشرف ويقلل من دعمهم ووقفتهم إلى جانب الكيان، ومن ثم يطالبهم ذات الشخص بدعم الكيان والوقوف إلى جواره، ومن غير المنطقي أن يُقذف إعلاميو الأهلي بأبشع عبارات التشكيك في ذممهم، وفي أول حالة سجال مع أي معسكر آخر، يأتي ذات الشخص ويطالبهم بالذود عن حياض الأهلي والاستماتة في الدفاع عنه، ومن غير المنطقي أن تتزايد حالات التشكيك في ولاء وانتماء اللاعبين للكيان، وعند اقتراب فترة تجديد عقودهم، يطالبهم البعض بالتجديد دون النظر في قيمة العقد تحت بند «أنت ولد النادي»، ومن غير المنطقي أن يخرج علينا من يشكك في جماهير الأهلي ومدى تأثيرها في مسيرة الفريق، ومن ثم يأتي من يطالبهم بدعم ومؤازرة الفريق مهما كانت الظروف، الأهلي يا عشاقه بحاجة إلى فتح صفحة جديدة تكون فيها الثقة هي اللغة السائدة بين جميع أطيافه، لأن الأيام أثبتت لنا أن «الشك» الذي يخيم على المشهد الأهلاوي لم يزد الكيان إلا ضعفا ووهنا وتشتتا وهوانا على المنافسين، فهل يعي الأهلاويون أن المرحلة المقبلة تستوجب من الجميع الالتفاف حول الكيان وطرد وهم «الشك» الذي أنهك الاهلي وأنهك محبيه أم أن هذا «الشك» سيستمر وتستمر معاناة الأهلي من اختلاف وتنافر أبنائه.
تويتر :

salem_alahmadi@