-A +A
غزل سياسي وعقوبات تشريعية

حالة من التشكك تواجه الإدارة الأمريكية في الداخل والخارج، ففي الوقت الذي تسعى لإقامة حوار مع طهران بعد أكثر من ثلاثة عقود من انعدام الثقة.. يسعى المشرعون الأمريكيون إلى تشديد العقوبات على إيران، لضمان ألا تقدم إدارة أوباما تنازلات كبيرة في اتفاق مقترح لوقف تطوير البرنامج النووي الإيراني، وكانت لهم وجهة نظر مخالفة لسياسة الاحتواء التي ينفذها البيت الأبيض.. حيث يرون أن تشديد العقوبات يجنب واشنطن فقدان أدوات التوازن في المنطقة. وفي محاولة أخيرة استجدى الرئيس أوباما المشرعين الأمريكيين المتشككين للإحجام عن فرض مزيد من العقوبات على إيران مبررا ذلك بإعطاء الدبلوماسية فرصة أخيرة إذا ما فشلت في إرغام طهران على كبح طموحها النووي سيتم إقرار التشديد ولم تكن هناك علامة فورية على أن الرئيس استطاع كسب مؤيدين لموقفه.
وكان للسناتور الجمهوري عن أريزونا جون مكين وأحد أشد منتقدي سياسة أوباما الخارجية رأي آخر أعرب فيه عن تشككه في محادثات جنيف وقال يجب أن نمضي قدما بدراسة فرض عقوبات جديدة. كما أيده في هذا الاتجاه بوب كوركر العضو الجمهوري النافذ في لجنة العلاقات الخارجية في «الشيوخ».. حين أفصح عن خشيته من أن يتسبب هذا التراخي مع طهران في فقدان واشنطن أدوات نفوذها. ووسط هذه الازداوجية يملك المشرعون الحق في وضع تحركات البيت الأبيض تجاه هذا الملف تحت المجهر، منتقدين ركض الإدارة خلف الحوار مع طهران وكأن الأمريكيين يبحثون عنه أكثر من حاجة الإيرانيين له.