المتابع لردود القراء التي تنشر تحت مقالات أغلب الكتاب الصحفيين، سيلاحظ أنها تأتي مستنكرة ومتشنجة ومبنية على نظرة مسبقة مهما كان الطرح موضوعيا في ذلك المقال، ومهما أكد الكاتب منا على أنه لم يحدث أن أمسك بالقلم (أو لوحة الكيبورد) ليكتب رأيا مغايرا فقط من باب (خالف تعرف) أو ينشد من ورائه شد انتباه القراء وإحداث زوبعة إعلامية مفتعلة (لا أساس لها من الصحة)، إلا أنه يظل في نظر فئة من القراء بلا مثل ولا مبادئ وضميره معروض للبيع على قارعة الطريق (لمن يدفع أكثر)، ومبررهم الوحيد ليقولوا عنه كل هذا ترصده الدائم للدعاة ومحاولة نقدهم والنيل منهم عبر كتاباته (تصريحا أو تلميحا)!؟
في ذلك المقطع الشهير، يظهر أحد الدعاة المعروفين وهو يعتلي المنبر ملوحا بيده وصادحا بأعلى صوته ليروي على الحاضرين قصة (الثور والزوجة)، مدعيا أنه كان هناك مزارع يملك ثورا ضخما، وفي يوم من الأيام هجم هذا الثور على زوجته ونطحها فأرداها قتيلة، في اليوم التالي جاءه صديق من مكان بعيد، فوجد أناسا كثيرين أمام منزله، وحين سأله عن سر وجودهم، قال له بأن زوجته توفيت، فقال له الصديق: وهل كل هؤلاء جاءوا إلى هنا لتعزيتك، فرد عليه قائلا: بل جاءوا ليشتروا الثور ليخلصهم من زوجاتهم، هنا ضحك الجميع ولم يتمالك الداعية نفسه فدخل في نوبـة ضحك طويلة وهو يردد: ترى ما هي إلا نكتة لتحريك الجو!!
داعية آخر، ظهر ليروي بأنه كان وصديقه يقفان بسيارتهما أمام الإشارة الضوئية، إذ بذلك الشاب مشغل الأغاني ورافع الصوت ويرقص (وهنا يبدأ الداعية بتمثيل تصرف الشاب) وهو يردد (تكتك تكتك) قبل أن يقول: فطلبت من صديقي يضرب بوري فالتفت الشاب وأشرت له بيدي (يعني وطي المسجل) بس الشاب الله يصلحه أشار بحركة يقصد بها لحيتي ثم بصق، لكن على مين ـــ يقولها الداعية ـــ أخوكم عنده حكمة، فقد التفت إليه وبست يدي ورميت البوسة باتجاهه، ولأن الولد أبيضاني فقد احمر وجهه من الحياء فأخذ يردد البوس باتجاهي ويتراقص وأنا أفعل مثله، ومع أن القصة جريئة إلا أن القاعة ضجت بالضحك واعتبروها: نكتة لتحريك الجو!!
المفارقة العجيبة، أنه حـين يـطعم الكاتب مقالته بموقف مر به أو بقصة هادفة ذات مغـزى قاصدا إيصال الفكرة بأسلوب ذكي وعميق تنهـال عليـه العبارات الساخطة لتكذبـه وتذكـره بالـويـل والثبـور واصفة إياه بالهمز واللمز واختلاق الحكايات لإضحاك الناس، أما حين يتوجه نفس القراء لسماع محاضرة لأحد الدعاة فإنه وإن فاجأهم (بعد أن غلبهم الملل والنعاس) بموقف سخيف أو قصة سطحية لا تحمل أي فكرة، بل وتتعارض مع الغاية المنشودة من الملتقى (وهي توعية الناس في أمور العبادات والمعاملات والآداب) ومهما كان سرده مصحوبا بالحركات البهلوانية، إلا أنه يمجد وينزه عن الخطأ ويتم تداول نكاته البايخة دونا عن المحاضرة (إلا وش كان موضوعها ؟!).
في ذلك المقطع الشهير، يظهر أحد الدعاة المعروفين وهو يعتلي المنبر ملوحا بيده وصادحا بأعلى صوته ليروي على الحاضرين قصة (الثور والزوجة)، مدعيا أنه كان هناك مزارع يملك ثورا ضخما، وفي يوم من الأيام هجم هذا الثور على زوجته ونطحها فأرداها قتيلة، في اليوم التالي جاءه صديق من مكان بعيد، فوجد أناسا كثيرين أمام منزله، وحين سأله عن سر وجودهم، قال له بأن زوجته توفيت، فقال له الصديق: وهل كل هؤلاء جاءوا إلى هنا لتعزيتك، فرد عليه قائلا: بل جاءوا ليشتروا الثور ليخلصهم من زوجاتهم، هنا ضحك الجميع ولم يتمالك الداعية نفسه فدخل في نوبـة ضحك طويلة وهو يردد: ترى ما هي إلا نكتة لتحريك الجو!!
داعية آخر، ظهر ليروي بأنه كان وصديقه يقفان بسيارتهما أمام الإشارة الضوئية، إذ بذلك الشاب مشغل الأغاني ورافع الصوت ويرقص (وهنا يبدأ الداعية بتمثيل تصرف الشاب) وهو يردد (تكتك تكتك) قبل أن يقول: فطلبت من صديقي يضرب بوري فالتفت الشاب وأشرت له بيدي (يعني وطي المسجل) بس الشاب الله يصلحه أشار بحركة يقصد بها لحيتي ثم بصق، لكن على مين ـــ يقولها الداعية ـــ أخوكم عنده حكمة، فقد التفت إليه وبست يدي ورميت البوسة باتجاهه، ولأن الولد أبيضاني فقد احمر وجهه من الحياء فأخذ يردد البوس باتجاهي ويتراقص وأنا أفعل مثله، ومع أن القصة جريئة إلا أن القاعة ضجت بالضحك واعتبروها: نكتة لتحريك الجو!!
المفارقة العجيبة، أنه حـين يـطعم الكاتب مقالته بموقف مر به أو بقصة هادفة ذات مغـزى قاصدا إيصال الفكرة بأسلوب ذكي وعميق تنهـال عليـه العبارات الساخطة لتكذبـه وتذكـره بالـويـل والثبـور واصفة إياه بالهمز واللمز واختلاق الحكايات لإضحاك الناس، أما حين يتوجه نفس القراء لسماع محاضرة لأحد الدعاة فإنه وإن فاجأهم (بعد أن غلبهم الملل والنعاس) بموقف سخيف أو قصة سطحية لا تحمل أي فكرة، بل وتتعارض مع الغاية المنشودة من الملتقى (وهي توعية الناس في أمور العبادات والمعاملات والآداب) ومهما كان سرده مصحوبا بالحركات البهلوانية، إلا أنه يمجد وينزه عن الخطأ ويتم تداول نكاته البايخة دونا عن المحاضرة (إلا وش كان موضوعها ؟!).