أكد سفير خادم الحرمين الشريفين بالمملكة المغربية الدكتور محمد بن عبد الرحمن البشر عميد السلك الدبلوماسي بين السفراء العرب، انتهاء دراسة للربط البحري بين المملكة والمغرب، بغرض تسهيل انتقال البضائع والسلع، بين البلدين، كاشفا عن أنها في طور التنفيذ.
وأوضح عمق العلاقة بين البلدين قيادة وشعبا، مشيرا إلى القواسم المشتركة، نافيا أي تباين في الثقافة بين البلدين، مبينا أنه في الفترة الأخيرة تضاعف عدد الزيجات بين مواطني المملكتين، بسبب الأزمات في البلدان العربية الأخرى.
هل نجاحك في المفاوضات الاقتصادية كممثل لوزارة الزراعة بمنظمة التجارة العالمية بوابة لاختيارك سفيرا في الخارج وخصوصا بدايتك في الصين؟
- حقيقة لا أعلم، لكن عملي في الصين كانت فرصة مقدرة أن أسهم بها في تنمية العلاقات السعودية الصينية في الوقت الذي كانت تتنامى علاقات المملكة مع معظم الدول في الخارج ومنها الصين التي تعد بلدا عظيما رائدا في اقتصاده وحكمته وتاريخه المزهر الحافل بالانجازات، حيث ارتفع التبادل التجاري بالفعل في فترة وجيزة، خاصة أن قيادة المملكة حريصة دائما أن توثق علاقاتها مع جميع الدول وخصوصا الصين فهي تعد الدولة الأولى في المواصفات طبقا لحجمها في النمو الاستثماري والاقتصادي، فضلا عن كونها عضوا دائما في الأمم المتحدة ولها الثقل العالمي من حيث السياسة والاقتصاد ومن هنا كانت العلاقات متنامية بشكل متواصل ولم أصادف ما يعيق ذلك طوال مدة خدمتي لوطني في الصين بل اعتقد أنها أضافت لي الكثير.
من أقصى الغرب لأقصى الشرق عربيا حيث تعيينك سفيرا في المملكة المغربية الشقيقة، كيف وازنت بين التجربتين؟
- المملكة المغربية بلد شقيق وعريق وكان بوابة للعالم الإسلامي والوصول إلى أوروبا من خلال المغرب الأوروبي وليس المشرق واعتقد أن هذا أيضا كان مهما في التعرف أكثر على تلك الحضارة التي سبق لي أن تعرفت عليها من خلال أشعار ابن زيدون ومقدمة ابن خلدون وابن الخطيب أيضا هذا الرجل المخضرم الذي شغل منصب وزير لمرتين وقتل لأسباب سياسية هذه النقلة كانت بمثابة تباين بين الحضارتين الصينية والمغربية ولكل حضارة إيديولوجيتها المتناغمة، واعتقد أن العلاقات بين البلدين استثنائية ومميزة منذ عهد الملك المؤسس رحمه الله حتى يومنا هذا ولهذا فأنا اذهب بمهمتي لأنفذ ما بنته السنين وأعود واكرر أنني استفدت الكثير من هذه المهمة السياسية.
استقرار وثقافة
برأيك ما أهم مقومات هذا الاستقرار الذي يربط العلاقة بين البلدين؟
- أولا العلاقة الجيدة التي تربط الأسرتين المالكتين الكريمتين تشكل العنصر الرئيسي، والأمر الثاني أن هناك مبادئ يسير عليها كلا الجانبين ويحترمانها ممثلة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية بحكم أنهم دعاة سلام يسعون لخدمة الإنسانية والجانبين، كما يقدرون الحضارات الأخرى ويؤمنون أنها أثراء للبشرية جمعاء وهذا النهج الذي يحث عليه الإسلام وهو حقيقة النهج الذي سار عليه الأجداد من ثم توارثه الأبناء وهذه نعمة أن تكون المسيرة مستمرة على هذه الوتيرة من كلا البلدين.
ألا تعتقد أن هناك اختلافا بين الثقافتين السعودية والمغربية؟
- هذا منظور مطروح في الصحف فقط، إلا أنه يختلف عن الواقع فلا يوجد اختلاف في الثقافة بين الشعبين، صحيح أن هناك بعض الأفكار التي قد تتباين ولكن في الأساس الجميع يجمع ويؤمن بأن الإسلام هو الأساس كما يؤمن بحرية الفرد في حدود تعاليم الإسلام.
منذ عام 2000م، والمنطقة العربية تشهد تقلبات سياسية، كيف تقرأون المشهد، وما نظرتك للموقف عموما؟
- رأينا بأم العين ما يجري بالعالم العربي، وشاهد الجميع ولله الحمد أن دول الخليج والمغرب والأردن وهي جميعها دول ملكية مستقرة آمنة مطمئنة، والسبب يعود إلى أمرين الأول التلاحم بين القيادات والشعب وقوة التواصل بين أي فرد وقيادته، فها هو المغرب محافظ على كينونته نائيا عن كل ما يجول في عالمنا العربي، والثاني وهو مبني على التجانس بين هذه الدول في التركيبة الاجتماعية والبنية السياسية، وأعتقد أن كل هذه المؤثرات أسهمت وكانت مصدرا للاستقرار ولتوثيق الرابط بين القيادة والشعب والمحبة المتبادلة، وأما المحيط العربي المكهرب اليوم ما هو إلا نتاج اختلاف في التركيبة السياسية التي يجب أن تربط به القيادات شعوبها.
أما عن النظرة للموقف عموما، فأعتقد أن مواقف خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في كل موقع كانت واضحة وهو معروف بوضوح رأيه تجاه كل الأحداث التي حدثت.
خط بحري
كيف تقيم المملكة المغربية بعد مكوثك بها لنحو عشر سنوات؟
- المغرب بلد رائع وجميل ويسوده الهدوء والاستقرار، والذي شاهدته بالمغرب لا يوصف ولك أن تتخيل معدل النمو الاقتصادي في المغرب طوال هذه المدة وكان يراوح بين 6 و7% ولم يقل عن ذلك إلا في العام الماضي، حيث هبط إلى 4.5% بسبب الأوضاع الراهنة والتصاقه بأوروبا.
شاركتم في ملتقى اللجنة السعودية المغربية المشتركة ما الأهداف الأساسية التي حثثتم عليها وبماذا خرجتم؟
- لقاؤنا هذا العام هو كالمعتاد كل عام وبشكل دوري سنة في السعودية وأخرى في المغرب، ويعمل الملتقى على تنمية العلاقات والصادرات والتنسيق المباشر بين الطرفين، وما فيه مصلحة المواطنين فضلا عن طرح نقاط لها طابع اقتصادي وخدمة الرعايا من كلا الجانبين وهذا جانب ايجابي في التعاون المتبادل، والذي أسس لولادة مشروع إنشاء خط بحري مباشر يربط بين الطرفين ليسهل بذلك سير البضائع وانتقال السلع بعد أن كانت تمر بعدة مراحل لكي تصل وقد عملت الدراسة اللازمة لذلك، وتمت الموافقة على المشروع وهو في طريقه للتنفيذ.
في عام 2008م كان هناك مقترح يقضي بتخيير الأبناء المتزوجين من المملكة المغربية بين الجنسيتين فهل تم تنفيذ هذا المقترح وفي حال نفذ كم عدد من اختار بين كليهما، وماذا عن وضعهم وكيف تتم مساعدتهم؟
- هناك من اختار أو اختارت الجنسية المغربية لأمر خاص به أو بها، أو صغير اختارت له أمه الجنسية المغربية، لأسباب خاصة كأن يكون الوالد قد توفي قبل إنهاء الإجراءات اللازمة، أو أن يكون الأب على خلاف مع الأم ولا يرغب التعاون بمدها بالمستندات اللازمة، أو أنه لا يعترف به أصلا، أو أنها ترغب البقاء في بلدها مع ولدها لهجران الأب لها، أو لعدم رغبتها فيه مما استوجب الطلاق أو الخلع، وعددهم قليل جدا في المغرب، وإذا لم يكن سعوديا فإن المساعدة التي تقدم له تكون من الناحية الإنسانية وليس نظاما لأنه لم يعد سعوديا.
هل تطلعنا على إحصائيات الزواج من المغرب، وما المعدل السنوي لها؟
- بشكل عام معدل الزواج من المغرب في السنتين الماضيتين زاد كثيرا وربما مرده إلى ما تمر به مصر وسوريا الشقيقتين من محن، وكذلك التقليد والتناصح بين الأقرباء والأصدقاء.
هل هناك إجراءات اتخذتموها بحق من يتزوج دون موافقة السلطات السعودية أي ما يسمى بالزواج العشوائي؟
- ليس هناك زواج عشوائي، لكن هناك زواج دون موافقة، وغالبا ما يكون للأمر حلول لا سيما إذا أثمر بإنجاب الأطفال.
ما أبرز المشاكل التي يواجهها السائح السعودي في المغرب؟
- السائح السعودي يجد كل تقدير من الجهات الرسمية والشعبية في المغرب الشقيق، أما القضايا الفردية فهي موجودة في كل أنحاء العالم، والشعب المغربي كريم ومضياف ومتسامح، والمواطن السعودي قد تمرس على السياحة في كل أنحاء العالم، ومتوسط إنفاقه السياحي الأكثر عالميا، ومتسامح ويحسن الظن بالناس، والأغلب قد تربى في بيئة صالحة، ولهذا فهو يبتعد عن الأماكن التي قد تسبب له المشاكل.