يحظى المسلمون في بريطانيا بكافة الحقوق التي لا يمكن أن يحصلوا عليها في أغلب الدول الإسلامية، لا توجد أي قيود على ممارساتهم الدينية ما دامت لا تتعارض مع القوانين العامة، ولذلك تضاعفت أعداد المسلمين فيها حتى أصبحوا جزءا أساسيا من مكونات المجتمع البريطاني، ولهذا لجأ إليها الكثير من علماء الدين المسلمين والناشطين الإسلاميين لأنهم وجدوا فيها ملاذا آمنا يحترم آراءهم ومعتقداتهم وهويتهم التي يتشبثون بها، ولكن المشكلة تبدأ دائما من فئة قليلة تفهم الأمور على هواها وتنسى فضل هذه القوانين العامة التي تنظم حياة البشر لأنها في اعتقادهم صدرت عن دولة كافرة وأقرها مشرعون ليسوا بمسلمين فيخرجون على هذه القوانين ويطلقون رغبتهم الدفينة في الوصاية على بقية البشر وفرض فهمهم الخاص للدين الإنساني على كل من يمر بالشارع حتى لو كان يعتنق ديانة أخرى فيجنون بمثل هذه التصرفات على غيرهم من المسلمين الذين اختاروا الالتزام بهذه المبادئ والقوانين لأنها من أهم عوامل الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية.
قبل أيام أصدر قضاة المحكمة الجنائية الكبرى في لندن أحكاما بالسجن على ثلاثة مسلمين بريطانيين كرسوا أنفسهم لما أسموه (الدورية الإسلامية) وحاولوا تطبيق الشريعة الإسلامية في أحياء شرق لندن، حيث حاول اثنان منهم تطبيق مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنع زوجين من التماسك بالأيدي أثناء مشيهما في الشارع العام بدعوى أنه (حي إسلامي)، وأوقفا امرأة ليقولا لها إنها ستدخل جهنم بسبب ملابسها القصيرة، وقال ممثل الادعاء إنهما استخدما مكبر صوت في أحد شوارع حي بيثنال غرين ليحثا الأزواج على عدم التماسك بالأيدي كما قام أحدهما مع المتهم الثالث بمهاجمة مجموعة من الرجال الذين كانوا يحتسون مشروبات كحولية وهما يهتفان: (أقتلوا الكفار)، وأكد ممثل الادعاء أن أعضاء (الدورية الإسلامية) قاموا بتهديد وتخويف أفراد من الجمهور والاعتداء عليهم وقد رأى هؤلاء الأفراد المتضررون أن هؤلاء (يتصرفون بطريقة إسلامية)!.
هذه الطريقة في (الاحتساب العشوائي) قد لا تكون غريبة في العالم الإسلامي حيث يتوفر دائما من يفسر النصوص الشرعية التي تحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مزاجه ووفقا لمفهومه الضيق فيفيق من النوم ساعيا لفرض قانونه الخاص على الآخرين والتدخل في أدق خصوصياتهم بدءا من تحديد شكل الملابس وانتهاء بطريقة تعامل الزوج مع زوجته، هذا هو كل الاحتساب من وجهة نظرهم: ماذا يلبس الناس؟ وكيف يتحركون؟ ولم يضحكون؟!.. ولا شيء آخر!، ولكنه بالتأكيد يعتبر غريبا جدا في بريطانيا، بل في كل ديار الغرب التي تعتبر مثل هذا السلوك جريمة.. بل هي حزمة من الجرائم لأن فيها انتهاكا للخصوصية وعنفا لفظيا أو جسديا وإرهابا فكريا واجتماعيا، ولولا هذا المبدأ بالذات لما انتشر الإسلام في ديارهم وتعددت مذاهبه وتفرعت مدارسه حتى وصلت إلى المدرسة (إياها) التي تحاول منع الزوج من أن يمسك بيد زوجته في الطريق؟.. وأين ؟.. في لندن!.
يرى الكثير من المسلمين أن الاحتساب العشوائي وما يتخلله من عنف لفظي أو بدني وما ينتج عنه من انتهاك لخصوصية الآخرين أمر لا يمثل مبادئ الإسلام الحقيقية ولكنهم رغم ذلك يتهربون من إدانة هذا الخطأ باتجاه البحث عن مبررات لمن قاموا به مثل أنهم فعلوا ذلك بنية سليمة وأخطأوا بسبب الجهل أو الحماس الزائد!، وهذه هي المصيبة، فقبولك بفرض الوصاية على الآخر وإخضاعه لأفكار فئة أو جماعة أنت نفسك غير مقتنع بفهمها الضيق للدين يعني ضمنيا قبولك بأن تطبق هذا الفهم الضيق على رأسك، وهكذا تكون مثل ذلك الشخص الذي يبرر العمليات الانتحارية التي تقتل المدنيين بشكل عشوائي بذريعة أنها حدثت بنية الدفاع عن الإسلام فهو يوافق ضمنا على أن يكون أحد المدنيين الذين تمزق أجسادهم السيارة المفخخة!.
قبل أيام أصدر قضاة المحكمة الجنائية الكبرى في لندن أحكاما بالسجن على ثلاثة مسلمين بريطانيين كرسوا أنفسهم لما أسموه (الدورية الإسلامية) وحاولوا تطبيق الشريعة الإسلامية في أحياء شرق لندن، حيث حاول اثنان منهم تطبيق مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنع زوجين من التماسك بالأيدي أثناء مشيهما في الشارع العام بدعوى أنه (حي إسلامي)، وأوقفا امرأة ليقولا لها إنها ستدخل جهنم بسبب ملابسها القصيرة، وقال ممثل الادعاء إنهما استخدما مكبر صوت في أحد شوارع حي بيثنال غرين ليحثا الأزواج على عدم التماسك بالأيدي كما قام أحدهما مع المتهم الثالث بمهاجمة مجموعة من الرجال الذين كانوا يحتسون مشروبات كحولية وهما يهتفان: (أقتلوا الكفار)، وأكد ممثل الادعاء أن أعضاء (الدورية الإسلامية) قاموا بتهديد وتخويف أفراد من الجمهور والاعتداء عليهم وقد رأى هؤلاء الأفراد المتضررون أن هؤلاء (يتصرفون بطريقة إسلامية)!.
هذه الطريقة في (الاحتساب العشوائي) قد لا تكون غريبة في العالم الإسلامي حيث يتوفر دائما من يفسر النصوص الشرعية التي تحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مزاجه ووفقا لمفهومه الضيق فيفيق من النوم ساعيا لفرض قانونه الخاص على الآخرين والتدخل في أدق خصوصياتهم بدءا من تحديد شكل الملابس وانتهاء بطريقة تعامل الزوج مع زوجته، هذا هو كل الاحتساب من وجهة نظرهم: ماذا يلبس الناس؟ وكيف يتحركون؟ ولم يضحكون؟!.. ولا شيء آخر!، ولكنه بالتأكيد يعتبر غريبا جدا في بريطانيا، بل في كل ديار الغرب التي تعتبر مثل هذا السلوك جريمة.. بل هي حزمة من الجرائم لأن فيها انتهاكا للخصوصية وعنفا لفظيا أو جسديا وإرهابا فكريا واجتماعيا، ولولا هذا المبدأ بالذات لما انتشر الإسلام في ديارهم وتعددت مذاهبه وتفرعت مدارسه حتى وصلت إلى المدرسة (إياها) التي تحاول منع الزوج من أن يمسك بيد زوجته في الطريق؟.. وأين ؟.. في لندن!.
يرى الكثير من المسلمين أن الاحتساب العشوائي وما يتخلله من عنف لفظي أو بدني وما ينتج عنه من انتهاك لخصوصية الآخرين أمر لا يمثل مبادئ الإسلام الحقيقية ولكنهم رغم ذلك يتهربون من إدانة هذا الخطأ باتجاه البحث عن مبررات لمن قاموا به مثل أنهم فعلوا ذلك بنية سليمة وأخطأوا بسبب الجهل أو الحماس الزائد!، وهذه هي المصيبة، فقبولك بفرض الوصاية على الآخر وإخضاعه لأفكار فئة أو جماعة أنت نفسك غير مقتنع بفهمها الضيق للدين يعني ضمنيا قبولك بأن تطبق هذا الفهم الضيق على رأسك، وهكذا تكون مثل ذلك الشخص الذي يبرر العمليات الانتحارية التي تقتل المدنيين بشكل عشوائي بذريعة أنها حدثت بنية الدفاع عن الإسلام فهو يوافق ضمنا على أن يكون أحد المدنيين الذين تمزق أجسادهم السيارة المفخخة!.