في تلك الأيام الخوالي حين لم يكن هناك كومبيوترات بل ولا آلات كاتبة، كان الاعتماد الكلي في الكتابة على خط اليد وحده، لذلك كان لإتقان الخط أهمية عظيمة، ووجد الخطاطون تقديرا وتكريما بالغين، ليس لما لديهم من موهبة الخط الحسن فحسب، وإنما أيضا لأن من يخط كان لابد له من امتلاك المعرفة الواسعة بعدد من العلوم المتعلقة بالكتابة مثل الإملاء، والنحو والصرف، والفصل والوصل، والتسطير، والعروض، وغيرها.
وقد اهتم العرب بجمال الخط وجعلوا له قوانين وقواعد، وظهرت له عندهم علوم خاصة به مثل علم (قوانين الكتابة)، وعلم (تحسين الحروف) وعلم (كيفية توليد الخطوط عن أصولها) وهي علوم تتضمن كيفية نقش الحروف والشدات والمدات والهمزات والصلات وأمثالها، وكذلك كيفية إمساك القلم ومن أي جانب يبتدأ برسم الخط، وما العوامل المؤثرة في جودة الكتابة وحسن الخط، وما الأدوات المستعملة فيه، وغيرها.
ولأهمية الخط آنذاك، فقد ألف فيه عدد من المهتمين باللغة والكتابة مثل ابن جني، والقلقشندي، وياقوت المستعصمي، كما نسجت حوله أخبار وقصص، وضربت به الأمثال، ونظمت فيه الأشعار، وصيغت له التشبيهات وغير ذلك مما يزخر به الأدب.
ويشير ابن خلدون في مقدمته، إلى اهتمام الأمويين في الأندلس بجمال الخط والإقبال على تحسينه، وكانت المكتبات الإسلامية تضم أقساما خاصة بنسخ الكتب يعمل فيها أجود الخطاطين، نساء ورجالا، إذ لم يكن الاشتغال بالخط مقصورا على الرجال وحدهم، فكانت النساء أيضا تقمن بهذه المهمة، وبينهن كثيرات اشتهرن بحسن الخط وعملن في النسخ وتذهيب المصاحف وأغلفة الكتب بالخطوط والنقوش الذهبية الجميلة.
ونتج عن الاهتمام بجمال الخط أن شاع بين الخطاطين التباهي بحسن الكتابة وظهر التنافس بينهم وادعاء التميز في هذا المجال، كما يظهر من هذه الأبيات:
وعائبة خطي فقلت لها اقصري،، فسوف أريك الدر في نظم أسطري
وناديت كفي كي تجود بخطها،،، وقربت أقلامي وورقي ومحبري
فخطت أبياتا ثلاثا نظمتها،،، ليبدو لها خطـي وقلت لها انظري
من أسرار الخط، أن خطوط البشر كملامح وجوههم في عدم التشابه، فإذا كان من النادر أن تجد اثنين متماثلين في ملامح الوجه، فإنه كذلك من النادر أن تجد خطين متماثلين في الشكل من كل الوجوه، بعض الناس ينسبون ذلك إلى كون الخط يتأثر بذات الشخص وما له من عادات وما هو فيه من مزاج، فالخط ينجز بتحريك عضلات الأصابع التي يتحكم فيها الدماغ، ولأن أدمغة الناس مختلفة فإن اختلافها يؤثر على أشكال خطوطهم.
وقد اهتم العرب بجمال الخط وجعلوا له قوانين وقواعد، وظهرت له عندهم علوم خاصة به مثل علم (قوانين الكتابة)، وعلم (تحسين الحروف) وعلم (كيفية توليد الخطوط عن أصولها) وهي علوم تتضمن كيفية نقش الحروف والشدات والمدات والهمزات والصلات وأمثالها، وكذلك كيفية إمساك القلم ومن أي جانب يبتدأ برسم الخط، وما العوامل المؤثرة في جودة الكتابة وحسن الخط، وما الأدوات المستعملة فيه، وغيرها.
ولأهمية الخط آنذاك، فقد ألف فيه عدد من المهتمين باللغة والكتابة مثل ابن جني، والقلقشندي، وياقوت المستعصمي، كما نسجت حوله أخبار وقصص، وضربت به الأمثال، ونظمت فيه الأشعار، وصيغت له التشبيهات وغير ذلك مما يزخر به الأدب.
ويشير ابن خلدون في مقدمته، إلى اهتمام الأمويين في الأندلس بجمال الخط والإقبال على تحسينه، وكانت المكتبات الإسلامية تضم أقساما خاصة بنسخ الكتب يعمل فيها أجود الخطاطين، نساء ورجالا، إذ لم يكن الاشتغال بالخط مقصورا على الرجال وحدهم، فكانت النساء أيضا تقمن بهذه المهمة، وبينهن كثيرات اشتهرن بحسن الخط وعملن في النسخ وتذهيب المصاحف وأغلفة الكتب بالخطوط والنقوش الذهبية الجميلة.
ونتج عن الاهتمام بجمال الخط أن شاع بين الخطاطين التباهي بحسن الكتابة وظهر التنافس بينهم وادعاء التميز في هذا المجال، كما يظهر من هذه الأبيات:
وعائبة خطي فقلت لها اقصري،، فسوف أريك الدر في نظم أسطري
وناديت كفي كي تجود بخطها،،، وقربت أقلامي وورقي ومحبري
فخطت أبياتا ثلاثا نظمتها،،، ليبدو لها خطـي وقلت لها انظري
من أسرار الخط، أن خطوط البشر كملامح وجوههم في عدم التشابه، فإذا كان من النادر أن تجد اثنين متماثلين في ملامح الوجه، فإنه كذلك من النادر أن تجد خطين متماثلين في الشكل من كل الوجوه، بعض الناس ينسبون ذلك إلى كون الخط يتأثر بذات الشخص وما له من عادات وما هو فيه من مزاج، فالخط ينجز بتحريك عضلات الأصابع التي يتحكم فيها الدماغ، ولأن أدمغة الناس مختلفة فإن اختلافها يؤثر على أشكال خطوطهم.