قال الله تعالى: (وأما من بخل، وكذب بالحسنى، فسنيسره للعسرى، وما يغني عنه ماله إذا تردى) (الليل: 8-11).
وقال تعالى: (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) (التغابن: 16).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسكا تلفا» (رواه البخاري ومسلم).
أحبابى بارك الله فيكم..
ليس بعد هذه الآية الكريمة وهذا الحديث الشريف مقال في عظم داء البخل والعياذ بالله، وليس هناك أعظم من توعد الله عز وجل له بالعسر (فسنيسره للعسرى) كيف لا وهناك ملكان خلقهما الله عز وجل فقط للدعاء على هذا البخيل فأي قلب يحمله بين جنبيه هذا الجاحد لنعم الله عليه، وأي قلوب من هم تحت وصايته من زوجة وأبناء، سيملؤها بغض وكره بيديه حين يمنع عنهم عطاء الله عزوجل بحجة الحفاظ على ماله ومال أبنائه، نعم هو مال أبنائه الذي هو مجرد حارس له والذين ينتظرون فراقه بفارغ الصبر كي ينعموا بما حرمهم منه في حياته. وهل نعتقد أنه توجد ألفة أو محبة بعد هذا الداء العضال؟.
أخبرني أحد الثقات عن فعل رجل من الأثرياء المحرومين والذي تقدر ثروته بالملايين وقد رآه بأم عينيه وهو يجمع ما تبقى من خضروات وفواكه شبه فاسدة من حلقة الخضروات آخر الليل ويدخلها على أهل بيته.. فأي تيسير لعسر ساقه الله إليه.. ولا حول ولا قوه إلابالله.
أين هذا من قوله عز وجل في بشارته للمنفق على عياله (فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى) (الليل: 5-7).
وقد ذكر المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين باب النهي عن البخل والشح:
والبخل: هو منع ما يجب وما ينبغي بذله.
والشح: هو الطمع فيما ليس عنده، وهو أشد من البخل؛ لأن الشحيح يطمع فيما عند الناس ويمنع ما عنده، والبخيل يمنع ما عنده مما أوجب الله عليه من زكاه ونفقات، ومما ينبغي بذله فيما تقتضيه المروءة.
وكلاهما - أعني البخل والشح - خلقان ذميمان، فإن الله سبحانه وتعالى ذم من يبخلون ويأمرون الناس بالبخل، وقال (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) (التغابن: 16)، ثم استدل المؤلف رحمه الله بآية من كتاب الله، حيث قال تعالى: (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل، ويكتمون ما آتاهم الله من فضله، وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا) (النساء: 37).
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الكسل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من الهرم، وأعوذ بك من البخل) (البخاري).
وذكر ابن عبدالبر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لولا ثلاث صلح الناس شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه) وخطب الزبير بن العوام بالبصره فقال: يا أيها الناس (إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا زبير إن الله تعالى يقول: أنفق أنفق عليك، ولا توكي فيوكى عليك، وأوسع يوسع الله عليك، ولا تضيق فيضيق عليك، واعلم يا زبير أن الله يحب الإنفاق ولا يحب القتار ويحب السماح ولو على تمرة، ويحب الشجاعة ولو على قتل حية، أو عقرب، واعلم يا زبير أن لله فضول أموال سوى الأرزاق التي قسمها بين العباد محتبسة عنده لا يعطي أحدا منها شيئا إلا من سأله من فضله، فسلوا الله من فضله).
ليس بالإمكان للبخيل أن يصل إلى مرحلة يقتنع فيها بكفاية ما عنده ليقول إني مرتاح من الناحية الاقتصادية والمالية، وذلك نتيجة أن البخل وليد الطمع وطالما كان الطمع موجودا وسيد الموقف سيظل يرى نفسه فقيرا ولو ملك الدنيا بما فيها حيث القناعة لا وجود لها في نفسه وهي الكنز الذي، لا يفنى فإن شخصا من هذا القبيل لا حظ له من الغنى أبدا إلا التخلص من هذه الصفة الذميمة.
قال تعالى: (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير) (آل عمران: 180).
أسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا وإياكم ممن تدعو لهم الملائكة (اللهم أعط منفقا خلفا).. آمين.
وقال تعالى: (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) (التغابن: 16).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسكا تلفا» (رواه البخاري ومسلم).
أحبابى بارك الله فيكم..
ليس بعد هذه الآية الكريمة وهذا الحديث الشريف مقال في عظم داء البخل والعياذ بالله، وليس هناك أعظم من توعد الله عز وجل له بالعسر (فسنيسره للعسرى) كيف لا وهناك ملكان خلقهما الله عز وجل فقط للدعاء على هذا البخيل فأي قلب يحمله بين جنبيه هذا الجاحد لنعم الله عليه، وأي قلوب من هم تحت وصايته من زوجة وأبناء، سيملؤها بغض وكره بيديه حين يمنع عنهم عطاء الله عزوجل بحجة الحفاظ على ماله ومال أبنائه، نعم هو مال أبنائه الذي هو مجرد حارس له والذين ينتظرون فراقه بفارغ الصبر كي ينعموا بما حرمهم منه في حياته. وهل نعتقد أنه توجد ألفة أو محبة بعد هذا الداء العضال؟.
أخبرني أحد الثقات عن فعل رجل من الأثرياء المحرومين والذي تقدر ثروته بالملايين وقد رآه بأم عينيه وهو يجمع ما تبقى من خضروات وفواكه شبه فاسدة من حلقة الخضروات آخر الليل ويدخلها على أهل بيته.. فأي تيسير لعسر ساقه الله إليه.. ولا حول ولا قوه إلابالله.
أين هذا من قوله عز وجل في بشارته للمنفق على عياله (فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى) (الليل: 5-7).
وقد ذكر المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين باب النهي عن البخل والشح:
والبخل: هو منع ما يجب وما ينبغي بذله.
والشح: هو الطمع فيما ليس عنده، وهو أشد من البخل؛ لأن الشحيح يطمع فيما عند الناس ويمنع ما عنده، والبخيل يمنع ما عنده مما أوجب الله عليه من زكاه ونفقات، ومما ينبغي بذله فيما تقتضيه المروءة.
وكلاهما - أعني البخل والشح - خلقان ذميمان، فإن الله سبحانه وتعالى ذم من يبخلون ويأمرون الناس بالبخل، وقال (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) (التغابن: 16)، ثم استدل المؤلف رحمه الله بآية من كتاب الله، حيث قال تعالى: (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل، ويكتمون ما آتاهم الله من فضله، وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا) (النساء: 37).
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الكسل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من الهرم، وأعوذ بك من البخل) (البخاري).
وذكر ابن عبدالبر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لولا ثلاث صلح الناس شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه) وخطب الزبير بن العوام بالبصره فقال: يا أيها الناس (إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا زبير إن الله تعالى يقول: أنفق أنفق عليك، ولا توكي فيوكى عليك، وأوسع يوسع الله عليك، ولا تضيق فيضيق عليك، واعلم يا زبير أن الله يحب الإنفاق ولا يحب القتار ويحب السماح ولو على تمرة، ويحب الشجاعة ولو على قتل حية، أو عقرب، واعلم يا زبير أن لله فضول أموال سوى الأرزاق التي قسمها بين العباد محتبسة عنده لا يعطي أحدا منها شيئا إلا من سأله من فضله، فسلوا الله من فضله).
ليس بالإمكان للبخيل أن يصل إلى مرحلة يقتنع فيها بكفاية ما عنده ليقول إني مرتاح من الناحية الاقتصادية والمالية، وذلك نتيجة أن البخل وليد الطمع وطالما كان الطمع موجودا وسيد الموقف سيظل يرى نفسه فقيرا ولو ملك الدنيا بما فيها حيث القناعة لا وجود لها في نفسه وهي الكنز الذي، لا يفنى فإن شخصا من هذا القبيل لا حظ له من الغنى أبدا إلا التخلص من هذه الصفة الذميمة.
قال تعالى: (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير) (آل عمران: 180).
أسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا وإياكم ممن تدعو لهم الملائكة (اللهم أعط منفقا خلفا).. آمين.