-A +A
احمد عائل فقيهي
1 - في معنى الكتابة:
* الكتابة هي غير الكتابة المعتادة والمتداولة والمبتذلة في كثير من الأحيان.. إنها عالم آخر.. خروج على المألوف الكتابي، وخارج التصنيف المتعارف والمنصوص عليه، ولحظة جنون.. ولحظة إبداع حقيقية.

وكما يقول الشاعر الكبير نزار قباني: «الكتابة عمل انقلابي»، فيما يقول القاص والروائي يوسف إدريس: «أكتب لكي أغير العالم»، فيما يعبر الروائي العالمي ماركيز بلغة أكثر حميمية: «أكتب لكي يحبني أصدقائي».
إن الكتابة هي خلق وإبداع وابتكار وإقامة كيان.. وخلق كائنات داخل العمل الإبداعي.. من الرواية والقصة القصيرة.. إلى المسرح والشعر.
إنها كما قال أحد الكتاب: «أكتب لكي لا أذهب إلى العيادة النفسية»، فيما ذهب آخر إلى القول بأنه «يشفى ويتداوى من ألم الحياة بألم الكتابة».
إذن الكتابة.. ألم.. تماما كألم الحياة، وهي تحمل في مفردات وتجليات اللغة أنها وردة وجمرة الواقع.. جنة وجحيم هذا الفضاء.
مكابدات البشر ومعاناتهم.. وتاريخ الناس.. حيث في حياة كل فرد في هذه الحياة قصة تستحق أن تروى كما عبر عبقري الرواية ماركيز.
2 - بحثا عن المستقبل:
نحن أكثر المجتمعات في العالم التي تتحدث عن المستقبل، فيما هي تسكن في خيمة الماضي.. ونحن من أكثر الشعوب حديثا وكتابة عن الديمقراطية، فيما هي أكثر الشعوب على الإطلاق قابعة في سجون ومعتقلات العبودية والاستبداد.. فيما وتدعو إلى ترسيخ ثقافة القمع والخوف والإقصاء.
فأين هو المستقبل الذي نبحث عنه؟.. أين هو الإنسان القادر على صناعة هذا المستقبل بعقل خلاق وإرادة جسورة؟
3 - اللغة تشكو أبناءها:
من كثرة الاستخدام السيئ والرديء للغة العربية في التناول اليومي والمعيشي وفي وسائل الإعلام بكل وسائلها المختلفة تصيح هذه اللغة في كل لحظة ترفع صوتها احتجاجا وترثي نفسها وحالها نتيجة ما صنعه أبناؤها بها، تشكو هؤلاء الذين حولوا هذه اللغة الجميلة والعظيمة لغة العقل والبهاء والوجدان على ألسنتهم وفي داخل أفواههم إلى لغة مبتذلة وسقيمة وسفيهة وكأنها لغة السقم والسفه والسباب لا لغة الإبداع والابتكار واللغة التي تمثل هوية الحضارة العربية والإسلامية متمثلة في كتابها العظيم القرآن الكريم، حيث يتجلى الخطاب الإعجازي وتضيء عبقرية اللغة في عبقرية الفرد العربي، حيث البيان والفصاحة، إنها اللغة التي تضيء بالحكمة عبر البلاغة البالغة الجمال والشعر العربي الذي يمثل درة الإبداع وجوهرته في الثقافة.