-A +A
عبدالرحمن الجوهري
يحل يوم أول لهذا العام الجديد، الميلادي بالطبع. نؤخر احتفالنا بالعام الجديد، ليكون ميلاديا، لا لأننا لا نقدس الهجرة أكثر، ولكن لتطول أعمارنا قليلا، ولو حصة عشرين يوما من المراوغة مع الزمن. انصرم بالأمس، ليس عاما فحسب. بل عقد طويل من الحيوات والموتات. من الضحكات والخيبات. حين بدأت تتهاوى أول أصفار عام 2000، لتستقيم واحدا واحدا: 2001، وإلى أن وصلت إلى هذا الماثل اليوم أول مرة أمامنا: واحدا مكررا: 2011. أحسب أن الأصفار ما يستحقه العالم أكثر. خسائره أكثر من أرباحه. فيضاناته. كوارثه. دخان براكينه عطلت حتى الطيران في جو السماء. وفوق ذلك: البشر الذين ما تركوا غابة إلا وأفسدوها، وجعلوا أعزة أشجارها، موبيليا، للدوس والرقص والبيع في المدن الغريبة.
كثرت الجعجعات. من مطلع العام، وحرب الإسلام، بتصويره الإرهاب، وإلى تقاسم الحصص من الردح البلدي، وتبادل التقييمات بالأمزجة، والتبرئات على الهواء مباشرة. أول العقد الراحل، رئيس بلد «ديمخراطي» يشن الحرب على كل العالم، بأمر صدر قراره من السماء، كما يقول في خطبة الحرب «الصليبية». السيد خريج مصانع السلاح، وحقول النفط المسروق في آخر العقد، رحل متبوعا بجزمة.
في عصر السلام، والشفافية، و «هبي وهبلك» وفي آخر العقد أيضا، وأول العقدة ربما، كاتب فاهم في عمود صحافي واحد، يقيم مسيرة أستاذ منهجي ولا منهجي في 40 عاما. وشيخ دين سابق ولاحق أيضا، يزكي رجلا عند الله، على الهواء. وفيما بينهما، تستمر هتافات المعجبين، و «لايكات» المعجبات. ليعيش زمن «التلاحم» الوطني. والاختلاط المعرفي. بالنسبة للتلاحم الوطني، ينهى الأستاذ سمير عطا الله عن استخدامها، فيقول: «التلاحم يعني التقاتل حتى يصل اللحم إلى اللحم»، طبعا والعياذ بالله من ذلك.
جامعة للتو نشأت، تسقط أو تكاد على رؤوس طالباتها. ماذا يمكن أن تكون آخر العقد المقبل. تغرق جدة في المطر، والرياض في السيول، ونحن في سوق الأسهم. هل تعرف ماذا تعنيه نكبة الأسهم بالنسبة للمواطن السعودي عزيزي القارئ. عليك إذن أن تنسى كل الكلام الذي قيل عن الكوارث السابقة أعلاه، وتعال سجل معي كارثة العقد الراحل بأكمله، الشعب الذي حلم أن يكون «بطرانا»، استيقظ آخر العقد «طفرانا»، ولله الحمد والمنة.
لا نخاف على المستقبل. بل منه. وما كان دولة واحدة، يوشك أن يكون دولا «شقيقة». وصديقة ــ بالطبع ــ .
خاتمـة:
لا شيء يمكنه خنقك ، ما لم تكن رقبتك قريبة من قبضات القلق. العالم الذي يموت اليوم فيه من ضحايا القلق والكآبة، ثلاثة أضعاف ما كان يموت سابقا، يحتاج لبسمات أوسع. لقلوب أكثر انشراحا وبهجة وسرورا. تنفق اليابان وحدها 3 مليارات دولار لأجل أن تكافح القلق والانتحار كل عام. فماذا تقول البلدان الأخرى إذن. افرح يا صديقي، وغن للحياة. الحياة الآتية كصفحة بيضاء. ممتدة البراءة. هات ألوانك، وتعال نرسم قوس قزح.
ــ طبعا انسى الكلام اللي فوق. الأسهم خصوصا وكتاب الصحافةـ..
johary67@gmail.com

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 252 مسافة ثم الرسالة