لم أستغرب حديث الملحق الثقافي السعودي في واشنطن الدكتور محمد العيسى مع الزميل المبدع أحمد العرياني في الحوار الذي نشر في «عكاظ»، وحديثه عن إلحاق المبتعثين على حسابهم أو المرافقين إلى البعثة في حال إنهائهم مرحلة دراسة اللغة الإنجليزية، وقدم لنا العيسى درسا مهما في المرونة الإدارية وإعطاء المواطن حقه ما دام أن الدولة كفلت له حق الابتعاث، إضافة إلى أنه لم يصل إلى هناك إلا بدافع الدراسة وإن لوحظ عليه توجه آخر غير الدراسة فالنظام بكل بساطة يسحب ابتعاثه.
وقبل العيسى قرأنا تصريحات نائب وزير التعليم العالي الدكتور علي العطية عندما قالها صراحة في وسائل الإعلام «المتحايل على النظام لمرافقة محرمه بغية العلم مرحبا به»، وبرر العطية حديثه في ذلك الوقت بأن هذا الإنسان سيعود في النهاية ليخدم وطنه فلماذا نطيل المسألة ونضيع الوقت.
لا يملك العيسى وزميله العطية قوة أكثر من تلك التي يمتلكها أصغر مسؤول في أصغر دائرة حكومية، ولكن الفرق أن القناعة النهائية هي أن الخدمة في الأخير مقدمة للمواطن وتقديمها حق أصيل كفلها النظام الأساسي للحكم، ولكن المشكلة في كيف تقدم.
للأسف معظم المسؤولين يعرف الناس أنهم يتعاملون بعقلية متحجرة بعيدة عن أنسنة الأنظمة أو التعامل مع روح الأنظمة أو حتى الخوف من استخدام الصلاحيات، ودائما أمامهم لوحة كبيرة كتبوا عليها عبارات سوداء مثل «لا يلحقني شي الأهم أحمي نفسي»، و«ألف رقبة ولا رقبتي» مع قائمة نصائح درسوها لأعوام على يد مسؤولين تقليديين أرضعوهم ثقافة «أمسك الكرسي بأيدينك وسنونك .. الرجال لا يضحكون عليك».
والمثير للدهشة الأسئلة التي اعتبرها غبية من البعض عندما يسألون عن مسؤولين تجربتهم استثنائية، أمثال الراحل الكبير الدكتور غازي القصيبي دون أن يفتشوا في الأسباب، فمن يعرف هذه النوعية يعلم جيدا إلى أي حد كسروا كثيرا من عقبات البيروقراطية، وتعاملوا مع الأنظمة بشجاعة وجسارة حسبت لهم، وأطلقوا مبادرات للقرب من المواطن الذي ستقدم له الخدمة في الأخير وجلسوا بين من يحتاج الخدمة وسمعوا همومه ومشاكله، وترسخت في أذهانهم قناعات أن الكل في النهاية سيعود في دائرة تنمية الوطن، والأهم أن الخدمة للجميع من جسد المملكة الكبير جنوبا أو شمالا شرقا أو غربا.
لذا أتمنى وأرجو وآمل أن نجد حلا يعرف المسؤولون خصوصا «المتحجرين» ما هي مهماتهم ومسؤولياتهم بشكل حقيقي ويخرجون من عباءة التقليدية المقيتة والقاتلة للتطور.. أقربوا من الناس أسمعوهم، يجب على كل واحد منكم منذ أول يوم يتسلم فيه موقعه أن يعد من يخلفه ليكمل مسيرة تنمية الوطن، ومتى ما رسخت هذه القناعة تأكد أنك تتهيأ إلى موقع أكثر أهمية، فلا يبقى في منصبه طويلا إلا «البالين» إداريا وفكريا، وأصبح من الصعب خروجهم بسبب حماية الأنظمة له، ولا تتنفس مكاتبهم إلا يوم 1 رجب مع إعلان تقاعده.
Hhf261@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة
وقبل العيسى قرأنا تصريحات نائب وزير التعليم العالي الدكتور علي العطية عندما قالها صراحة في وسائل الإعلام «المتحايل على النظام لمرافقة محرمه بغية العلم مرحبا به»، وبرر العطية حديثه في ذلك الوقت بأن هذا الإنسان سيعود في النهاية ليخدم وطنه فلماذا نطيل المسألة ونضيع الوقت.
لا يملك العيسى وزميله العطية قوة أكثر من تلك التي يمتلكها أصغر مسؤول في أصغر دائرة حكومية، ولكن الفرق أن القناعة النهائية هي أن الخدمة في الأخير مقدمة للمواطن وتقديمها حق أصيل كفلها النظام الأساسي للحكم، ولكن المشكلة في كيف تقدم.
للأسف معظم المسؤولين يعرف الناس أنهم يتعاملون بعقلية متحجرة بعيدة عن أنسنة الأنظمة أو التعامل مع روح الأنظمة أو حتى الخوف من استخدام الصلاحيات، ودائما أمامهم لوحة كبيرة كتبوا عليها عبارات سوداء مثل «لا يلحقني شي الأهم أحمي نفسي»، و«ألف رقبة ولا رقبتي» مع قائمة نصائح درسوها لأعوام على يد مسؤولين تقليديين أرضعوهم ثقافة «أمسك الكرسي بأيدينك وسنونك .. الرجال لا يضحكون عليك».
والمثير للدهشة الأسئلة التي اعتبرها غبية من البعض عندما يسألون عن مسؤولين تجربتهم استثنائية، أمثال الراحل الكبير الدكتور غازي القصيبي دون أن يفتشوا في الأسباب، فمن يعرف هذه النوعية يعلم جيدا إلى أي حد كسروا كثيرا من عقبات البيروقراطية، وتعاملوا مع الأنظمة بشجاعة وجسارة حسبت لهم، وأطلقوا مبادرات للقرب من المواطن الذي ستقدم له الخدمة في الأخير وجلسوا بين من يحتاج الخدمة وسمعوا همومه ومشاكله، وترسخت في أذهانهم قناعات أن الكل في النهاية سيعود في دائرة تنمية الوطن، والأهم أن الخدمة للجميع من جسد المملكة الكبير جنوبا أو شمالا شرقا أو غربا.
لذا أتمنى وأرجو وآمل أن نجد حلا يعرف المسؤولون خصوصا «المتحجرين» ما هي مهماتهم ومسؤولياتهم بشكل حقيقي ويخرجون من عباءة التقليدية المقيتة والقاتلة للتطور.. أقربوا من الناس أسمعوهم، يجب على كل واحد منكم منذ أول يوم يتسلم فيه موقعه أن يعد من يخلفه ليكمل مسيرة تنمية الوطن، ومتى ما رسخت هذه القناعة تأكد أنك تتهيأ إلى موقع أكثر أهمية، فلا يبقى في منصبه طويلا إلا «البالين» إداريا وفكريا، وأصبح من الصعب خروجهم بسبب حماية الأنظمة له، ولا تتنفس مكاتبهم إلا يوم 1 رجب مع إعلان تقاعده.
Hhf261@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة