يصعب كثيرا تعليل الحب لبعض الأشياء وشدة التعلق بها!! وحب تناول طبق من الجراد، هو من هذا النوع من الحب الذي يصعب تعليله!! فالجراد يشمئز من تناوله كثيرون، كما أننا لسنا في مجاعة ولله الحمد، وليس هناك ما يضطر الناس إلى تناوله، فما سر تعلق البعض بأطباق الجراد؟ في تفسيري، أنه ليس سوى حب الماضي والتعلق بذكرى أيام عبرت، أيام الفقر وندرة الأطعمة، حين كانت وجبة الجراد تعد طعاما فاخرا. ذلك الحب هو ما يجعل بعض الناس اليوم يحنون إلى تناول وجبة من الجراد المسلوق أو المشوي أو المقلي.
خلال الأيام الماضية، تكرر في صحفنا عرض صور لبعض الباعة الذين يبيعون الجراد لعشاقه الذين يستطيبون تناوله، وقد كتب أعلى الصور أن وزارة الزراعة تحذر من تناول الجراد لاحتوائه على مواد كيميائية تسربت إليه من خلال المبيدات التي ترشها الوزارة لمقاومة الجراد، وأن تلك المواد تؤثر على الصحة وتتسرب عبر الجينات إلى الأجنة أيضا، لكن تلك التحذيرات لم تؤثر على حب الناس للجراد ولم تكسر سوق الجراد، بل مضت السوق في ازدهارها حتى تجاوز سعر الكيس أربعمائة ريال ــ حسب ما تقوله الصحف.
ولأنه من المتوقع أن هناك أناسا لا يدركون الأبعاد الحقيقية لخطورة ما يفعلون، وقد يظن البعض أن تلك التحذيرات فيها مبالغة، أو أن وجبة واحدة لن تؤثر على الصحة، خاصة أن الضرر الصحي لا يظهر أثره سريعا على الآكل، كما يحدث في حالة تناول طعام فاسد أو مسموم، فيتهاون الناس بشأن التحذيرات، مفضلين إشباع شهواتهم، فضلا عن أنه من غير المتوقع أن كل الناس قد اطلعوا على تحذيرات الوزارة، وقد يكون بينهم من لم يدر بذلك.
وفي مثل هذه المواقف يكون حال الناس كالطفل الصغير الذي لا يدرك أبعاد الضرر فيما يقدم عليه أحيانا، فيعمد الوالدان إلى مراقبته ومنعه مما يريد متى اتضح لهما ضرره عليه. لذلك فإن الناس في حاجة إلى من يمنع عنهم الجراد فلا يسمح لهم ببيعه طالما هناك تحذيرات من احتمال احتوائه على مواد كيميائية ضارة بالصحة، لكن الجهات المسؤولة غافلة، كأن الأمر لا يعنيها! يتاجر الناس بمواد غذائية ملوثة وهي واقفة في سلبية لا تفعل شيئا غير الفرجة!!
ليس هناك ما يبرر ترك الناس يتناولون طعاما مشكوكا في جودته، بل أن التهاون في مكافحة ذلك يدخل في نطاق الإثم، فترك الناس يتناولون الأطعمة الملوثة بمواد ضارة بصحتهم، وعدم مكافحة تداولها في السوق، هو من التقصير الذي ينبغي أن يحاسب عليه من كان مسؤولا عن ذلك.
تكرر نشر صور باعة الجراد، ومعها تحذيرات وزارة الزراعة، يبعث على التساؤل عن أسباب السماح ببيع الجراد الملوث؟ أين حماية المستهلك؟ أين البلديات؟ أين الأمانات؟
رب وجبة كلفت صاحبها حياته، وكلفت المجتمع دفع نفقات طائلة في مكافحة أمراض مستعصية تسببت في حدوثها وجبة جراد ملوث ورقابة غافلة.
ص. ب 86621 الرياض 11622
فاكس 4555382-01
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة
خلال الأيام الماضية، تكرر في صحفنا عرض صور لبعض الباعة الذين يبيعون الجراد لعشاقه الذين يستطيبون تناوله، وقد كتب أعلى الصور أن وزارة الزراعة تحذر من تناول الجراد لاحتوائه على مواد كيميائية تسربت إليه من خلال المبيدات التي ترشها الوزارة لمقاومة الجراد، وأن تلك المواد تؤثر على الصحة وتتسرب عبر الجينات إلى الأجنة أيضا، لكن تلك التحذيرات لم تؤثر على حب الناس للجراد ولم تكسر سوق الجراد، بل مضت السوق في ازدهارها حتى تجاوز سعر الكيس أربعمائة ريال ــ حسب ما تقوله الصحف.
ولأنه من المتوقع أن هناك أناسا لا يدركون الأبعاد الحقيقية لخطورة ما يفعلون، وقد يظن البعض أن تلك التحذيرات فيها مبالغة، أو أن وجبة واحدة لن تؤثر على الصحة، خاصة أن الضرر الصحي لا يظهر أثره سريعا على الآكل، كما يحدث في حالة تناول طعام فاسد أو مسموم، فيتهاون الناس بشأن التحذيرات، مفضلين إشباع شهواتهم، فضلا عن أنه من غير المتوقع أن كل الناس قد اطلعوا على تحذيرات الوزارة، وقد يكون بينهم من لم يدر بذلك.
وفي مثل هذه المواقف يكون حال الناس كالطفل الصغير الذي لا يدرك أبعاد الضرر فيما يقدم عليه أحيانا، فيعمد الوالدان إلى مراقبته ومنعه مما يريد متى اتضح لهما ضرره عليه. لذلك فإن الناس في حاجة إلى من يمنع عنهم الجراد فلا يسمح لهم ببيعه طالما هناك تحذيرات من احتمال احتوائه على مواد كيميائية ضارة بالصحة، لكن الجهات المسؤولة غافلة، كأن الأمر لا يعنيها! يتاجر الناس بمواد غذائية ملوثة وهي واقفة في سلبية لا تفعل شيئا غير الفرجة!!
ليس هناك ما يبرر ترك الناس يتناولون طعاما مشكوكا في جودته، بل أن التهاون في مكافحة ذلك يدخل في نطاق الإثم، فترك الناس يتناولون الأطعمة الملوثة بمواد ضارة بصحتهم، وعدم مكافحة تداولها في السوق، هو من التقصير الذي ينبغي أن يحاسب عليه من كان مسؤولا عن ذلك.
تكرر نشر صور باعة الجراد، ومعها تحذيرات وزارة الزراعة، يبعث على التساؤل عن أسباب السماح ببيع الجراد الملوث؟ أين حماية المستهلك؟ أين البلديات؟ أين الأمانات؟
رب وجبة كلفت صاحبها حياته، وكلفت المجتمع دفع نفقات طائلة في مكافحة أمراض مستعصية تسببت في حدوثها وجبة جراد ملوث ورقابة غافلة.
ص. ب 86621 الرياض 11622
فاكس 4555382-01
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة