-A +A
حمود البدر
أفتتح هذا المقال بالتهنئة من القلب للقائمين على هذه الجمعية الرائدة التي تم تكريمها مساء الإثنين الماضي في دولة الكويت الشقيقة. فقد تم اختيارها في المركز الأول من بين الجمعيات الخيرية في دول الخليج. تلكم هي الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان) التي اختارتها لجنة جائزة المرحوم فهد الأحمد الصباح بناء على أسلوبها في التعامل مع المستفيدين من خدماتها، بحيث استعانت بالتقنية الحديثة في دعم الأيتام وأسرهم لكي يستطيعوا الحصول على ما خصص لهذه العائلة أو تلك من أرزاق أو ملابس أو مصروف جيب (أو غير ذلك مما تقدمه لهم الجمعية) من خلال استخدام بطاقات ذكية للحصول على ما يخصهم شهريا مباشرة من أسواق العثيم للأرزاق دون الحاجة إلى الرجوع إلى الجمعية لأن ذلك جرى تخطيطه مسبقا طبقا لما خصصت الجمعية لهذه الأسرة.
أما الملابس فإن المستفيد يذهب لشركة الهرم للحصول على ما خصص له طبقا للفئة التي يكون هذا المستفيد قد صنف أنه يستحق ما لهذه الفئة من ملابس حسب المقاسات التي تنطبق على أي فرد من أفراد الأسرة المشمولة.
وأما المصروف الشهري النقدي فإن المستفيد يذهب للحصول على ما يخصه من صرافات الراجحي بموجب بطاقة تحمل اسم العائلة المستفيدة.
وهكذا وأن احتاجت الجمعية إلى معلومات جديدة أو العكس إذا أرادت الأسر أو أحد أفرادها معلومات تضاف لاحتياجات الأسرة فإن فريق البحث المكون من خبير اجتماعي وزوجته أو أخته (إن لم يكن متزوجا) يقوم بإيصال المعلومات أو الحصول على ما تريده الجمعية من معلومات جديدة أو تحديث لمعلومات قديمة.
لقد كان الاحتفال الذي تم يضم عددا من المكرمين من أشخاص ومؤسسات، حيث كان من بينهم سيادة رئيس مجلس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي كان رائدا في تنشيط التعاون التركي العربي في السنوات الحالية مما سوف يعود على الأمتين الإسلاميتين (الأمة التركية والأمة العربية) بما سوف يؤدي إلى تعزيز التعاون والتكاتف لصالح الجانبين.
حيث كان الحفل مخصصا لتكريم عدد من الشخصيات والمؤسسات الرائدة في البلاد العربية.
وكانت كلمة سيادة الرئيس أردوغان رائعة وحميمية للتعبير عن أهمية تعاون المسلمين فيما بينهم لخدمة الإسلام وتعزيز وصلابة العلاقات الإسلامية طبقا لما دعا إليه ربنا عز وجل في كتابه العزيزي بقوله:
«واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب ...» (النساء 36).
ونحن ـــ بفضل الله ومنه ـــ جيران وشركاء في الدين الإسلامي الخاتم الذي هدانا إليه ربنا وخالقنا نرجو الله أن يثبتنا عليه ويرزقنا حسن الخاتمة.
وقد تلا الاحتفاء بالجمعيات والمؤسسات الخيرية والشخصيات الرائدة ندوة درست تطور العلاقات السياسية والاقتصادية والدينية بين تركيا وجيرانها، حيث استعرض المؤتمرون ما تم وما يحتاج أن يتم لصالح العرب والمسلمين وجيرانهم المسالمين لتعزيز العلاقات.
ولقد كان لي شرف المشاركة في ذلك اللقاء، حيث تشرفنا باستلام الشهادة الخاصة بتكريم جمعيتنا العزيز (إنسان) في ذلك اللقاء وكنت بصحبة زميلي الأستاذ صالح اليوسف المدير العام للجمعية التي وفقها الله للحصول على التكريم بريادتها. وما كان ذلك ليتم لولا فضل الله ثم اجتهاد القائمين على الجميعة من القمة إلى القاعدة. فعلى القمة في الجمعية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان رئيس مجلس الإدارة وبتوجيهات سموه يقوم الفريق الإداري والتشغيلي بدور متعاون وبانضباط رائد أدى إلى هذا التميز.
لا شك أن الثواب (من خلال الاحتفاء بالمنجزين والعقاب للمتخاذلين) له دور فاعل للنجاح ولعل ما نراه في بعض المؤسسات الحكومية والأهلية من إنجازات واضحة أو تخاذل مثبط للهمم وتحطيم للأهداف مما يؤدي فعالية تشجيع النشطين وإعادة المتخاذلين إلى بيوتهم.
أشكر شكرا جزيلا القائمين على هذه الجمعية على ما أدوه ويؤدونه بإخلاص وانضباط. بارك في أعمالنا وأعمارنا جميعا.


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة