«على الطاير مع عمر حسين».. برنامج فكرته ومعدوه ومقدمه شبان سعوديون، لم تتعبهم التراخيص أو موافقة القنوات الفضائية، عقدوا العزم وانطلقوا إلى فضاء الإنترنت وقدموه على موقع الفيديو الشهير «يوتيوب».
يرتكز البرنامج على لغة ساخرة ولذيذة ارتجالية، وهو فن عرف في الغرب باسم «استاند آب كوميدي»، وشعبيا نعرفه بـ«الحش» أو «الذب»، ينتفد فيها الأخبار والمشاريع المتعطلة وتصريحات المسؤولين الغريبة، بسخرية لا تخرج عن حدود الأدب واللياقة.
التقيت عمر صدفة، إذ أعرف شقيقه المهندس طارق واستفدت من الفرصة للحديث عن البرنامج، كان هادئا ومبتسما حتى أبلغته أنني أفكر في الكتابة فقفز رافضا ومطالبا أن لا يخرج الحوار عن سقف المقهى، مؤكدا أنه تعاهد ورفاقه فريق العمل أن يكون حديثهم للإعلام جماعيا، وفي الوقت المناسب لأنه يرى «أن البرنامج لم يقدم للمجتمع ما يستحق خروجهم للإعلام»، إلا أنني أكدت احترامي لرأيه ولكن أعتقد أن جمعهم في موضوع واحد سيأخذ وقتا طويلا.
لم أستمع لعمر مع حرصي أن أقول نحتاج إعلاما شبابيا يضع إطارا للأدب والأخلاقيات، وهو ما يقدمه برأيي وزملاؤه: ديما إخوان، إنجي مكي، حسام باكوين، عمرو عبد الجواد والمخرجة سارية أبو شعر.
يتحدث المهندس الكيميائي عمر عن خطوط حمراء وضعها وزملاؤه أمامهم «احتراما للناس أو الجهة التي ننتقدها»، ورغم أنهم لا يملكون خبرة صحافية إلا أن التوثيق والتأكد من المعلومة يخضعونها إلى مراجعة وتقصٍ أكثر.
يعترف عمر الذي تخرج من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أن حلقات البرنامج الأولى ركزت على مشاكل جدة والمنطقة الغربية، ويسعى مع زملائه إلى وضع كل الانتقادات التي يتلقونها على موقع البرنامج إلى وضعها في شريط في الحلقات المقبلة.
«على الطاير» مفردة شعبية حولها الشبان من حلم إلى حقيقة تقدم مادة ناقدة مضحكة، تشخص واقع الشارع، وتؤكد على أن لغة النكتة مرتفعة في الشارع السعودي إزاء هموم المواطن، وهذا لا يعني أن ذلك يعكس ترديا في الوضع بل إن أكثر دول العالم تطورا وتحضرا تقدم على شاشاتها بعد العاشرة مساء برامج من هذا النوع ناقدة لاذعة وساخرة، لأن عجلة الحياة مستمرة ومن ضمن دورانها تخرج الأخبار الطريفة والممارسات الغريبة.
تجربة هذا البرنامج تسترعي الانتباه من زوايا مختلفة، أولها ارتفاع حس المسؤولية عند الفتيات والشبان تجاه المجتمع في وقت كنا نردد أن معظم شباننا غير مسؤولين ومستهترين وقضايا المجتمع وهمومه بعيدة عن تفكيره بأسلوب حضاري بعيدا عن الغوغائية أو الاندفاع والحماس غير المنضبط.
من زاوية أخرى يؤكد أن الإرادة لا يقف أمامها أي عائق فعندما وجد الشبان الإنترنت طريقا لبث برنامجهم انطلقوا مباشرة وحصد البرنامج شهرة كبيرة، في ظل مادة إبداعية ذكية ومبتكرة.
أخيرا دغدغ البرنامج ذكريات كثيرين باستخدامه موسيقى فترات زمنية محببة لدى الشارع السعودي مثل صوت موسيقى أخبار القناة الأولى مطلع الثمانينيات الميلادية، وموسيقى أول إعلانات تجارية على التلفزيون، وأخيرا موسيقى مباريات كرة القدم أيام الزمن الجميل للرياضة.
***
اعتبارا من الأسبوع المقبل سأترك هذا المكان للزميل المبدع الكاتب خالد قماش، لأكون معكم أسبوعيا يومي السبت والأربعاء، آملا أن أكتب ما يهمكم ويعكس همومكم وأمنياتكم وما يحترم عقولكم.
Hhf261@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة
يرتكز البرنامج على لغة ساخرة ولذيذة ارتجالية، وهو فن عرف في الغرب باسم «استاند آب كوميدي»، وشعبيا نعرفه بـ«الحش» أو «الذب»، ينتفد فيها الأخبار والمشاريع المتعطلة وتصريحات المسؤولين الغريبة، بسخرية لا تخرج عن حدود الأدب واللياقة.
التقيت عمر صدفة، إذ أعرف شقيقه المهندس طارق واستفدت من الفرصة للحديث عن البرنامج، كان هادئا ومبتسما حتى أبلغته أنني أفكر في الكتابة فقفز رافضا ومطالبا أن لا يخرج الحوار عن سقف المقهى، مؤكدا أنه تعاهد ورفاقه فريق العمل أن يكون حديثهم للإعلام جماعيا، وفي الوقت المناسب لأنه يرى «أن البرنامج لم يقدم للمجتمع ما يستحق خروجهم للإعلام»، إلا أنني أكدت احترامي لرأيه ولكن أعتقد أن جمعهم في موضوع واحد سيأخذ وقتا طويلا.
لم أستمع لعمر مع حرصي أن أقول نحتاج إعلاما شبابيا يضع إطارا للأدب والأخلاقيات، وهو ما يقدمه برأيي وزملاؤه: ديما إخوان، إنجي مكي، حسام باكوين، عمرو عبد الجواد والمخرجة سارية أبو شعر.
يتحدث المهندس الكيميائي عمر عن خطوط حمراء وضعها وزملاؤه أمامهم «احتراما للناس أو الجهة التي ننتقدها»، ورغم أنهم لا يملكون خبرة صحافية إلا أن التوثيق والتأكد من المعلومة يخضعونها إلى مراجعة وتقصٍ أكثر.
يعترف عمر الذي تخرج من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أن حلقات البرنامج الأولى ركزت على مشاكل جدة والمنطقة الغربية، ويسعى مع زملائه إلى وضع كل الانتقادات التي يتلقونها على موقع البرنامج إلى وضعها في شريط في الحلقات المقبلة.
«على الطاير» مفردة شعبية حولها الشبان من حلم إلى حقيقة تقدم مادة ناقدة مضحكة، تشخص واقع الشارع، وتؤكد على أن لغة النكتة مرتفعة في الشارع السعودي إزاء هموم المواطن، وهذا لا يعني أن ذلك يعكس ترديا في الوضع بل إن أكثر دول العالم تطورا وتحضرا تقدم على شاشاتها بعد العاشرة مساء برامج من هذا النوع ناقدة لاذعة وساخرة، لأن عجلة الحياة مستمرة ومن ضمن دورانها تخرج الأخبار الطريفة والممارسات الغريبة.
تجربة هذا البرنامج تسترعي الانتباه من زوايا مختلفة، أولها ارتفاع حس المسؤولية عند الفتيات والشبان تجاه المجتمع في وقت كنا نردد أن معظم شباننا غير مسؤولين ومستهترين وقضايا المجتمع وهمومه بعيدة عن تفكيره بأسلوب حضاري بعيدا عن الغوغائية أو الاندفاع والحماس غير المنضبط.
من زاوية أخرى يؤكد أن الإرادة لا يقف أمامها أي عائق فعندما وجد الشبان الإنترنت طريقا لبث برنامجهم انطلقوا مباشرة وحصد البرنامج شهرة كبيرة، في ظل مادة إبداعية ذكية ومبتكرة.
أخيرا دغدغ البرنامج ذكريات كثيرين باستخدامه موسيقى فترات زمنية محببة لدى الشارع السعودي مثل صوت موسيقى أخبار القناة الأولى مطلع الثمانينيات الميلادية، وموسيقى أول إعلانات تجارية على التلفزيون، وأخيرا موسيقى مباريات كرة القدم أيام الزمن الجميل للرياضة.
***
اعتبارا من الأسبوع المقبل سأترك هذا المكان للزميل المبدع الكاتب خالد قماش، لأكون معكم أسبوعيا يومي السبت والأربعاء، آملا أن أكتب ما يهمكم ويعكس همومكم وأمنياتكم وما يحترم عقولكم.
Hhf261@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة