-A +A
عبدالقادر فارس(غزة)
ذكرت مصادر دبلوماسية إن تحركا أوروبيا تجاه المنطقة سيبدأ الأسبوع القادم , من أجل تشجيع الأطراف على استئناف العملية السلمية , وذلك بعد إعلان التهدئة الأخير بين الفلسطينيين والإسرائيليين , ويقود هذا التحرك وزير الخارجية الألماني , الذي تتسلم بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي, كما أن المسؤول الأعلى عن العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا سيصل إلى المنطقة في زيارة عمل تهدف إلى تنشيط مسار التفاوض الإسرائيلي الفلسطيني . وقالت المصادر أن سولانا سيلتقي كبار المسؤولين الإسرائيليين في القدس المحتلة وفي طليعتهم رئيس الوزراء أيهود اولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني . كما انه سيزور الاراضي الفلسطينية للقاء الرئيس محمود عباس لبحث آخر التطورات الجارية على صعيد تشكيل الحكومة وأوضاع التهدئة.
واشارت المصادر الى أن وزيرة الخارجية النمساوية ستشارك في الجهود الأوروبية , حيث من المتوقع أن تصل إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية خلال الأسبوع المقبل .

إلى ذلك قالت مصادر فلسطينية مطلعة أنه بعد الإعلان عن وصول محادثات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية إلى طريق مسدود , فان الجهود الدولية أضحت تتركز حول إتمام صفقة الأسرى وإطلاق الجندي الأسير جلعاد شاليط، وليس تشكيل الحكومة فيما تتركز جهود رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان على إتمام صفقة التبادل، من جهتها أوصلت إسرائيل رسائل مهادنة إلى حركة «حماس» تشير إلى قبول استمرارها في الحكومة مقابل الحفاظ على الهدنة.
وذكرت مصادر مقربة من الرئاسة أن عباس يشعر بقلق كبير تجاه ما وصفته بالمطالب الجديدة والمتشددة لحركة "حماس" والتي تشترط تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتحديد مستقبلها ومدى تمثيل قوى المقاومة فيها والاطلاع على تفاصيل كتاب التكليف الوزاري المحتمل مشترطة استبعاد بنود تتعلق بالمقاومة والاعتراف بإسرائيل.
وقالت المصادر إن حماس ترفض رفضا قاطعا أن يتضمن البرنامج السياسي لحكومة الوحدة أي اعتراف بإسرائيل ونبذ المقاومة فيما يصر عباس على تضمينها ضمن خطابه العام. وأشارت إلى أن المجتمع الدولي خفف من شروطه تجاه الحكومة الحالية برئاسة "حماس" موضحة أن السماح لرئيس الحكومة إسماعيل هنية بزيارة عدد من الدول العربية جاء بعد ورود إشارات من واشنطن وتل أبيب حول الاستعداد للتعامل مع "حماس" كطرف فاعل بعد نجاحها في فرض التهدئة في المناطق الفلسطينية الأمر الذي فشل فيه أبو مازن منذ تسلمه الحكم.
وأضافت إن مصادر أمنية وسياسية إسرائيلية أبلغت شخصيات فلسطينية رفيعة المستوى بأن عليها توقع تغيرات ملحوظة في الموقف من حركة"حماس" مشيرة إلى أن إسرائيل لم تعد تشترط تشكيل حكومة فلسطينية جديدة لرفع الحصار بل إطلاق سراح الجندي شاليط مع وعود بإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى ووزراء الحكومة والنواب , والتعهد بدفع كافة المستحقات المالية للسلطة وتخفيف القيود .
وأوضحت المصادر أن الرسالة الإسرائيلية كانت واضحة للغاية , أن ما يهمنا الأمن وليس تشكيل حكومة لديكم , موضحة أن لدى القيادة الإسرائيلية قناعات بأن الأمن أصبح في أيدي حماس وفصائل المقاومة المؤيدة لها وليس في أيدي مؤيدي الرئيس عباس .