-A +A
فاطمة العبدالله
حين رأيت الأفاتار قد تزوج أمام الشجرة وأشهدها على زواجهم، تذكرت قصة واقعية قالها أبي، دارت أحداثها في عام 1963، حيث سافر رجلان من جنسيتين مختلفتين ومع كل منهما أخته، وفي وسط الصحراء وقعت نفس كل منهما على أخت الآخر، فقررا أن يتبادلا الأختين بقصد الزواج، ولم يجدوا من يشهد على زواجهم سوى شجرة، فوقفوا أمامها وأشهدوها على زواجهم، وعادوا إلى ديارهم، ورووا القصة لأقاربهم، واستمر زواجهم. ذكر أبي لنا حين استشاره أخي بأمر رجل طلب منه أن يعقد قرانه بحكم أنه كاتب للعدل ــ آنذاك ــ على فتاة أجنبية أراد الزواج بها شهامة، وليحافظ على عرضها ولتحظى بالستر، فيكسب ثوابا في مسلمة وصلت إلى السعودية عن طريق التهريب ولا تحمل أية أوراق ثبوتية، واحتج الرجل على رفض أخي لطلبه بأن البدو كانوا يعقدون قرانهم أمام شيخ القبيلة وبوجود شاهدين، وهذه الشروط التي وردتنا من السنة، فإذا تحققت صح الزواج. ما ذكره الرجل كان يصح في الماضي، أما الآن فالأمور لم تعد كما كانت عليه، فالانتماء لم يعد للقبيلة بل للدولة، خصوصا أن الأجنبية المتزوجة من سعودي لها حق الحصول على الجنسية، كما تضمن سعودة أبنائها منذ ولادتهم، فأغلب المخالفات لأنظمة الإقامة أو من يدخلن تهريبا أو المتخلفات في الحج والعمرة يتزوجن سعوديين للاستمتاع بالعيش برفاهية، ثم تزور لهن جوازات سفر وإقامة، وقد تبدل أسماؤهن من وسن إلى حصة، ولعل أهل مكة وجدة يعانون من ذلك في الأحياء العشوائية، حيث الفقر والتسول والتشرد، فيصبحن مطلقات أو أرامل يفترشن الشوارع مع أطفالهن، فتتناقل وسائل الإعلام الصور، وتتساءل أين الجهات المختصة والجمعيات الخيرية عن فقراء السعودية. أنا ــ شخصيا ــ قابلت فتاة دخلت إلى السعودية بطريقة غير شرعية، وروت لي مغامرة وصولها إلى السعودية، وكيف تم عقد قرانها من قبل أحد المشايخ الذي بارك زواجها على سنة الله ورسوله من شاب سعودي بشهادة الشهود، ثم تغير اسمها وأن في ذلك خطرا شديدا لتلاعب في الأنظمة ومخالفة القوانين وتغير للنسب، فيا مشايخنا الأعزاء، ليس هكذا تحفظ أعراض المسلمات في البلاد الإسلامية المحتلة، فكونوا أكثر حرصا ومسؤولية ولا تأخذكم الحمية، فلم تعد النساء يغنين كما في الماضي:
يا مباركين عرس الاثنين
ليله ربيع عين وقمره
واللي جمع بين راسين
الله يطول في عمره
همسة
من الحماقة أن يهرب الإنسان إلى المجهول حيث تتساوى نسبة الموت والحياة.
Mok.555@hotmail.com


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمـــــز 270 مســافـــة ثــم الرســالــــــة