-A +A
محمد بن علي الهرفي
في لفتة كريمة من الأمير نايف ــ وفقه الله ــ استقبل معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وبرفقته وكلاء الجامعة وبعض عمداء كلياتها بالإضافة إلى منسوبي معهد القضاء الأعلى في الجامعة.
وبعد كلمة مدير الجامعة التي شكر فيها سمو الأمير على استقباله لهم، تحدث سموه مع ضيوفه الفضلاء في قضايا مهمة تهم المجتمع السعودي ومواطنيه وأمنهم..
بين في كلمته أهمية القضاء في السعودية، وأن القضاء ــ كما قال ــ من أهم الركائز في الإسلام، وبالتالي فقد حث القضاة على الالتزام بمعايير القضاء الأساسية لكي يحققوا رسالة القضاء كما أرادها الإسلام.
فالقاضي ــ كما قال الأمير ــ يجب أن يكون قدوة للجميع في سره وعلانيته، ونحن نتبين أهمية هذه التوصية عندما نسمع أن أحد القضاة قد ارتكب مخالفة شرعية ــ مهما كان نوعها وحجمها ــ وكيف أن المجتمع كله يستنكر مثل هذا العمل من قاض يفترض فيه أن يقوم على حماية الشرع وليس انتهاكه.. ومما قاله سمو الأمير: إن على القاضي أن يكون حليماً صبوراً قادراً على استماع ما يقوله المتخاصمون، مقدراً ظروفهم عالماً بأحوالهم.
إن هذه التوصية لها أهميتها الكبرى في واقع القاضي مع المتخاصمين، فبعض هؤلاء قد لا يستطيع التعبير عن نفسه، والبعض قد يكون متحايلا يعرف الحق ويتعمد تجاهله، وآخر قد يكون سليط اللسان لا يقدر مجلس القضاء.. وهكذا يرى القاضي يوميا أصنافاً من الناس قد يصعب عليه تحملهم والصبر على تصرفاتهم.. لكن عمله يقتضي منه أن يكون واسع الصدر حليما يتحمل كل ما يراه لكي يكون قادراً على النظر الصحيح في قضاياه والحكم فيها بدقة وروية..
دون شك فأنا ــ وغيري ــ أتمنى أن يتحلى كل قضاتنا بهذه الصفة، وأعرف صعوبة الظروف التي تمر بهم، ومع هذا كله فهم غير معذورين إن خرجوا على الإطار العام لما ينبغي أن يكون عليه القاضي في مجلس القضاء.
ومن صفات القاضي التي ذكرها سمو الأمير أن يكون متحرياً للعدالة، إذ القضاء بدون عدالة لا قيمة له..
والعدالة هنا ــ كما أفهمها ــ متعددة، فهي عدالة بين الخصوم في كل شيء، وعدالة في سرعة إنجاز القضايا، وعدالة في فهم أبعاد كل قضية تعرض عليه، أسبابها ومسبباتها ومآلاتها..
سمو الأمير أكد في حديثه مع معالي مدير جامعة الإمام ومنسوبي الجامعة على أهمية مكافحة المخدرات، وعن أضرارها الهائلة على المجتمع، كما تحدث كذلك عن خطورة الإرهاب، وآثاره المدمرة على المجتمع والفرد.. وأكد ــ أيضا ــ على أن الإسلام هو دستور الدولة، وأن هذه الدولة ملتزمة بشرع الله..
ولعلي أشير هنا إلى أهمية أن تمضي الجامعة في مشروعها التثقيفي حول أخطار المخدرات والإرهاب بحيث يكون هذا المشروع متواصلا طول العام وبصورة سلسلة غير مملة للطلاب والطالبات، ولعل مركز الملك عبدالله للحوار في الجامعة يتولى هذه المسؤولية المهمة.. والرسالة هذه أوجهها لكن جامعاتنا في السعودية، وللإخوة في وزارة التربية والتعليم فأضرار المخدرات وصلت إليهم ولا بد من عمل جاد لمحاصرة هذه الآفة المدمرة..
هذه اللقاءات مفيدة، ومشجعة على العمل الجاد، ونحن بانتظار المزيد من كل عمل يفيد شبابنا ومجتمعنا.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة