بكل صراحة تحدث الأمير فيصل بن عبد الله وزير التربية والتعليم عن عدم رضاه عما قدم وفريق العمل الذي يعمل تحت إدارته في الوزارة، مازال وضع التعليم غير مرض ليس للوزير بل لكل مواطن يشاهد العالم يتسابق من أجل تطوير جودة التعليم.
وأذكر هنا بورقة العمل التي قدمها الرئيس السنغافوري الذي وضع بلاده في مقدمة الدول في التنافسية العالمية، السيد لي كوان يو في منتدى التنافسية العام الماضي، عندما أكد أن حل جميع مشكلاتنا يتلخص في تنافسية من نوع آخر : «أن تتنافس الأسر السعودية فيما بينها على تعليم أبنائها».
بالفعل فلا أمان من الفقر بعد توفيق الله سبحانه، إلا شهادة قوية مميزة في اختصاص مهم، فإذ كنا في الأزمنة السابقة نتحدث عن مهنة في اليد، ثم شهادة في اليد، أما اليوم فنقول شهادة وليست أي شهادة بل في اختصاص دقيق ونادر.
وبالعودة إلى أصل المشكلة نجد أن تأهيل المعلمات والمعلمين هو رأس الحربة، فما يتلقونه من علوم ومهارات ستفرغ إلى أذهان الطلاب، وستكون الرصيد للجيل المنطلق إلى النهل من موارد المعرفة وهي سلاحه في الحياة الاجتماعية والعملية.
وأعتقد أن تأهيل المعلمات والمعلمين مازال يدور في فلك نظريات إن تطورت وقفزت فهي لا تتعدى علوما جديدة أو نظريات نفسية تنتهي عند باب قاعة تأهيل المعلمين، دون أي تطبيق عملي.
وبرأيي أن ما يحتاجه المعلمات والمعلمون اليوم هي مسألتان مهمتان، الأولى: إعادة تشكيل العلاقة بين الطالب والمعلم، ما يتغير معه الصورة عن المعلم في ذهن الطالب وصورة الطالب في ذهن المعلم، نريدها أن تكون مشابهة للعلاقة التي تربط المربين في المدارس الناجحة في دول الشرق والغرب، علاقة الاحترام والصداقة، وليست علاقة «القلاب المقفل والمرزاب المنشا» و «لا ترفع خشمك يا ورع»، يجب أن يؤهل المعلم ليكون ملهما وقدوة ومحفزا للطلاب ويقرأ المستقبل ويتنبأ لهم ويدفعهم بقوة.
كل شيء ممكن أن نشتريه بالمال، المناهج الكتب الجديدة، وسائل التعليم، ولكن ما نحتاج إليه بحق ولا يمكن أن نشتريه هي صناعة المعلم الموهوب الخلاق المبدع المبتكر، صاحب الرؤية الذي يدخل الطلاب في ثقافة العمل المؤسسي مبكرا الذي يزرع في أعماقهم بذور المسؤولية وإبداء الرأي والمشورة وطرح الحلول ومنافشة القضايا.
ومن الناحية الأخرى: أعتقد أن الوزارة إن أرادت أن تصنع جيلا مختلفا يجب أن تقدم معلمين مختلفين ليس في عقولهم فحسب بل في المميزات التي يمتلكونها، ولا تستغرب «التربية» وغيرها من مؤسسات الدولة هروب المبدعين إلى القطاع الخاص في ظل الميزات الوظيفية المتواضعة..
والسؤال، ما الفرق بين المهندس الذي يقف على آبار النفط، والمعلم الذي يقف على آبار المعرفة، الفرق ببساطة في الميزات المهنية، أعطوا المعلمين رواتب كبيرة، ومكافأة مالية من 4 إلى 6 رواتب سنويا، وتأمينا طبيا وصندوق زمالة ضخما، وبعد ذلك حاسب بدقة، حتى وإن بلغ الأمر إلى الفصل مثل باقي المؤسسات القوية والمتطورة التي تقدم مبالغ ضخمة مقابل محاسبة دقيقة للإنتاجية.
وإن رأى البعض أنني أقسو على المعلمين وأن منهم كبار سن فباختصار ليكن هناك معلم مميز ومعلم غير مميز، لأن الجميع الآن في التعليم عملت أو لم تعمل يأخذون نفس الميزات، لذلك المعلم الذي لا يبدي تميزا يبقى مكانه، أما المميز فيكون براتب مختلف وميزات مختلفة كليا، إن لم يكن خيار الفصل متاحا.
hhf261@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة
وأذكر هنا بورقة العمل التي قدمها الرئيس السنغافوري الذي وضع بلاده في مقدمة الدول في التنافسية العالمية، السيد لي كوان يو في منتدى التنافسية العام الماضي، عندما أكد أن حل جميع مشكلاتنا يتلخص في تنافسية من نوع آخر : «أن تتنافس الأسر السعودية فيما بينها على تعليم أبنائها».
بالفعل فلا أمان من الفقر بعد توفيق الله سبحانه، إلا شهادة قوية مميزة في اختصاص مهم، فإذ كنا في الأزمنة السابقة نتحدث عن مهنة في اليد، ثم شهادة في اليد، أما اليوم فنقول شهادة وليست أي شهادة بل في اختصاص دقيق ونادر.
وبالعودة إلى أصل المشكلة نجد أن تأهيل المعلمات والمعلمين هو رأس الحربة، فما يتلقونه من علوم ومهارات ستفرغ إلى أذهان الطلاب، وستكون الرصيد للجيل المنطلق إلى النهل من موارد المعرفة وهي سلاحه في الحياة الاجتماعية والعملية.
وأعتقد أن تأهيل المعلمات والمعلمين مازال يدور في فلك نظريات إن تطورت وقفزت فهي لا تتعدى علوما جديدة أو نظريات نفسية تنتهي عند باب قاعة تأهيل المعلمين، دون أي تطبيق عملي.
وبرأيي أن ما يحتاجه المعلمات والمعلمون اليوم هي مسألتان مهمتان، الأولى: إعادة تشكيل العلاقة بين الطالب والمعلم، ما يتغير معه الصورة عن المعلم في ذهن الطالب وصورة الطالب في ذهن المعلم، نريدها أن تكون مشابهة للعلاقة التي تربط المربين في المدارس الناجحة في دول الشرق والغرب، علاقة الاحترام والصداقة، وليست علاقة «القلاب المقفل والمرزاب المنشا» و «لا ترفع خشمك يا ورع»، يجب أن يؤهل المعلم ليكون ملهما وقدوة ومحفزا للطلاب ويقرأ المستقبل ويتنبأ لهم ويدفعهم بقوة.
كل شيء ممكن أن نشتريه بالمال، المناهج الكتب الجديدة، وسائل التعليم، ولكن ما نحتاج إليه بحق ولا يمكن أن نشتريه هي صناعة المعلم الموهوب الخلاق المبدع المبتكر، صاحب الرؤية الذي يدخل الطلاب في ثقافة العمل المؤسسي مبكرا الذي يزرع في أعماقهم بذور المسؤولية وإبداء الرأي والمشورة وطرح الحلول ومنافشة القضايا.
ومن الناحية الأخرى: أعتقد أن الوزارة إن أرادت أن تصنع جيلا مختلفا يجب أن تقدم معلمين مختلفين ليس في عقولهم فحسب بل في المميزات التي يمتلكونها، ولا تستغرب «التربية» وغيرها من مؤسسات الدولة هروب المبدعين إلى القطاع الخاص في ظل الميزات الوظيفية المتواضعة..
والسؤال، ما الفرق بين المهندس الذي يقف على آبار النفط، والمعلم الذي يقف على آبار المعرفة، الفرق ببساطة في الميزات المهنية، أعطوا المعلمين رواتب كبيرة، ومكافأة مالية من 4 إلى 6 رواتب سنويا، وتأمينا طبيا وصندوق زمالة ضخما، وبعد ذلك حاسب بدقة، حتى وإن بلغ الأمر إلى الفصل مثل باقي المؤسسات القوية والمتطورة التي تقدم مبالغ ضخمة مقابل محاسبة دقيقة للإنتاجية.
وإن رأى البعض أنني أقسو على المعلمين وأن منهم كبار سن فباختصار ليكن هناك معلم مميز ومعلم غير مميز، لأن الجميع الآن في التعليم عملت أو لم تعمل يأخذون نفس الميزات، لذلك المعلم الذي لا يبدي تميزا يبقى مكانه، أما المميز فيكون براتب مختلف وميزات مختلفة كليا، إن لم يكن خيار الفصل متاحا.
hhf261@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة