-A +A
خالد قماش
«لاستقبال تبرعاتكم لمتضرري سيول جدة الرجاء الاتصال على الرقم المجاني لجمعية البر 920001424»، هذا هو نص رسالة وصلتني عبر هاتفي المحمول، وأعتقد أنها وصلت مئات آلاف المشتركين بشكل عشوائي.
وكنت قد عزمت على كتابة مقال يتحدث عن دور رجال الأعمال وقائمة السبعين ثريا سعوديا، ومدى إسهام البنوك التجارية التي امتصت دماء الناس بالقروض الضخمة والأقساط والعمليات المالية الأخرى.
والحديث حول هذه المسألة مؤلم ومخجل، فمنذ كارثة جدة الأولى في العام الماضي، ورجال الأعمال وتجار البلد والمؤسسات المصرفية تقوم بدور المتفرج على هذه الدراما الواقعية المحزنة.
وجاء في تقرير لصندوق إغاثة الكوارث الطبيعية التابع للأمم المتحدة أن السعودية تتصدر جميع البلدان الأخرى، بالنسبة لحجم التبرعات التي تقدمها لإغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية.
والإحسان ومد يد العون للآخرين وإغاثة المنكوبين من جراء الكوارث الطبيعية والنوازل الإنسانية من سجايا دولتنا المعطاءة، ومن خصال شعبنا الوفي الكريم، وليس في هذا منة أو تفاخر، ولكن لنبدأ بمن في الداخل ويحتاج العون والمساعدة، فالأقربون أولى بالمعروف، والأقربون يثمر فيهم العطاء والبذل، لأنهم (منا وفينا) وأبناء وطن واحد، مما ينعكس بشكل أو بآخر على نفوس المواطنين ولاء وانتماء وإنتاجية، وينسحب بشكل إيجابي وبناء على مستقبل البلاد.
وقد جاء تصريح الأمير خالد الفيصل حول التعويضات التي ستصرف للمتضررين من السيول من قبل الدولة مطمئنا، حيث قال لـ«عكاظ»: «لن نقبل بتعويضات غير مجزية»، ولكن يظل دور رجال الأعمال والمصارف والشركات حلقة مفقودة في هذه السلسلة الإنسانية، والتي تبدأ من أصغر متطوع، وتنتهي بدعم الملك الإنسان عبد الله بن عبد العزيز .. ويكفي.

New91@hotmail.com



للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 244 مسافة ثم الرسالة