-A +A
خالد قماش
هامش أول:
نعرف أن جل رؤســـــــاء العـــالم لهم كتاب متخــــــــــصصون لصياغة الخطابات الرسمية التي تلقى في المناسبات العامة أو الأعياد القومية أو في لجة الأزمات التي تعصف بالدول، وفي ثورتي تونس ومصر المباركتين ظهر تباين في خطابات الرئيسين السابقين، ولنأخذ خطابات الرئيس المصري السابق كمثال.. والتي بدا فيه حازما ومتوعدا كل من يحاول زعزعة الأمن أو نشر الفوضى، ثم تراخى بعد ذلك ليعترف بأن ما يحدث في الشارع حق مشروع وتعبير حقيقي لمطالب وتطلعات الشعب، واتضحت اللغة الاستعاطفية ظاهرة في خطابه الأخير الذي بدأ فيه بمغازلة الناس واللعب على أوتار الوطنية والانتصارات القومية، ولكن سقف المطالبات الشعبية كان أعلى من كل الخطب الرنانة، والغضب الشعبي قد تجاوز كل مبادرات الاسترضاء، فلم تعد التنازلات الوهمية مجدية أمام طوفان الشرعية الحقيقية.
هامش ثان:
الأغاني الوطنية الحقيقية التي صاغها الفنان من نبض الشعب عادت للواجهة من جديد، وانبعث صوت أبو القاسم الشابي وهو يردد: (إذا الشعب يوما أراد الحياة).. بعد أن حذفت هذه العبارة الحية من قواميس المناهج الميتة، وارتفع صوت الشيخ إمام وهو ينشد بكل وجع: (يا مصر قومي وشدي الحيل ..كل اللي تتمنيه عندي)، وهذا يجعلنا نتنفس التفاؤل بشكل أكثر رحابة مطمئنين بأن الفن الحقيقي لا يموت في وجدان الأمة العربية المتيقظة.
هامش ثالث:
عامل الصمود كان مهما في حسم هذه الثورات المليونية، فكثيرة هي الثورات التي قتلت في مهدها، ولكن إصرار الجماهير ومجابهتهم للقمع والموت بروح المقاتل الصابر مع الأخذ بالاعتبار أنهم يريدون الإصلاح والعبور إلى الحياة الكريمة والعيش بحرية وأمان عجل من نضوج هذه الثورة أو تلك في ظل الظرف التاريخي المتناغم مع طموحاتهم وآمالهم وتطلعاتهم المستقبلية .. ويكفي.
New91@hot mail.com


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 244 مسافة ثم الرسالة