-A +A
يكتبها: فهد عافت
بالنسبة لأثر مصر في الوطن العربي، فإنه يمكن لنا دائما تقسيمه إلى قسمين أساسيين، الأول عملي، والآخر فني، وعلى الرغم من قوة وضخامة القسم العملي وتفرعاته العديدة المتمثلة في الطب، والتدريس، والصحافة، والإعلام، والثقافة، والأدب، والأيدي العاملة بكل الاتجاهات، وتأسيس الأيدلوجيات الفكرية، أو تأصيلها، ونشرها على نطاق أوسع دائما، وغير ذلك من أمور كثيرة يصعب حصرها، إلا أنني أكاد أجزم، أن للفن المصري، دورا مؤثرا، وفاعلا، فينا، وإن كان يقل عن دورها العملي بقليل أو كثير، إلا أنه من الفعالية يستحق، إفراده بقسم خاص به، فالمسرح المصري والسينما المصرية، والدراما التلفزيونية المصرية، والأغنية المصرية بأضلاعها الثلاثة، أسهمت كثيرا في تشكيل وجداننا، بل وحتى في لهجاتنا التي دخلت عليها كثيرا من مفردات العامية المصرية بسبب قدرة الفن المصري على التأثير، لريادته أولا، ثم لعبقريته التي نجح رجالات مصر، على مر السنين، ورغم كل المتغيرات المحافظة على روحها، وإن كنت أحسب أن «طلعت حرب» بشكل خاص، كان صاحب الإسهام الأكثر أثرا في هذا، رغم أنه لم يكن فنانا بالمعنى العام لكلمة فنان، والمهم أننا اليوم أمام دروب فنية جديدة تفتح أبوابها وأذرعتها لاحتضان أفكار، وأساليب، ومناهج فنية جديدة، فما أنتجته 18 يوما، في مصر، يمكن له تشكيل نهر متلألئ، من السيناريوهات، والأفكار ، بل وأساليب جديدة للعمل، ولا بأس عندي، ولا أهمية لمن سوف يتبنى هذه الأشكال الجديدة، بل إنني أظن أن «السبكي» و«العدل» و«إسعاد يونس» أنفسهم هم من سوف يركبون الموجة الجديدة، ويتبنون أشكال الطرح الجديد، لا يعيبهم هذا في شيء، ولا بأس إن هو حسن من صورتهم قليلا، لكنهم، وغيرهم سيفعلون ذلك مرغمين، وشخصيا أتوقع أننا قريبا، وقريبا جدا، سوف نعود لسينما «المخرج»، متخلين عن سينما «البطل»، وهو الطريق الأفضل بالنسبة للسينما، وانتظروا كذلك، انقلابا رائعا على مستوى الموسيقى والغناء، أما المسرح فسوف يتأخر قليلا في الكشف عن حضوره البهي ذلك أنه ومنذ زمن في غرفة الإنعاش، والله وحده، أعلم بحاله!.