-A +A
حامد عباس

** رغم الغليان الذي يحيط بنا من كل الجهات تظل المملكة العربية السعودية بحمد الله عامرة ومتماسكة، ومواطنوها يحملون الوفاء والولاء للوطن، والمملكة تسير بخطى ثابتة نحو الإصلاح الذي يفتت تدريجيا كل الصخور البالية من العادات والتقاليد الاجتماعية التي اكتست رداء دينيا بفعل الزمن وبفعل من يريد لهذا الوطن أن يظل متخلفا عن الركب لأهداف لا يمكن أن تخضع لمقاييس العقل والمنطق ولغات وعلوم ومتطلبات وخريطة العصر السياسية. المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله واجه أزمة عاتية في بداية التأسيس ضد رغبته في الإصلاح والتطور والتنوير واضطر إلى الدفاع عنها ضد قوى التخلف حتى أخمدها لتستمر السفينة في الطريق رغم كل العقبات والمتاريس التي يقيمها دعاة البقاء في دائرة الظلام والتخلف. وكان المؤسس قبل ما يقارب القرن من الزمان سابقا لعصره بكل المعايير وقد جمع حوله مجموعة متنورة من نخب عربية وسعودية كمستشارين ومعاونين اختارهم بعناية لمساعدته لإدارة مرحلة التأسيس على قواعد ثابتة لتكون المملكة قوية بإسلامها الصحيح وبفكر أبنائها النير وبجهدهم الخلاق لتحتل مملكتهم مكانا لها تحت الشمس الساطعة، وأكد الملك المؤسس بقيادته الفذة ملكاته التي دلت قطعيا على عبقريته القيادية. ولدي حكاية صحيحة أسعى لزيادة التأكد من صحتها بالبحث عن مصير وثائقها، ولو حدث ذلك فستحدث دويا عالميا كدلالة على مدى ما كان يتمتع به الملك المؤسس من فكر قيادي متقدم ومتنور ومتى؟.. قبل ما يزيد على اثنين وستين عاما عندما كانت أغلب جوانب العالم تغط في نوم الكسالى ؟!، وبعد وفاة المؤسس رحمه الله كان هناك داخل المجتمع شد وجذب بين التيارين الإصلاحي ودعاة الظلام على مدى العقود الماضية كانت الغلبة فيه ضد التيار الإصلاحي وبالذات بعد حادثة الحرم المكي في عام 1400هـ.

في العشر السنوات الأخيرة بدأت مرحلة قوية من الإصلاح الممنهج ؟! كان خادم الحرمين الشريفين الملك الإصلاحي وملك الإنسانية عبد الله بن عبد العزيز وبمؤازرة من ولي عهده والنائب الثاني مصرا على خطوات إصلاح تحقق الأهداف المطلوبة دون إحداث صدمة عنيفة للواقع.. وباعتباري مواطنا سعوديا أعيش هذا الواقع عمرا طويلا أتفهم ذلك بكل تأكيد لأن الذين خارج النطاق لا يمكن أن يستوعبوا حقيقة هذا الواقع لأنهم لم يعايشوه ومن ثم لم يعرفوا مدى صلابته في وجه الإصلاح بل ومحاربته له وكأنه وباء خطير وشر مستطير هدفه الأساس من وجهة نظرهم الخروج من ملة الإسلام؟!.

عودة الروح للوطن بعودة الملك من رحلته العلاجية معافى بحمد الله إعادة لتسريع عجلة الإصلاح حتى تقوى لحمة الوطن وتتماسك جوانبه ونكون جميعا مواطنين في مستوى واحد من الحقوق والواجبات متخلصين جميعا من العنصرية والطائفية. ولا نتنابذ بالألقاب بل نكون جميعا في خدمة الوطن.

* مستشار إعلامي

ص.ب 13237 جدة 21493 ــ فاكس: 026653126





للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسـافة ثم الرسـالة