-A +A
فهيم الحامد (جدة)
قال سعد الحريرى زعيم الأغلبية فى البرلمان اللبنانى أن تحرك خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لاحتواء الأزمة الداخلية اللبنانية ساهم بشكل إيجابى كبير للتهدئة وعدم توسيع نطاقها ويأتي ذلك في إطار حرص المملكة الدائم على وحدة وسلامة وأمن واستقرار لبنان.
أشار الحريري في حوار هاتفي أجرته عكاظ أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عودنا على التحرك السريع فى الأوقات العصيبة وله مواقف تاريخية، وكان حفظه الله سباقاً فى لم الشمل والحفاظ على الوحدة الوطنية اللبنانية مشيراً إلى أن جميع القوى اللبنانية تُقدر عالياً الجهد الذى تبذله المملكة للحفاظ على أمن واستقرار لبنان.وحول رؤيته لحل الأزمة الناشئة نتيجة الاعتصام التى قامت به المعارضة والذي دخل يومه الثالث قال الحريري: إن الحل الوحيد لهذه الأزمة هو العودة مجدداً إلى طاولة المباحثات واستئناف الحوار الوطنى .وفيما يلى نص الحوار:

- كيف تنظرون إلى تحرك خادم الحرمين الشريفين لاحتواء الأزمة وكيف تلقت القوى اللبنانية هذا التحرك السعودي ؟
فى الواقع إن المملكة عودتنا دائما أن تتحرك فى اللحظات التاريخية وتكون سباقة كعادتها فى الحفاظ على وحدة وسلامة واستقرار لبنان وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز حفظه الله يضع دائما سلامة واستقرار لبنان فى أولوياته وله أياد بيضاء على جميع اللبنانيين. وما التحرك الذى قاده مؤخراً إلا دليل إضافى على حرص المملكة لاحتواء الأزمة ومساهمتها بشكل إيجابى كبير فى التهدئة وعدم إيصالها إلى طريق مسدود وعدم توسيع نطاقها خاصةً ان جميع القوى اللبنانية تقدر عالياً هذه الجهود المخلصة التى تبذلها المملكة في إعادة الأمن فى لبنان.
- من وجهة نظركم كيف يمكن حل الأزمة الناشئة نتيجة اعتصام المعارضة ونزولهم إلى الشارع وهل سيؤدي هذا الى صدام دموي ؟
فى الواقع إن هذا الاعتصام ما هو إلا محاولة للانقلاب على الديموقراطية والشرعية والانقلاب على اتفاقية الطائف ونزول المتظاهرين إلى الشارع ومحاصرتهم للمقار الحكومية والسرايا ليس عملاً ديموقراطياً إطلاقا بقدر ما هو تهديدات للشرعية اللبنانية ونحن نرى أن الحل لا يأتى عبر الاعتصامات لأن هذه الحكومة هى حكومة دستورية وشرعية وتحظى بالأكثرية فى البرلمان ودعم الشعب اللبنانى، وإذا كان لدى المعارضة أي ملاحظات فإنه يمكن من خلال البرلمان طرح جميع ملاحظاتهم ونحن نرى أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمات والمظاهرات والاعتصامات لن تجدي بل ستساهم فى تأزم الوضع وتوسيع دائرة الأزمة وإذا رغبت المعارضة فى إسقاط الحكومة فلتسقطها بالبرلمان وعبر الطرق الدستورية ومحاولات المعارضة النزول إلى الشارع ما هو إلا للالتفاف على الدستور وإلغاء اتفاقية الطائف.
- هل المشكلة الحالية داخلية أم لها تداعيات خارجية؟
المشكلة التى تعيشها لبنان حالياً تعتبر أزمة داخلية ولكن بأجندة خارجية فلبعض الدول أجندة في استمرار تأزم الوضع داخل لبنان واستمرار التصعيد الداخلى. ولهذا نحن نقول إن الحل يجب أن يكون بأيدى اللبنانيين أنفسهم وليس عبر التدخلات الخارجية.
- ماذا عن مطلب المعارضة تشكيل حكومة وحدة وطنية هل تقبلون هذا المطلب ؟
دعني أوضح بداية ليس هناك شيء يسمى حكومة وحدة وطنية وفى اتفاق الطائف لدينا نص واضح و هو حكومة وفاق وطني هذا هو النص الوارد فى اتفاقية الطائف ولهذا فإن أي حكومة وفاق وطني يجب أن تكون مبنية على مشروع سياسى ومشكلتنا فى لبنان أنه ليس هناك وفاق وطني بل هناك مجموعات مدعومة من الخارج تريد تصدير مشروعها الخارجي إلى الداخل وهذه المعارضة تتهمنا بأننا مشروعات أمريكية وهذا غير صحيح. نحن لم تتحصل على أموال ولا صواريخ من الخارج جميع الأموال تتلقاها الحكومة تجيء عبر قنوات رسمية وللدولة ولا تتلقى أي دعم من جهات مشبوهة فالمعارضة رفضت المحكمة الدولية ورفضت أيضاُ الحوار الوطنى ودخلت فى حرب بدون العودة الحكومة الشرعية وأدخلتنا فى مشاريع حروب دفع ثمنها اللبنانيون جميعاً. وفى النهاية حققت إسرائيل ما تريد.
- إذا ما هو الحل؟
الحل ذكرته لك عبر الحوار والتفاهم وهو استئناف الحوار الوطنى والتفاهم وأولئك الذين نزلوا الشارع ليس لهم أجندة وهم غوغائيون والقيادة السياسية لها مصالح وأجندة خارجية ولهذا نحن نقول أن الخروج من المأزق عبر التفاهم والحوار لدينا هواجسنا ولديهم هواجسهم . هواجسنا هى بناء الدولة ومشروعنا هو تطوير نظام الدولة وأما مشروعهم وهواجسهم هو إدارة الدولة والدخول فى صراعات وحسابات عبر أجندتهم وأتساءل هل يجوز لحزب أن يتخذ قرار الحرب والسلم بمفرده ؟ ما نريده نحن ترسيم الحدود مع سوريا واستئناف العلاقات الدبلوماسية معها لأن لبنان يريد عبر هذا الترسيم أن يصبح كياناً مستقلاً والمعارضة لا تريد ذلك لأن كلمة ترسيم ستعطينا الاستقلالية التامة وهم لا يريدون ذلك،
نحن ندعو إلى الحوار العاقل والبناء الحوار الذى يضع جميع الهواجس الأساسية على الطاولة ونريد المحكمة الدولية وتطبيق قرار 1705 لحماية لبنان نريد باريس 3 ونريد قانون انتخابى جديد ولا سلطة إلا سلطة الدولة.
- هل انتم مستعدون لتقديم تنازلات لإنهاء الأزمة؟
لا مجال لتقديم أي تنازلات ومواقفنا غير قابلة للمساومة حكومتنا جاءت عبر الانتخابات والبرلمان هو المكان الطبيعي لإبداء أي ملاحظات والعودة الي الطاولة الحوار الوطني يعني حل جميع المشاكل.
-حالياً يزور عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية وعدد من وزراء خارجية الدول العربية لبنان بهدف احتواء الأزمة. هل تدعمون هذا التوجه؟
بالتأكيد نحن نؤيد أى جهد عربى لاحتواء الخلافات وإعادة الأطراف إلى طاولة الحوار ونأمل أن تعي المعارضة ان هذه الوفود العربة والاتصالات جاءت بهدف الاحتواء وان تتجاوب معها نحن نريد التعاون والحوار هو الأساس.