-A +A
جهير بنت عبدالله المساعد
ما يدعو للغرابة والاستغراب، والدهشة والاندهاش، والعجب والتعجب.. أن الاحتساب عندنا لا نرى طحنه سوى في معرض الكتاب! وما عدا ذلك مما هو مهم وأهم وأكثر أهمية ويشكل خطرا على الأرواح لا نرى المحتسبين يتدافعون لمنعه ولا نرى لطحنهم أثرا، ولا نسمع لهم جعجعة؛ مثلا الأسواق المحلية كالسوق الشعبية المفتوحة للجميع والتي هي أكثر الأسواق شعبية وروادا وزوارا ومترددين.. يباع فيها ــ في وضح النهار وعلى الملأ وملء السمع والبصر ــ منتجات ضارة بالصحة وفيها خطر على الأرواح، لا تعرف لها أول ولا آخر وكلها أسعارها رخيصة ومقبولة وفي متناول اليد، ومعظمها للنساء! أم أن النساء فدوة إذا تسممن أو مرضن أو تلوثت أكبادهن مع السلامة فأعداء.. المرأة أكثر من أنصارها إن ماتت خففت وريحت بدلا من مطاردتها في الشوارع البسي العباءة على الرأس وغطي الوجه!! تموت أحسن!! وإلا ما معنى انتشار هذه المنتجات الضارة في السوق الشعبية ولا يوجد محتسبون مثل معرض الكتاب يمنعون ويحاربون خطرها على النساء! بينما معارض الكتاب كل سنة لنا قصة مع المحتسبين المتطوعين، وكل سنة نسمع عن هرولتهم وجعجعتهم ومناطحتهم... بالله عليكم أين أنتم عن المنتجات الضارة التي تقتل الإنسان وتمر وتباع ولا تجد صدا ولا ردا.. فقط الكتاب نراه الخطر المحدق! في كل معرض كتاب لا نسمع غير هدير الجولات الاحتسابية.. وأنا من الفئة التي تؤمن بأهمية الاحتساب لحماية الناس لكن هل الاحتساب فقط في معرض الكتاب؟ وهل نحمي الناس من الكتاب ولا نحميهم من السم في الدواء غير المرخص الذي يباع بلا محاذير ولا رقابة ولا احتساب! خذوا عندكم حبوب النحافة، حبوب التبييض للبشرة، دهان اللمعة، حبوب لتساقط الشعر وحبوب أخرى تمنع ظهور الشعر في الجسم، أعشاب للتخسيس، صابون إزالة الكرش والبطن، كحل للعيون يمنع الرمد والحساسية والالتهاب ويطول الرموش!، مرهم لإزالة الانتفاخ تحت العيون، خلطة لتوسيع الأرحام!، وخلطة لمنع حب الشباب، والكثير الكثير عدا ما يمنعني الخجل عن ذكرها غير أني أشير إليها من بعيد وتستعمل لإنعاش الحياة الزوجية...كما يقولون! كل هذا وغيره من المنتجات الخطرة وغير المحددة.. ولا محدودة.. ومتعددة الاختصاصات وكثيرة الأضرار تأتينا من الصين وتايلند وماليزيا وإندونيسيا وكل بلد فيها أحد فكر في بيته أن يضع لنا في علبة مستحضرا ويتاجر بأرواحنا ونحن ليس لنا ــ والشكوى لله ــ من يمنع عنا البلاء والبلى ثم لا يرى المحتسبون غير معرض الكتاب ولا يرون هذا الخطر! فعلام هذا يدل؟ ولماذا هذا يحدث؟! إن لم يكن الاحتساب في هذه الأمور فما معناه في الكتاب؟! لماذا التفتيش على الكتاب وحامل الكتاب وقارئ الكتاب وبائع الكتاب ومحب الكتاب، بينما بائع السم وصانع الأذى ومروج الخطر على الأرواح في مستحضرات ليس لها تاريخ صلاحية ولا تمت للجودة والنظافة بصلة... وتباع علنا بأرخص الأسعار لتحصيل الربح السريع.. بائع هذه الأخطار يقف منفوشا فرحانا الخطر الذي بين يديه لن يقبض عليه المحتسبون ولن يحاسبه أحد! إذا وافقنا على أهمية الاحتساب وضرورته فمن باب أولى أن يكون هناك حيث الأرواح في خطر! أما معارض الكتاب لا تقتل حتى لو لم يكن الكتاب على هوانا.


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة