-A +A
محمد عبدالواحد
•• أمريكا تسيء معاملة الدجاج والخنازير.. خبر نشرته جريدة الحياة في صفحتها الأخيرة.. يقول الخبر: إن حبس الدجاج والخنازير في غرف ضيقة أدى إلى انتشار كآبتها وتأثر صحتها، وسلوكيات غير إنسانية كاستخدام أقفاص ضيقة لدجاج يوشك على وضع بيضه ومنع الطعام والماء عنه لتسريع عملية طرح الريش الذي يزيد من إنتاج البيض... أما الخنازير فهم يقومون بقص ذيولها حتى لا تعض بعضها ويستخدمون ضدها العصا الكهربائية مما أدى إلى نتائج قاسية على هذه الحيوانات، وقد استجابت شركة «مكدونالدز» لهذا النداء الإنساني ودعت إلى حسن التعامل مع الدجاج.. انتهى الخبر.
•• وأمريكا لا تسيء تعاملها مع الدجاج والخنازير فقط ولكنها تسيء تعاملها أيضا مع البشر وتمارس جبروتها وهيمنتها على العالم بأسره .. وإذا كان الدجاج قد وجد مناصرين له للرأفة به في أمريكا فأين هو نصيب العرب والشعوب الفقيرة في العالم الثالث من هذا الاهتمام ؟ وكيف تناصر أمريكا معتديا آثما على احتلال الأراضي العربية ولا تحرك ساكنا إلا في اتجاه واحد وهو مساندة إسرائيل بالمال والسلاح واستخدام الفيتو في أروقة مجلس الأمن ؟؟ هؤلاء الذين يهتمون باضطهاد الدواجن لا يهم عندهم على الإطلاق اضطهاد البشر الذين يرزحون تحت وطأة ظلم إسرائيل ويشردون من ديارهم وينفون في الأرض فلا يجدون المأوى ولا الغذاء ولا حتى حق العودة إلى أرضهم ؟؟
•• عجيب أمر هذه الدولة الكبرى التي تهتم بإخراج الدواجن من أقفاصها ولا تسمح بأن يخرج الناس إلى أبواب الحرية ويتنفسوا هواء نقيا في سماء أرضهم التي أبعدوا عنها منذ أكثر من خمسين عاما.. وغريب أمر هذه الدولة الكبرى التي تحول عددا من شعوب الأرض الفقيرة والمضطهدة إلى خنازير تعض بعضها بعضا بفعل الجوع والمرض والجهل.. كيف يمكننا من أن نؤمن بالعدالة للدجاج والخنازير ونحن لم نتمكن من ترسيخ جذورها بين البشر.. عدالة في أقفاص الدجاج ولا عدالة لمخيمات اللاجئين والمشردين في كل الأرض .. عدالة لحظائر الخنازير .. ولا عدالة لأبناء الشيشان .. ولا سلام في أفعانستان.. أو كشمير.. ولا استقرار ولا أمان في الصومال .. أو العراق..
•• أمريكا التي اجتمع على أرضها قادة شعوب الدنيا.. هل فكرت مرة واحدة في إقامة عدالة على الأرض بدون التحيز لإسرائيل .. الجواب واضح لنا .. ولهم .. وللعالم أجمع.

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 254 مســــافــة ثم الرســـالـــة